يقال أن أحد تجار البقول و الحبوب في سوق البزورية بدمشق كان له غلاماً يساعده في المتجر بالبيع و الشراء وإيصال البضائع للزبائن إلى منازلهم إن لزم الأمر وأمور كثيرة جداً فهو مؤتمن بالتشريف والتكليف.., كان أيضا يقوم بتلبية طلبات التاجر الخاصة بمنزله من شراء أغراض لأسرته و إحضار الطعام للتاجر في محله .. …

و لكن هذا الغلام لم يصن ولي نعمته الذي ائتمنه على منزله و ماله و أهله … ففي أحد الأيام عاد تاجر البقول إلى متجره و الشرر يتطاير من عينيه فقد أخبرته ابنته أن الغلام الذي يعمل لديه عينو زايغة وأنه عندما يوصل الأغراض إلى منزله يقوم بمغازلتها و البصبصة عليها.. ومحاولة اللعب على عواطفها... !!!

لاحظ الغلام الذي كان و اقفا خارج الدكان سيده يهم مسرعا إليه وهو ينوي شيئا و أدرك بفطرته ما يحدث فقام بسرعة البرق و خطف كمشة عدس من أحد الأكياس الموضوعة أمام الدكان و أطلق ساقيه للريح... عندها ركض التاجر خلفه وهو يسبه و يشتمه و يقذفه بما يصل إلى يديه من حصى وأحجار.. وكل هذا أمام ذهول تجار السوق و الزبائن و جلهم أخذ يضرب كفا بكف و يحوقل و يناديه إهدأ يا أبا فلان طول بالك ..يا رجل... كل هذا من أجل كف عدس (( كمشة عدس )) توقف التاجر الذي فشل بملاحقة الغلام و قال لهم..
اللي بدري بدري واللي ما بدري بقول كف عدس...

لكي أكون موضوعيا في الطرح.. وأبتعد عن التجييش والتحشيد وجلد الذات والتطرق إلى المقبول وغير المقبول والمعقول وغيرالمعقول ..ولكي لا يقال بأن مقالي (فيه إن) ,, سأتكلم بكل حياد وبحقائق وخطوط وتلميحات يفهمها الكثير من الزملاء النقابيين...بعضها قد يروق إلى الكثير منهم وبعضها سيكون من المحظور. ..ولمن لا يعلم فقد شارف عدد مهندسي الأردن على ما يقرب من 120 الف زميل وزميله... فحق لهم أن يكون لهم كلمه وفصل وقول ومكان ...فهم الجيش الثاني في الأردن .. متسلحين بعلمهم..متوكلين على ربهم.. مستمدين قوتهم من إخلاصهم لوطنهم وعروبتهم...
سأطرح مقالي بكلمتين ( لماذاومن)..وباختصار ..وسأجد الجواب بداخلكم عليها...فأنتم صناع القرار..

أقول...
لماذا تتنافس الكتل( القائمة البيضاء والخضراء) على زعامة نقابة المهندسين...ومن أجل ماذا..
لماذا... نلاحظ في طرح البعض من الزملاء من كلتا القائمتين وجود عامل التخوين والجلد والتشهير حتى وصل الأمر إلى التكفير أو التدعيش .. هل هي العصبية التي تربينا عليها أم أن كل حزب بما لديهم فرحون... .. ..

لماذا...أصبحت نقابتنا مسرحا تتقاتل عليه الأحزاب مع احترامي لها جميعا .. وابتعدنا عن العمل النقابي المهني الخدمي والذي يرغب به الكثيرون ..
لماذا...أصبحت روافد صناديق النقابة المالية تتقلص بموجوداتها مع أن عدد المهندسين يزيد والتحديات تكبر.....
من.. المخول في التصرف بأموال النقابة واستثماراتها وأموالها وطرق الشراء والبيع والتعاقد والتوقيع على الصفقات وغيرها......وهل هنالك مستفيدون..
من...المخول في تشكيل القوائم الانتخابية من حيث الطرح والأسماء و المحاصصات والانتماء..
من...المخول بطرح أسماء ممثلين مجالس الإدارة في الشركات التي تساهم بها النقابة..وما هي خلفياتهم المهنية لكي يكونوا ممثلين للنقابة بتلك الشركات....

من...المخول بإدارة المحفظة الاستثمارية..من حيث البيع والشراء..والتداول ..
من القادر على الخروح مما نحن فيه...وقبل فوات الأوان... وسأختم مقالي فما أردته إلا عنوان للوحدة لا للفرقة ... عنوان للرقي لا للانحدار ..عنوان للم الشمل والتشارك والبعد عن الانفراد في القرار ..لا لشي وإنما من أجل نقابتنا التي نحب قولا وفعلا....وأقول إلى كل المغيبين إلى كل الصامتين ..إلى الزملاء غير المكترثين.. إلى المحجمين.. إلى المبعدين ..أو المبتعدين .. حان وقتكم إن اردتم التغيير.. .ولا سنبقى نردد ...اللي بدري بدري واللي ما بدري بقول كف عدس...
المهندس مدحت الخطيب