عفواً .. الدكتور موجود


على وقع خطوات المريض يفيق الطبيب من غفوه طالما تلازمه في الأشهر الحرم مع بداية كل عام,, فمن ثلجه الى ثلجه ومن شتوه الى شتوه.. انتهى الفصل الأول وبدأنا الثاني والجميع على اعتاب امتحانات نهاية العام ومن ثم التوجيهي فرمضان فالعيد فالمدارس من جديد فالعيد الثاني فعودة المغتربين..هكذا يحسبها اطباء القطاع الخاص.

كنا في الاردن الدوله رقم واحد في السياحه العلاجيه ومحج طالبي الاستشفاء من الدول الخليجيه واليمن والسودان وليبيا..فالجزيره العربيه اليوم دخلت من بوابة الصراع العربي العربي والتحالفات ولم يعد هناك متسع لترف الاستشفاء في الخارج,, واليمن يئن تحت وطأة الاقتتال والانقسام مع غياب هدنه لتخزين القات فكيف بهم سيحضرون للاستشفاء؟ وليبيا منقسمه على نفسها بعدما اثخنتها الجراح والحروب ناهيك عن غياب التزام الدوله بدفع فواتير الاستشفاء في وطني عندما ارتفعت الفواتير ووصلت الى حد منفر ومبالغه في الاسعار فذهبوا الى تونس الجاره ومصر الكنانه..

الاستثمارات في المستشفيات ولوازم العلاج تعيش كساداً غير مسبوق, وهناك منهم من لم يستطع دفع رواتب موظفيه ناهيك عن فوائد القروض والكُلف العاليه المبالغ فيها عند التأسيس,, هناك هجره معاكسه للاطباء الى الدول الخليجيه حيث الرواتب العاليه التي تدفع للكفاءات الاردنيه تنذر بعودتنا الى الوراء بعدما كنا على رأس الهرم الطبي عربياً وعالمياً..هذا جرس انذار لا يبشر بالخير على المسؤولين سماعه..

نعم هناك أزمه على كافة المستويات وكساد عام في الدوله وخصوصاً قطاع الخدمات لكن الدوله ممثله بالحكومه ومؤسسات المجتمع المدني الخدميه والرديفه لوزارة الصحه لا تتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الأزمه والبحث في الحلول ووضع خطط لتسويق الوطن طبياً في الدول السابقه وفتح اسواق جديده ولكن قبل ذلك اصلاح الخلل في بنية هذه المؤسسات ,فسمعة الوطن اضحت في الحضيض بعدما دخل على المهنه دخلاء من السماسره والمتاجرين وللأسف هناك من الزملاء من يفتح بابه لهم..

ليس ما اسلفت ما يعانيه القطاع الطبي فهناك ايضاً تغول شركات التأمين على المريض والطبيب,, في ظل غياب واضح لدور النقابه,,فما تدفعه الشركات من دنانير قليله لربما اقل بكثير من الكلف التشغيليه للمستشفيات وعيادات الاطباء ولكن ليس باليد حيله,, فقبول مرضى الشركات في عيادات الاطباء كنوع من الدخل ولو لتغطية الكلف التشغيليه وهذا برأيي خطأ جسيم يرتكبه الاطباء,, فما يقدم من خدمات يجب ان لا تكون حصيلته وضيعه في الوقت ان الشركات تجني ارباحاً لربما اكثر من البنوك.

في النهايه هذا القطاع الهام والحساس تغبطه عيون المهن الأخرى ولكن باعتقادي سيصبح الاستشفاء عزيزاً اذا ما هجر الاطباء الوطن بحثاً عن الدخل المعقول وبما يتناسب مع الجهد المبذول والمسؤوليه الجسيمه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات