الاسلام السياسي بين الدعوة والرغبة في الحكم


ليس سهلا الكتابة في موضوع شائك كهذا الموضوع خاصة ان الاسلام دين ودولة وليس عقيدة في القلب وعبادات مكلف بها الانسان فقط ولكن بعد انتهاء عصر الخلافة والدولة الجامعة وتفتت الاقطار وتعدد المذاهب وفقدان المرجعية السياسية والدينية الواحدة ووجود الاستعمار السياسي والاقتصادي بل والاحتلال المباشر اولا ثم غير المباشر جعل الامور كلها مختلطة ولا يمكن اسقاط وضع هذه الدولة على تلك ولكل دولة خصوصيتها واليوم ساتحدث عن الاسلام السياسي الاردني بما له وما عليه وهدف ما اكتب هو اقناع النفس ان الحركة الاسلامية مطالبة بتغير نهجها الحالي الى نهج اكثر اعتدلا واقرب الى نبض الشارع ونسيان قضية الاستحواذ والسيطرة وابعاد كل من يختلف معها حتى ولو على حرف من اجل ارضاء غرور شاب موتور متنفذ هنا او صاحب مصلحة هناك لم يجد ضالته الا في الاسلام السياسي ليمارس دوره من خلاله بعد ان لفظته الجهات الرسمية ولم تعطه الموقع والمنصب الذي يظن نفسه يستحقه فيجد في الاقتراب من الحركة الاسلامية والدخول في نهجها اداة لتحقيق مصالحه بغض النظر عن الخسارة والربح لسمعة الحركة وتحريضه على من تولى امور العمل في بعض الملفات ليستفرد ويستقر له الوضع خاصة اذا وجد من يهلل له من اصحاب الاجندة الخاصة والذين يعتبرون الوطن ساحة مكاسب لا ساحة عمل وعطاء لوجه الله وطاعته. فخدمة الناس عبادة

واليوم الحركة الاسلامية تعيش في اجواء مشحونة ومتوترة وضعت نفسها فيها فهناك سؤال لماذا فرض احتفال في الهواء الطلق وعدم اقامته في قاعة مغلقة تكتظ بالناس وتفيض فيشعر القاصي والداني ان للحركة جماهيرها وان هناك من لا يؤيد لها حتى حق الاحتفال واعتقد ان الامر يحتاج الى تروي لا الى تصعيد وان نقل الاحتفال الى قاعة مغلقة اكرم من فرض امر واقع من وجهة نظري , فلم يعد استعراض العضلات وفردها مجديا وتحت اي مسمى , ومن موقعي كمواطن عربي اردني قريب الفكر من الحركة الاسلامية و حريص على هذه الحركة اقول لفضيلة الشيخ همام سعيد والذي اكن له كل الاحترام ارجوكم قيموا الموقف بشكل يريح الوطن حتى ولو اتيتم على انفسكم فالوطن اكبر من الجميع واهم من الجميع ومصلحته العليا هي الاساس ولا ارغب في مناقشة هل الامر قانوني ام غير قانوني فنحن عالم ثالث كما يعلم الجميع , وفي نفس الوقت تقاطع الانتخابات النيبابية احتجاجا على تزويرها وتتعامل مع افرازاتها مرغمة وبالتالي لا يتحقق هدف المقاطعة الحقيقي والذي هو حق مشروع لكن في مجتمعاتنا ليس سهلا تطبيقه وهل مسموح للحركة الاسلامية الوصول للسلطة وتغير الدستور او الغاءه واعتبار كتاب الله وسنة نبيه هي الدستور وان كان ذلك غير واقعي فهل الاسلام السياسي يدرك ذلك ويتعايش مع الدساتير الوضعية وبالتالي ليس له افضلية على اية حزب او حركة سوى استغلال مشاعر الناس الدينية لاستدرار التايد والعطف وجعل البلد قائمة قاعدة والاوضاع متوترة لحين الحصول على حصة مجزية في البرلمان , يشيخ فيها البعض ويحصل على التقاعد والمكاسب ولكن التغير هو لمصلحة الحزب والفرد ولا ينعكس ايجابا على الوطن والامة , رغم التاكيد ان نواب الحركة الاسلامية كانوا الاكثر التزاما بقضايا الناس والاقل توسطا من بين النواب الاخرين لدى الوزراء , وبالتالي فان العمل الدعوي وخدمة المجتمع يجب ان تكون الاساس وان تكون لوجه الله وليس لتحقيق مكاسب حزبية على حساب المشاعر الدينية , والذي يجري اليوم داخل الحركة الاسلامية مبكي تماما فالصراع بين الجماعة والجمعية وبين زمزم والجماعة وما بين الشباب والحرس القديم وما بين الاعتدال والتطرف وما بين الجذرية في الموقف والتكتيك في التعايش , وقد شاهدنا ما جرى في مصر حيث صعد الرئيس مرسي في الدورة الاولى باقل من ربع الاصوات وكانت النتيجة النهائية ما بين عهد مبارك البائد ومرشح ذلك العهد والرئيس مرسي ضئيلة جدا اي كان هناك انقسام في الشارع المصري ووصل مرسي وحدث ما حدث وعلى الجميع ان يقرأ الرسالة فالاردن ليس مصر ومحاولة الوصول للسلطة في الاردن ليس فقط محفوفة بالمخاطر بل محكومة بالفشل واتمنى ان تعي الحركة الاسلامية ذلك واعتقد انها تعرف ذلك جيدا وتعيه ولا ارى انها تسعى اليه خاصة ان ما جرى في مصر واقع امام بصرها , واعتقد ان ما جرى يوم الهيئة العامة وحضور مجموعة من الشباب المنظم والحامل لليافطات هو بداية التوتير ليس مع الدولة فقط بل مع القوى الاخرى والذي قد تجد نفسها مضطرة للتحالف ليس فقط مع الحكومات بل مع المعارضين لنهج التطرف من الاسلامين لايقاف هذا المد المتطرف والذي لا يقبل الاخر نعم هناك شباب بدأ يفقد اعصابه ويعيش في اجواء وكأن رئيسه او مسؤوله التنظيمي والي او ولي امر وللاسف هناك اسماء لشباب اسلامين يستخدمون الفاظا يربأ المسلم ان يستخدمها حتى مع كافر واعتقد ان الذهاب للنسبية في المحاصصة اسلم مما يجري الان خاصة ان الاقصاء سيد الموقف ومن معظم الاطياف وان تحدثت عن المشاركة والتغير , فكيف لقائمة فيها عدد لا بأس به من المرشحين لم يحضروا هيئة عامة واحدة في حياتهم ولا يعرفون معنى العمل النقابي سيبدعون الا اذا ظنوا انهم سيفتحون النقابة بغزوة لطرد الاخر وهل يصمت الاخر , هل المطلوب حرب اهلية في النقابات ارضاء لبعض العيون , ارى ان هناك قيادات اسلامية تملك من العقل والحكمة الكثير ويحترمها المجتمع ودون ان ادخل في عالم الاسماء والمسميات وان هذه القيادات اصبحت في خبر كان بالنسبة للقدرة على اتخاذ القرار وبعضها يحاول مجاراة الواقع حتى لا يطردوه ويعاقبوه او يعتبره بعض المتطرفين كافرا او على ملة غير الملة .

 

اكتب هذا وكلي حرقة على الحركة الاسلامية والتي افنيت عقدين من الزمان فيها مدافعا ومكافحا عنيدا ثم بدأت بقتل التاريخ لمصلحة شباب همه الوصول والاحلال ليكون رديفا لسلطة غير سلطة الدولة والعلم عند الله , والمطلوب من الحركة الاسلامية تدارك الامور وقبل فوات الاوان واناشد كل اصحاب العقل والراي والمنطق من ابناء الحركة ان يرفعوا الصوت عاليا وان يعيدوا للحركة اعتدالها المعهود وقبل فوات الاوان , او ليس جنونا ان يدفع احدهم مالا لتنظيم سياسي عسكري مجاهد نجله ونحترمه ولكن للتعامل اسسه ثم ياتي شاهرا سيفه لتخوين الناس , دون ان يعي القراءة العالمية والوطنية والعربية للامور , اليس بوسعه ان يتصرف بعقل ومنطق وان يتم ايصال المساعدة المرجوة بالطرق السليمة البعيدة عن زج مؤسسات اردنية في خانة ليس لها , هناك الكثير لنقوله ولكن حرصنا على الحركة الاسلامية وحبنا الشديد لها يجعلنا ناصحين علنا بعد ان اغلقوا اذانهم واصاب بعضهم الصمم من الحوار البناء واصبحوا يريدون الجميع ادوات في ايديهم وليس اصحاب راي وموقف , نقول هذا ليس تشهيرا وهل يشهر المرء في نفسه , وانما ندق ناقوس الخطر ونقول حكموا العقل والمنطق وليس قوة العضلات ومنطق الاستحواذ والصوت العالي , نقول ذلك من باب المحبة والحرص لا من باب القدح والذم نقول ذلك بعد ان رفض كل المعنين سماع اصوات العقل واخذوا باصوات بعض الشباب الطامح للسلطة وشهوة الشهرة والبعض يريده للدعاية لا للعمل الجاد المخلص نحن لا نتهم بل نحذر ونحذر وننادي بالاصلاح , الاصلاح الذي يتحاور به الجميع وبما يخدم المصلحة العامة , نريد لوطننا وحركته الاسلامية الخير كل الخير نريد ان تكون الحركة كما عهدناها اداة بناء للوطن لا اداة هدم وتطرف لا يفيد احدا نريد توعية الشباب وارشادهم , كل ذلك لا يتاتى الا بالعقل والحكمة والموعظة الحسنة واما الصوت العالي والمنكافة الساذجة والبغيضة والاستحواذ فستؤدي الى التاجيج والتوتير وهذا ما لا يرغبه اي محب للحركة الاسلامية والوطن , الوطن له اركان واقانيم والانتماء لها واجب علينا جميعا حتى تستوي الامور , والمطلوب كبير ومنطقي وعقلاني الا وهو باختصار تدارك الامور وبسرعة وقبل فوات الاوان هذه قراءة وجدتها واعتقدت بها وقررت نشرها وفاءا لهذه الحركة التي نحترم ونحب وقد يسألأ البعض لماذا لا تنصح الحكومة فاقول اني للطرفين من الناصحين ولكن الكرة في ملعب الحركة الاسلامية في هذه المرة لتقول الوطن اكبر منا جميعا حركة وحكومة .
اللهم فاشهد اني قد بلغت .
د باسم الكسواني – رئيس القائمة البيضاء في نقابة الاطباء سابقا
( الاتجاه الاسلامي )



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات