السنيد يكتب: لا تسيروا بمشروع تصفية الجماعة


خاص - كتب النائب علي السنيد - انا اوجه خطابي لاولئك الذين ذهبت بهم الخلافات الشخصية كل مذهب، واهدروا مصلحة جماعة الاخوان المسلمين في احلك الظروف، واخطر مرحلة تمر بها الجماعة في كل تاريخها واناشدهم بأن يتقوا الله، ولا يكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا، ولينظروا الى اي مدى اوهنوا المشروع الاسلامي الكبير بصراعاتهم وخلافاتهم في الرأي حتى لتحسبهم الد الاعداء، وليسوا ابناء دعوة واحدة، هدفها توحيد الامة، وبث روح الاخوة فيما بين ابنائها، وقد اطلق عليها المؤسس الشهيد حسن البنا "جماعة الاخوان المسلمين". وهي التي انصهرت فيها جهود جبارة على مدار قرن مضى، وما انطوى على ذلك من تضحيات جسام اسفرت عن قوة في الشارع، وثقة بين الناس. وحضور كبير استدعى ان يتكالب النظام العربي عليها كي يوقف حركة اتساعها في قلوب الملايين.

اخاطبهم متألما ، وقد شاب شعر البعض منهم في العمل الاسلامي بعد ان دخلوه شبابا ، وفتيانا. وليعلموا ان الاخوان يتعاملون بروح اخوتهم، والاخوة ترتقي بالناس لكل تنشأ لهم اسمى انواع العلاقات الانسانية.

وقد بنيت الجماعة الاسلامية طلبا لوجه الله تعالى من رجال اجلاء، ومن علماء ومفكرين ومصلحين تركوا اثرا عظيما في حياة امتهم. وكانت المساجد ملتقياتهم، والخير، وازعهم، والشرع غايتهم، وهدفت لاحياء السنة، وبناء حاضنة دعوية على مستوى الامة تحمل مشروعها الحضاري. وكم كان حري بهم ان تتظافر جهودهم في الخير، وان يواصلوا العطاء الرباني، وان يفوتوا الفرصة على المتربصين بهم الدوائر في مرحلة انقلبت فيها قوى الظلام على قوى التغيير. وراحت تهدم امال الامة في غد افضل.

لقد كان حري بالاخوان المسلمين في الاردن ان يرصوا صفوفهم لمواجهة اخطر ازمة تواجه الجماعة في كل تاريخها، وان لا يسمحوا بعملية الاستهداف ان تنال منهم، وان لا يتحول البعض منهم دون قصد منه الى اداة بيد من اراد بهم شرا ، وسعى الى حلهم، ولا تخفى الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الجماعة على مستوى الاقليم. وقد شرعت القوانين لوضعها موضع الارهاب، ومضت بعض الدول باجراءات حلها، وشطبها من معادلة المنطقة سياسيا.

يدمي قلوبنا ما الذي يجري بينكم ايها الاخوة، وكيف تم تغيبكم عن الساحة في لحظة مصيرية. وها هي خلافاتكم تغطي على دوركم ورسالتكم العظيمة.

انتم لكم رسالة في عتمة هذا الليل فكيف تتركوها، وتنشغلون بالخلافات والتشظي في هذا الزمن الصعب، ولكي تذهب ريحكم. وها هي القضايا الرئيسية في الامة يتم تجاوزها والعدو الاسرائيلي يصار الى اتخاذه حليفا وجارا، والمقدسات تصبح اماكن سياحية لا يزيد المطلوب عن اكثر من السماح بزيارتها. وقيم الاجيال يصار الى تغييرها. وتطمس هوية الامة وثقافتها. وقيمها الروحية والعقدية تصبح مجرد عواطف، واحاسيس، والواقعية هي التعامل مع العدو، ورهن مستقبل الاجيال له حيث يتم وضع الاردن تحت الهيمنة والنفوذ الاسرائيلي في مجال الطاقة والماء. وانتم تغيبون في لحظة مصيرية.

من يعطي النشء حقائق الصراع، وقد اختلط حابل الاقليم بنابله. وقد طغى صراعكم على دوركم، ونلتم من بعضكم البعض ما لم يحلم به اشد من نوى بكم شرا.

يا ليتكم تفيقون ، وتحمون العنوان الكبير الذي صار مستهدفا على مستوى الاقليم. وانا اهيب بقوى المعارضة في الاردن ان تنهض لاصلاح ذات البين بين الاخوة، وان تتولى جهة موثوقة جمع صف الجماعة، ومنعها من ان تنهار بفعل معاول وايدي بعض ابنائها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات