"مخيم اليرموك يشعل الساحة الدمشقية مجددآ فما سر التوقيت وما المغزى؟"


في الوقت الذي يتقدم فيه الجيش السوري بمعارك دمشق وريفها، وتحديدآ بمناطق جبال القلمون الغربية "جبال وتلال بلدة الزبداني "المطلة على الحدود اللبنانية "مناطق البقاع وعرسال وجرودها، بالإضافة إلى عمليات سريعة وخاطفة ينجزها الجيش العربي السوري بمناطق جبال القلمون بشكل عام ، فهذه المعركة والعمليات الخاطفة التي يقودها الجيش العربي السوري في هذه المناطق تعتبر في توقيتها ونتائجها المستقبلية عنوانآ لمرحلة جديدة من عمر حسم الحرب "المفروضة" على الدولة السورية، وجزء من هذا الحسم يحصل الآن وبصمت وبحرفية وبعيدآ عن أضواء وكواليس الإعلام بريفي دمشق الشرقي والغربي وحي جوبر الدمشقي .

ومن هنا فبعد الحسم الأخير الذي حققه الجيش السوري بالعاصمة دمشق وريفها، وحسم جملة أهداف تمثلت بالمليحه، حتيتة الجرش، وادي عين ترما، عدرا البلد - العماليه، الدخانيه، وبعض القرى والبلدات الصغيرة خصوصا بريف دمشق الشرقي، وبعد انكشاف ظهر مسلحين ميليشيا زهران علوش "جيش الإسلام "وجبهة النصره كبرى المجموعات المسلحة بدمشق وريفها بالغوطة الشرقية، اضطرت هذه المجاميع المسلحة لإعلان تحالفها مع أحد خصوم الأمس وهو تنظيم داعش الذي يتمركز بعض مسلحيه ببعض الأحياء الجنوبية من دمشق بعد طردهم من قبل مسلحي ميليشيا جيش الإسلام من بعض المناطق بالريف الشرقي وهم الآن يتمركزون" بحي الحجر الأسود "ومحيطه .

هذا التحالف الذي تم خلف الكواليس مؤخرآ وتم على أثره تبادل الأدوار بين هذه الميليشيات والمجاميع المسلحة تم بهدف إشعال معارك جانبية مع الجيش السوري ببعض الأحياء الجنوبية "السبينه ومخيم اليرموك والتضامن وبيت سحم ومحيطها" ، بهدف تشتيت الجهود العسكرية والثقل العسكري لعمليات الجيش السوري بالريف الشرقي والغربي لدمشق وبمعارك جبال القلمون الغربية، فالغوطة الشرقية بموقعها الاستراتيجي بخريطة العمليات العسكرية السورية تشكل أهمية لكل الأطراف، فهي تحتل أهمية استراتيجية باعتبارها مفتاح لسلسلة مناطق تمتد على طول الخاصرة الشرقية لدمشق العاصمة وريفها فهي نقطة وصل للعديد من مناطق جنوب سوريا بالعاصمة دمشق وريفها الغربي .

فبهذه المرحلة التي اقتربت القيادة العسكرية السورية، من إعلان مدينة دمشق العاصمة مدينة محررة بالكامل بعد الاقتراب من الانتهاء من مراحل العمليات الأخيرة بحي جوبر الملاصق للعاصمة دمشق شرقآ، والاقتراب من تطويق بعض المناطق المتبقية بريف دمشق الشرقي "دوما "، فهذه الملفات بمجملها وبعد الخسائر التي منيت بها المجاميع المسلحة بالعاصمة دمشق وانهيار دراماتيكي ومتسارع للكثير من حصونها بالعاصمة دمشق وريفها، فهذا التخبط والانهيار المفاجئ بصفوفها دفعها للتوحد ولجم أسباب العداء فيما بينها.

ولذلك تحاول هذه المجاميع المسلحة من خلال توحدها الأخير المحافظة قدر الإمكان على آخر حصونها بشرقي دمشق وجنوبها، ومحاولة فتح معارك جانبية مع الجيش السوري، بمحاولة يائسة منها لإيقاف تقدمه إلى عمق الأحياء الجنوبية لريف دمشق ، وعمق غوطتي دمشق الشرقية والغربية بريف دمشق.

ومن هنا سيكون دور هذه المجاميع المسلحة هو دور تخفيف الضغط على منطقة ما من خلال فتح جبهة ما بمنطقة أخرى، فهم بهذه المرحلة سيحاولون تخفيف الضغط على الخواصر الرخوة بغوطة دمشق الشرقية من خلال فتح معارك جانبية بجنوب العاصمة دمشق وما حولها من بلدات، وسيكون الدور الأبرز بهذه العمليات بجنوب دمشق هو لمقاتلي تنظيم داعش ، والذي لوحظ مؤخرا وجود تحركات واسعة لهم بمحيط هذه المناطق.

أما جبهة النصره فالمتوقع أنها ستقود من جديد مجموعة من المعارك الجانبية ، خصوصآ بمناطق الغوطة الغربية مجددآ ومحيطها بهدف تخفيف الضغط على المناطق المحاذيه لها بغوطة دمشق الشرقية ، أما ميليشيا جيش الإسلام وبعض الفصائل الأخرى الأصغر حجما فدورها بهذه المرحلة هو دور دفاعي بامتياز، فبعد سقوط مجموعة من أوراق القوة التي كانت تملكها ميليشيا جيش الإسلام بالعاصمة دمشق وريفها الشرقي ، اتضح الآن أنها بدأت تعاني من حالة السقوط التدريجي لقواها العسكرية والبشرية، وخصوصا بعد إطباق الحصار عليها بعد وصول الجيش السوري إلى مشارف وعمق الغوطة الشرقية، فقد أصبح الآن الجيش السوري، على بعد كيلو مترات قليلة عن "دوما" مركز ثقل وحصن جيش الإسلام وقائده زهران علوش.

ختامآ، إن مجريات معركة دمشق وريفها، لها مجموعة محددات ظرفية وزمانية ومكانية، وليس من السهل التنبؤ بمسار حركتها أو طبيعة وكيفية الحسم فيها، وخصوصا بعد فتح المسلحين لجبهات ومعارك واسعة في جبهة الجنوب السوري "القنيطره ودرعا وريفهما"، مؤخرآ ردآ على عملية الجيش السوري الأخيرة بمناطق جنوب سورية ، والهدف من إشعال هذه المعارك هو منع سقوط معاقلهم بيد الجيش السوري، ومن هنا فليس من السهل التنبؤ بنتائج مبكره وحاسمه لمعارك أرياف دمشق بسهولة، نظرآ لارتباطات وإسقاطات ونتائج وتأثيرات معارك الجنوب السوري على معارك دمشق ، فحديثنا هذا مازل بطور التكهنات وهو يخضع بالنهاية لمجريات الميدان، ومن هنا سننتظر الأسابيع الخمس المقبلة لتجيبنا بشكل واضح على كل هذه الأسئلة والتكهنات بخصوص معارك دمشق وريفها، مع أن معظم المؤشرات الميدانية تشير إلى احتمال حسم نوعي وسريع للجيش السوري بعموم هذه المناطق........



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات