انْ خرج لن يعود


دائماً ما يقولون أنهم يفتخرون بنا وانّنا في ضمائرهم وقلوبهم وانّ مصلحتنا وحياتنا الكريمة هواجسهم وشغلهم الشاغل , لكنَّهم مؤمنون بانّ مرور الوقت كفيلٌ بأنْ يَتَصدَّى لتساؤلاتنا المُحرجة ولِتَتَقادم فيه حقوقنا وطموحاتنا لانهم اعتادوا أنْ يخبّئوا أوراقهم الرّابحة في جيوبهم السياسيّة فيقذفونَها فَجْأةً أمام أعيننا فتنهار عقولنا فَتَخْضع لا أرادياً لحالةٍ أمنيّةٍ موقوتة أو استفزازٍ اقتصاديّ عناونيها المعتادة والمُمِّلة أغنية وطنيّة أو جملة انتماء معترضة...

لم يكن المتقاعد يوماً ما عبئاً على أيّة حكومة لانّه وبكل بساطة مواطن كان أول الدافعين وأقلّ وأخر القابضين... لقد كان اهمال الاهتمام بالمتقاعد العسكريّ ونثرِ اوراقه هنا في مؤسّسة عاجزة أو لجنة اعلاميّة مجهولة القواعد قمة اللامبالاة والاستهتار حتى اصبح ظاهرة تفشّت في الحكومات المتوالية فتراكم الحجم البشري والزخم الكفؤ لهم ولم يُذْكر لا في خطط عشرية ولا مشاريع تنموية وكأنهم يقولون له مُتْ قاعداّ......

.لقد كان لرقاقة الفكرة المتخلّفة التي تحملها عقول بعض المتنفّذين على مدارعقود مضت عن الشخصيّة العسكرية على أنّها جامدة ومتخصصة في الشأن العسكري فقط قد ساهمت في تهميش الاهتمام به في حين قد جهلوا العبقريات في مختلف الحقول العلميّة والادبيّة ناهيك عن البناء الامني المحترف الذي ميّزهم ليس محلياً فقط بل أقليمياً ودوليّاً .

المتقاعدون العسكريون من أطباء ومهندسين وادباء واداريين وأصحاب حرف ومهن حسّاسة قد أثبتوا جدارتهم على مدى تاريخ الدولة في العديد من المهام والوظائف السياسية والاداريّة والعلميّة التي أوكلت اليهم داخل وخارج المحيط المحليّ وكانوا وما زالوا رافداً يلبّي النّداء كُلّما حانت ساعة استنفار أمنيّ أو لحظة ضعف اقتصاديّة ,ولعل السّبب واضح ولا يحتاج الى تفسير , فالاهتمام الان يعني التقصير فيما مضى ولكن المتقاعد لا ينظر من ذلك الباب الضيق ,فالمطالب ليست خارقة , يريدون حياة اجتماعيّة أمنة مالياً ومعيشة لا تفتك بكرامتهم ومستقبل اسرهم.

لقد كان الفشل الذريع لمؤسّسة المتقاعدين العسكريّين على مدى السنين السّابقة واضحاً ولم يكن ذنب ادارةٍ بعينها بقدر ما هو تحجيمٌ في حدود مسؤليّاتها و دورها الوطنّي, فالدور التوظيفي الوحيد لم يتعدى مستفيدين بنطاقٍ لا يتجاوزُ كما ذكر أحد الباحثين نسبة 20 بالمائة من المتقاعدين. الامر الذي يستدعي أنْ يُعاد صياغة دورها اجتماعياً واقتصادياً كمؤسسة وطنية متخصصة في الشأن المدني للمتقاعد العسكري ,على جانب اخر هناك طرح مستمر ومبادرات مختلفة تُعْرض على الحكومات المتوالية بشأن تحسين اوضاع المتقاعدين العسكريين و المدنيين ايضاً من ناحية والاستفادة من تلك الكفاءات من ناحية أخرى ولكن دون صدى,علاوة على ذلك فهناك العديد من الافكار العمليّة والجديرة بالرعاية الرسمية من ضمنها انشاء اقسام متخصصة في الثقافة الوطنيّة واعطائها جانب من الدور التعليمي على مستوى المدرسة ولا أقصد هنا فقط مواد الثقافة العسكرية التي تدرس في الجامعات والدور الاكاديمي الذي من وجهة نظري يجب ان يوكل للمتقاعدين مهمة ادارته وتنفيذه , انشاء مؤسسات امنيّة متخصصة بخلاف الشركات والمؤسسات المنتشرة ( شركات ومؤسسات الامن والحماية ليست حكراً ربحياً يتلاعب به اصحال الملايين على حساب حاجة انسانيّة ولقمة عيش لمتقاعد). وضع برامج وخطط للاستفادة من خبراتهم المتنوعة والكبيرة في الحقول الصناعية والاكاديميّة والاتصالات وغيرها ...على رفّ الحكومة العديد من الخطط التي لاشكّ تكلّف الموازنة مبالغ طائلة من الدراسات وحتّى التنفيذ فهل يأتي اليوم الذي تستغل فيه تلك الكفاءات وتختصر ارقام عالية في جدوى اقتصادية لمشروع ما...

المقلق في هذا الصدد أنّ هناك من يتحدث عن حال المتقاعدين , مؤسّسة هنا ولجنة هناك لا نعلم من اختارهم أو انتخبهم ولا ندري من عينهم وصاة وناطقين باسمهم ,هذه المجموعات الصغيرة المتسلقة تخفي المصالح الشخصية والانانية وراء أصواتهم الاعلامية الباهتة وهم لا يعبّرون الا عن انفسهم ,لا يتيحون مساحة لنقاش او مطالب واقعيّة ,يضعون في الظاهر قُبّعة الانتماء والولاء ويطرحونها أرضاً حين يختلون بأنفسهم, يُجمّلون اخطاء الغير ويحرصون على اخفاء وضع المتقاعد الحقيقي ,لكن وطنية المتقاعد ليس قبعة او ميكرفون بل قلبٌ ينبض ودم يجري في السر والعلن وهو مدرك تماماً لابعاد ما يدور حوله ...

لان نريدُ تخبطاً رسميا باتجاه اعلاميٍّ قصير المدى , نريدُ احتراماً رسمياً منهجيّاً وأفقاً سياسيّاً أوسع يليق بالمتقاعد ,بهذا النّشمي الغير قابل للقسمة على مصلحة أو فساد , ولأنّ يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين الذين احتفلوا السّاسة منذ فترة لن يكون جواباً شافياً او تحركاً مقنعاً لواقعِ حاله البائس ,على الحكومات ان ترتقي في التعامل مع هكذا قضايا وطنيّة ونحن ندرك جميعا كم هي مغريات الحال الاقليميّ حين المهنة العسكرية ذات شأن حساس و مطلباً متعدٍّد الاهداف ...

هناك قصص محرجة تصّور كيف صارت حاجة المتقاعد للعمل وتوضّح كيف تداعى مالياً حتى انتهى الى اعمال قد يستفزُّ ويُحرِجُ البعض ذكرها...

لا نستطيع ان نعطي هذا الشان حقّه في هذه العجالة في الوقت الذي لا نريد للمتقاعد انْ يخرُجَ عن منظومة الحياة الاقتصاديّة و الاجتماعية والامنيّة لانّه جزؤها المتمم الخفي, ولانّ الخروج هذه الايام يعني اللاعودة ...

دائماً ما يقولون أنهم يفتخرون بنا وانّنا في ضمائرهم وقلوبهم وانّ مصلحتنا وحياتنا الكريمة هواجسهم وشغلهم الشاغل , لكنَّهم مؤمنون بانّ مرور الوقت كفيلٌ بأنْ يَتَصدَّى لتساؤلاتنا المُحرجة ولِتَتَقادم فيه حقوقنا وطموحاتنا لانهم اعتادوا أنْ يخبّئوا أوراقهم الرّابحة في جيوبهم السياسيّة فيقذفونَها فَجْأةً أمام أعيننا فتنهار عقولنا فَتَخْضع لا أرادياً لحالةٍ أمنيّةٍ موقوتة أو استفزازٍ اقتصاديّ عناونيها المعتادة والمُمِّلة أغنية وطنيّة أو جملة انتماء معترضة...

لم يكن المتقاعد يوماً ما عبئاً على أيّة حكومة لانّه وبكل بساطة مواطن كان أول الدافعين وأقلّ وأخر القابضين... لقد كان اهمال الاهتمام بالمتقاعد العسكريّ ونثرِ اوراقه هنا في مؤسّسة عاجزة أو لجنة اعلاميّة مجهولة القواعد قمة اللامبالاة والاستهتار حتى اصبح ظاهرة تفشّت في الحكومات المتوالية فتراكم الحجم البشري والزخم الكفؤ لهم ولم يُذْكر لا في خطط عشرية ولا مشاريع تنموية وكأنهم يقولون له مُتْ قاعداّ......

.لقد كان لرقاقة الفكرة المتخلّفة التي تحملها عقول بعض المتنفّذين على مدارعقود مضت عن الشخصيّة العسكرية على أنّها جامدة ومتخصصة في الشأن العسكري فقط قد ساهمت في تهميش الاهتمام به في حين قد جهلوا العبقريات في مختلف الحقول العلميّة والادبيّة ناهيك عن البناء الامني المحترف الذي ميّزهم ليس محلياً فقط بل أقليمياً ودوليّاً .

المتقاعدون العسكريون من أطباء ومهندسين وادباء واداريين وأصحاب حرف ومهن حسّاسة قد أثبتوا جدارتهم على مدى تاريخ الدولة في العديد من المهام والوظائف السياسية والاداريّة والعلميّة التي أوكلت اليهم داخل وخارج المحيط المحليّ وكانوا وما زالوا رافداً يلبّي النّداء كُلّما حانت ساعة استنفار أمنيّ أو لحظة ضعف اقتصاديّة ,ولعل السّبب واضح ولا يحتاج الى تفسير , فالاهتمام الان يعني التقصير فيما مضى ولكن المتقاعد لا ينظر من ذلك الباب الضيق ,فالمطالب ليست خارقة , يريدون حياة اجتماعيّة أمنة مالياً ومعيشة لا تفتك بكرامتهم ومستقبل اسرهم.

لقد كان الفشل الذريع لمؤسّسة المتقاعدين العسكريّين على مدى السنين السّابقة واضحاً ولم يكن ذنب ادارةٍ بعينها بقدر ما هو تحجيمٌ في حدود مسؤليّاتها و دورها الوطنّي, فالدور التوظيفي الوحيد لم يتعدى مستفيدين بنطاقٍ لا يتجاوزُ كما ذكر أحد الباحثين نسبة 20 بالمائة من المتقاعدين. الامر الذي يستدعي أنْ يُعاد صياغة دورها اجتماعياً واقتصادياً كمؤسسة وطنية متخصصة في الشأن المدني للمتقاعد العسكري ,على جانب اخر هناك طرح مستمر ومبادرات مختلفة تُعْرض على الحكومات المتوالية بشأن تحسين اوضاع المتقاعدين العسكريين و المدنيين ايضاً من ناحية والاستفادة من تلك الكفاءات من ناحية أخرى ولكن دون صدى,علاوة على ذلك فهناك العديد من الافكار العمليّة والجديرة بالرعاية الرسمية من ضمنها انشاء اقسام متخصصة في الثقافة الوطنيّة واعطائها جانب من الدور التعليمي على مستوى المدرسة ولا أقصد هنا فقط مواد الثقافة العسكرية التي تدرس في الجامعات والدور الاكاديمي الذي من وجهة نظري يجب ان يوكل للمتقاعدين مهمة ادارته وتنفيذه , انشاء مؤسسات امنيّة متخصصة بخلاف الشركات والمؤسسات المنتشرة ( شركات ومؤسسات الامن والحماية ليست حكراً ربحياً يتلاعب به اصحال الملايين على حساب حاجة انسانيّة ولقمة عيش لمتقاعد). وضع برامج وخطط للاستفادة من خبراتهم المتنوعة والكبيرة في الحقول الصناعية والاكاديميّة والاتصالات وغيرها ...على رفّ الحكومة العديد من الخطط التي لاشكّ تكلّف الموازنة مبالغ طائلة من الدراسات وحتّى التنفيذ فهل يأتي اليوم الذي تستغل فيه تلك الكفاءات وتختصر ارقام عالية في جدوى اقتصادية لمشروع ما...

المقلق في هذا الصدد أنّ هناك من يتحدث عن حال المتقاعدين , مؤسّسة هنا ولجنة هناك لا نعلم من اختارهم أو انتخبهم ولا ندري من عينهم وصاة وناطقين باسمهم ,هذه المجموعات الصغيرة المتسلقة تخفي المصالح الشخصية والانانية وراء أصواتهم الاعلامية الباهتة وهم لا يعبّرون الا عن انفسهم ,لا يتيحون مساحة لنقاش او مطالب واقعيّة ,يضعون في الظاهر قُبّعة الانتماء والولاء ويطرحونها أرضاً حين يختلون بأنفسهم, يُجمّلون اخطاء الغير ويحرصون على اخفاء وضع المتقاعد الحقيقي ,لكن وطنية المتقاعد ليس قبعة او ميكرفون بل قلبٌ ينبض ودم يجري في السر والعلن وهو مدرك تماماً لابعاد ما يدور حوله ...

لان نريدُ تخبطاً رسميا باتجاه اعلاميٍّ قصير المدى , نريدُ احتراماً رسمياً منهجيّاً وأفقاً سياسيّاً أوسع يليق بالمتقاعد ,بهذا النّشمي الغير قابل للقسمة على مصلحة أو فساد , ولأنّ يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين الذين احتفلوا السّاسة منذ فترة لن يكون جواباً شافياً او تحركاً مقنعاً لواقعِ حاله البائس ,على الحكومات ان ترتقي في التعامل مع هكذا قضايا وطنيّة ونحن ندرك جميعا كم هي مغريات الحال الاقليميّ حين المهنة العسكرية ذات شأن حساس و مطلباً متعدٍّد الاهداف ...

هناك قصص محرجة تصّور كيف صارت حاجة المتقاعد للعمل وتوضّح كيف تداعى مالياً حتى انتهى الى اعمال قد يستفزُّ ويُحرِجُ البعض ذكرها...

لا نستطيع ان نعطي هذا الشان حقّه في هذه العجالة في الوقت الذي لا نريد للمتقاعد انْ يخرُجَ عن منظومة الحياة الاقتصاديّة و الاجتماعية والامنيّة لانّه جزؤها المتمم الخفي, ولانّ الخروج هذه الايام يعني اللاعودة ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات