مقتل بن لادن بين الحقيقة والخيال


جراسا -

أثار الصحفي الأمريكي سيمور هرش ضجة بنشره معلومات مستقاة من مسؤول استخباراتي أمريكي متقاعد تنسف الرواية الأمريكية حول مقتل أسامة بن لادن، فيما جددت واشنطن بالمقابل تمسكها بروايتها.

نفى الصحفي الأمريكي سيمور هرش في مقالة بعنوان " التاريخ البديل للحرب على الإرهاب" " نشرها موقع "London Review of Books" حصول عملية أمريكية خاصة في الأساس للقضاء على زعيم تنظيم القاعدة السابق.

وأكد هرش أن بن لادن كان محتجزا لدى الاستخبارات الباكستانية منذ عام 2006 وأنه قتل عام 2011 بعد أن كشف أحد مسؤولي الاستخبارات الباكستانية مكانه للأمريكيين مقابل الحصول على مكافأة قدرها 25 مليون دولار، مكذبا بذلك تصريحات الإدارة الأمريكية التي قالت فيها أن تحديد مكان اختباء بن لادن تم عن طريق اقتفاء أثر مبعوث خاص له.

وذكر الصحفي الأمريكي المتحصل على جائزة "Pulitzer" للصحافة، نقلا عن مسؤول كبير متقاعد في الاستخبارات الأمريكية أن رجال الاستخبارات الباكستانية الذين كانوا يحرسون مكان احتجاز بن لادن غادروا موقعهم قبل وصول القوات الأمريكية، نافيا بذلك تأكيد الولايات المتحدة أن عملية القضاء على بن لادن كانت أمريكية صرفة، ولم تجر بالتنسيق مع الاستخبارات الباكستانية، وأن زعيم تنظيم القاعدة قتل خلال تبادل لإطلاق النار مع القوات الأمريكية المهاجمة.

ودحض هرش أيضا الرواية الرسمية الأمريكية التي ذكرت أن جثمان بن لادن دفن في البحر، مشيرا إلى أن الجثمان تم إلقاؤه فوق جبال هندوكوش الواقعة في أفغانستان وشمال غرب باكستان، موضحا أن "أجزاء جثمان بن لادن، الذي قُتل برصاصة في الرأس، وضعت في كيس للجثث، وألقيت من مروحية فوق جبال هندوكوش".

من جهة أخرى، ذكرت قناة "NBC NEWE" التلفزيونية استنادا إلى مصدر استخباراتي أن مسؤولا في الاستخبارات الباكستانية أبلغ الاستخبارات المركزية الأمريكية عن مكان وجود بن لادن قبل عام من قيام قوات خاصة أمريكية بالقضاء عليه.

ونقلت القناة التلفزيونية الثلاثاء 12 مايو/ايار عن المصدر الاستخباراتي تأكيده أن "الحكومة الباكستانية كانت على علم طول الوقت بمكان اختباء بن لادن".

البيت الأبيض يتمسك بروايته

ونفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض بدوره رواية الصحفي سيمور هرش عن ظروف مقتل أسامة بن لادن في باكستان عام 2011، منتقدا ما جاء فيها بالقول: "هناك معلومات غير دقيقة وتأكيدات لا أساس لها في هذا المقال تتطلب الرد نقطة تلو أخرى".

وأكد برايس الاثنين 11 مايو/أيار أن "عددا محدودا من المسؤولين الأمريكيين كانوا على علم بأن الرئيس باراك أوباما قرر منذ البداية عدم إبلاغ حكومات أخرى بما في ذلك الحكومة الباكستانية"، مشددا على أن "العملية كانت أمريكية بحتة".

يذكر أن الرواية الرسمية تؤكد أن قوات أمريكية خاصة قضت على بن لادن ليلا في 1 مايو عام 2011 في بيت محصن قرب مدينة أبوت آباد شمال باكستان، وانها وصلت إلى باكستان على متن عدة طائرات مروحية، فقدت إحداها أثناء العملية، وأنه لم يتم تحذير إسلام آباد بشأن العملية، وأن جثمان بن لادن دفن في بحر العرب.وكالات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات