في القريب العاجل ستصدر دفاتر العائلة بمواصفات جديدة بما قد يسمح بعودة قدر من "القشابة" التي افتقدتها في حلتها الحالية.

يعتبر دفتر العائلة إسهاما حكوميا في إبراز أهمية تأسيس العائلة كحدث في حياة المواطنين, وهو إسهام يأتي منسجماً مع كوننا من الشعوب التي تحب الوثائق. وقد صدر الدفتر في سنواته الأولى بطبعة وقورة تشبه الكتاب الصغير, ثم أخذ منذ سنوات يصدر "في حلة غير قشيبة" بالمرة ولا تتناسب مع المهمة الملقاة على عاتقه.

إنه الآن مكون من أربع ورقات غير مهذبة الحواف يجرى تثبيتها يدوياً أمام عيني صاحب الدفتر بعد أن كان يجهز في غرف خاصة داخلية, وهو يخلو من صورة الزوج والزوجة كما يخلو من الصفحات الخاصة بالزوجات المحتملات في حالة التعدد, كما يخلو من الصفحات الخاصة بالمواليد التي كانت في الدفتر السابق تعطي لحامله فرصة إنجاب 16 مولوداً باستخدام دفتر واحد.

الآن, يحصل الزوج على دفتر خاص بكل زوجة, أي أن الدفتر أصبح الوثيقة التي يحصل عليها الرجل بصفته زوجاً لسيدة معينة, وليس بصفته زوجاً بالمطلق, فوجود دفتر مربوط بالزوجة لا بالزوج, وقد كان هذا مطلباً للحركة النسائية, وهي الحركة التي لم تنتبه إلى أنه, بعد الدفتر الجديد, لم يعد بمقدور النساء أن يفعلن كما فعلت سيدة "بلدياتي" ذات يوم حينما ألصقت صورتها على باقي الصفحات المخصصة للزوجات المفترضات مطمئنة إلى أنها بذلك تحول دون إقدام زوجها على الزواج من غيرها.

ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net