القضية الفلسطينة في خضم "الفوضى الخلاقة"


المتتبع لمجريات القضية الفلسطينية لا يحتاج الى دليل ان الولايات المتحدة الامريكية وربيبتها الصهيونية استطاعتا التأسيس لفوضى خلاقة في الوطن العربي , بدأت هذه المؤامرة الكبرى باحتلال العراق وحل الجيش العراقي العظيم والذي استطاع منع سقوط دمشق في عام 1973 خلال حرب تشرين , هذا الجيش الذي كان الاحتياط الاستراتيجي للجبهة الشرقية مع العدو الصهيوني , نعم كان قرار بيمر اللعين قرارا صهيونيا ذكيا بحل هذا الجيش العقائدي والذي تربى على حب العرب والعروبة والتضحية والفداء ومن هذا القرار اللئيم انطلقت مرحلة جديدة حيث خرج العراق نهائيا ولو مرحليا من حالة الصراع مع العدو الى حالة الفوضى الداخلية والحرب الاهلية والتقسيم المذهبي المقيت , ثم توالت المؤامرة واعلوا الفتن في سوريا ولم يكن النظام قادرا على استيعاب الموقف والتخلي عن العنجهية الطائفية بل زج جيش شهداء تشرين في معركة البقاء وانجر خلف اجندة لا تفيد سوى العدو الصهيوني , الشعب السوري يستحق افضل من الموجود , وادخل الامريكان سوريا في دوامة الحرب الاهلية وشرد الملايين وكل ذلك ارضاءا لعيون الامن الصهيوني اي اخرجوا سوريا من دائرة الفعل والحقوها بالعراق المهيض الجناح وبالتالي عطلوا الجبهة الشرقية استراتيجيا , اما لبنان فنصر المقاومة تحول الى تدخل لحماية النظام السوري واليوم نرى حلفاء الامس يشتم كل منهما الاخر نتيجة لتغير الاجندة , نعم سوريا اصبحت مدمرة والرابح الوحيد هو الصاينة , ولبنان يقف على كف عفريت بين قوى مقسمة على اساس طائفي وسياسي واحيانا مصلحة ضيقة لهذا الزعيم اللبناني او ذاك ولبنان اليوم بلا رئيس وبالتالي قد يجد نفسه في لهيب معركة لا يعرف من دخلوها اسبابها بل ستكون معركة التدمير الذاتي لمصلحة العدو الصهيوني , ومصر تعاني الامرين وما جرى فيها لا يمكن الاستهانة به , واصبحت مصر في حال لا تستطيع معه مقارعة العدو الصهيوني , اي خرجت مصر وسوريا والعراق من المواجهة وبالتالي ارتاح العدو ولو لفترة محدودة من الخوف على مستقبله وامنه .

اما السلطة الفلسطينية فلا تملك الانياب الموجعة للعدو لعدم حسمها الامور والعودة الى الكفاح المسلح كون كل الجبهات العربية خارج التغطية الثورية او حتى العداء للعدو وبالتالي اصبحت السلطة تشعر بخذلان عربي لا قبله ولا بعده والمخرج الوحيد هو اللجوء الى الشعب والمقاومة لمنع الانهيار الكامل .
اما الاردن فهو يعيش في اجواء بحر متلاطم الامواج ويجب على الجميع المحافظة على امنه واستقراره وعدم تحميله اوزار واعباء هو غير قادر على تحملها على الاقل في الوقت الحاضر وبالتالي يجب ان نحرص على عدم اقحام الاردن في اية معارك جانبية مطلقا وان نحافظ على جيشنا العربي المصطفوي ليبقى السياج الحقيقي لحماية الوطن من النوائب .

اشعر بالتشأم بكل معنى الكلمة فالتضحيات كبيرة والمخرجات ضحلة نتيجة لسوء الاوضاع والسلطة على ابواب الافلاس الاقتصادي والمطلوب موقف عربي موحد يعيد للقضية الفلسطينية بريقها وقوتها الناتجة عن عدالتها , نعم المؤمرة كبيرة وكبيرة والمطلوب تعميق التلاحم العربي لمحاولة معادلة الاوضاع , ولقد جاءت الحرب في اليمن وتعنت صالح والحوثيين وعدم ايمانهم بالحوار ليعطي اوروبا وامريكا سببا كافيا للتدخل وفرض اجندة جديدة على المنطقة .

واعتقد ان المطلوب كبير وخاصة القوى الشعبية الحية والقادرة على اعادة بناء التجربة بادوات واليات جديدة , نعم المطلوب اعادة الحياة للعلاقات العربية العربية وعلى اسس واضحة ومعروفة وعدم السماح لاي كان غبر عربي بالتلاعب بمصير هذه الامة , وقبل ان اختم اقول اغيثوا القضية الفلسطينية قبل فوات الاوان واجعلوا من قبلتكم الاولى هدفا لتحريرها من رجس الاحتلال ورغم الليل الدامس وعتمته انا اقول النصر قادم والفجر قادم ورغم كل ما يجري فالامم الحية لا تموت ابدا .
د باسم الكسواني – ناشط نقابي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات