يبدو أن درجة الحرارة لدى وزيرة التنمية الاجتماعية قد ارتفعت لأكثر من اربعين درجة مئوية ، وهذا ما أدى بمعاليها الى التخبط باصدار التصريحات ، والتشتت بتلفيق الاتهامات ، والتمحور حول اثارة العصبيات ، وكأنها تناشد جمهور المشاهدين الأردنيين والعرب الذين تقطعت قلوبهم وتعالى نحيبهم وهم يشاهدون الحلقة المؤلمة على شاشة التلفزيون الاردني ومواقع التواصل الاجتماعي بخصوص الحالة البكائية التي أيقضت ضمائر وطن عربي باكمله ... كأنها تناشدهم بأن يصدقوا تبريراتها الورقية غير المقنعة ، وأن يكذبوا الصوت والصورة لحالة هذه الاسرة العفيفة ...والوزيرة الفاضلة ومن خلفها طاقم اعلامي واداري لا يعرفون اصلا بأبجديات العمل الإعلامي تطلب مني أن اعود اليها أولا للإطلاع على حالة الاسرة قبل بث البرنامج ، ولأنني أعرف أن جوابها سيكون كجواب باقي المسؤولين بأن (كل شيء على ما يرام) فقررت الاعتماد على ما لدي من معلومات استقصائية منذ ستة عشر عاما عن حالة هذه الاسرة ، في الوقت الذي مضى على السيدة ريم ممدوح ابو حسان (728 يوما) وزيرة للتنمية الاجتماعية ولم تعلم بعد عن حالة هذه الاسرة ، وأما ادعاؤها بأنني قصدت اثارة عواطف الجمهور تجاه الاسرة ، فيبدو أنها وكافة افراد طواقمها لا يعلمون أنني وبفضل الله املك القدرة على تصوير المشهد بالحروف والكلمات بطريقة تراجيدية تتناسب والوضع الذي أشاهده اربعا وعشرين ساعة ثم أكتب النص التلفزيوني ثم أقوم بتثبيته من خلال المونتاج بالصوت والصورة لتكتمل مصداقية البرنامج الذي تم بثه ، وعلى اعتبار أنني اتعامل بتجزيء المجزء وتصغير المصغر كما تدعي الوزيرة وطواقمها ، فإنني أعتقد أن والدة وشقيقة وشقيق الإخوان المشلولين الستة لديهم المصداقية أكثر من الطرفين ، وحتى وإن كان ذلك عكس ذلك فأتمنى على السيدة الوزيرة ومساعد الامين العام الذي كان برفقتها عند زيارتهما للأسرة بعد بث البرنامج أن تصرح للعامة كيف تم استقبالها من قبل الاشقاء الستة المشلولين والوالدة سكوت والشقيقة ابتسام والشقيق عمر ...

أن الدموع التي انهمرت على خدي سيدتي صاحبة السمو الملكي الاميرة الهاشمية عالية بنت الحسين حين دفعتها إنسانيتها المطلقة لزيارة الاسرة بعد بث برنامج زوايا وخفايا مباشرة حيث تشرفت برفقتها ، لدليل قاطع بأن الامراء حين يبكون ... والوزراء حين يتنكرون تتعمق لدينا خاصية الفهم لإنسانية الانسان بين شخص وآخر ، وهذا ما يثير التساؤل حول حجة وزيرة التنمية الاجتماعية بأن والدهم المشلول شللا رباعيا والفاقد للسمع والنطق والبصر والحركة يملك بكب أب منذ عام 93 ، وانه يملك تسع دونمات زراعية أصلا غير قابلة لا للبيع ولا للشراء ولا للمبادلة ولا للزراعة ولا للإيجار ولا للإستثمار ، وتتفاخر بأن وزارتها قدمت خلال اعوام 2013 و2014 ما يندر له الجبين من ارقام لمساعدة هذه الأسرة ، وتجاهلت السؤال المطروح بين يدي جلالة الملك : أين كانت وزارة التنمية الاجتماعية وكافة مسؤولي الدولة منذ عام 1957 عند ولادة اول طفل ذي اعاقة تامة وحتى عام 2010 حين تنبهت حكومة دولة السيد سمير الرفاعي كأول حكومة لمعاناة هذه الأسرة المكلومة ، واما فيما يتعلق بالمكرمة الملكية السامية ببناء بيت لهؤلاء الاشقاء المشلولين ، فقد كان ذلك قبل ستة عشر شهرا وللأسف لم يتم البدء بالبناء الا قبل شهرين ولم يتم لغاية الان استكمال البيت أصلا ، فاذا كانت رغبة ملكية سامية مستعجلة لبناء مأوى لهم ولم يكتمل تنفيذه لغاية الآن فأين المتابعة يا معالي الوزيرة ، وكيف تقبلين باصدار التصريحات العشوائية (بأنه تم بناء بيت لهم بستين الفا ) واما بخصوص اتصال مساعد الامين العام صباح اليوم السبت بناء على توجيهاتك بتخصيص خادمة على نفقة الوزارة للعناية بأفراد الاسرة السبعة المشلولين شللا تاما ، فقد ابلغتني الأسرة العفيفة بأنها ليست بحاجة لخادمة على نفقة وزارتك خشية ان تستخدمي هذا في تصريحات قادمة على حساب عفة وكرامة هذه الأسرة ، لأن هناك متبرعا أردنيا كريما تكفل بذلك شريطة عدم ذكر اسمه ، وان الاسرة كما ابلغتني قد منحتك التصرف بقيمة الدعم المخصص من وزارة التنمية الاجتماعية ومقداره خمسة وتسعين دينار للأشقاء الستة لأية أسرة أردنية قد تكون محتاجة له أكثر ، بعد ان تكفلت مجموعة من الايادي البيضاء الأردنية خارج الوطن وداخله بتخصيص نفقات شهرية للأبد بقيمة الف وخمسماية دينار شهريا ... 

واما فيما يتعلق بتعقيب الزميل محمد الطراونة مدير التلفزيون (واستغرابه) من تقديمي لإستقالتي على الهواء مباشرة فكنت اتمنى على الزميل المذكور أن يشاهد الحلقة أولا من باب الدافع المهني (اذا توفرت لديه المهنية) ثم يعلن استغرابه للملأ ، لأن الحلقة التي تم تداولها على اكثر من ثمانية ملايين ونصف المليون مشاهدة موثقة لدي الجميع بأنني لم أنطق بكلمة استقالة من التلفزيون ، بل اعلنت انسحابي من اعداد وتقديم هذا البرنامج لأجل هذه الاسرة بالذات ما دام المسؤولون غير قادرين على حل هذه المعاناة منذ أكثر من خمسين عاما ، وأن هذه ستكون آخر حلقة من حلقات برنامج زوايا وخفايا ...واما بالنسبة لإتهامي بأنني أسعى للإطاحة بالحكومة على خلفية هذه الحلقة ، فإن موقفي واضح بأن الحكومة التي تحضى بثقة جلالة الملك علينا جميعا الإنصياع أولا واخيرا لثقة جلالة الملك ، وهو ليس تبريرا لموقف دولة الرئيس ولكن تشهيرا بموقف وزيرة ووزارة التنمية الإجتماعية الذين أخفوا وما زالوا يحاولون إخفاء الحقيقة عن جلالة الملك وعن دولة الرئيس نفسة ....

أملا من معالي السيدة الوزيرة أن تتذكر بأن جميع المقابلات التلفزيونية التي تم بثها منذ ثلاث سنوات وحتى الان سواء من (وزيرات) التنمية الإجتماعية أو من رئيسة المجلس الأعلى لشؤون ذوي الإعاقة والوعود التي تضمنتها تلك المقابلات ولم يتم تنفيذها ما زالت موثقة لدي ... وأرجو ألا أضطر على قول الكثير من غير المباح ... إلا اذا اضطررت ان يكون الصباح غير الصباح ..