من أمريكا ألف باء السياسه ..


بعد أفول نجم الاتحاد السوفياتي واستفراد امريكا بالقرار العالمي, أضحت واشنطن محط أنظار العالم ومربط فرس القادة العرب..فما ان تنتهي الانتخابات الامريكيه حتى يتسابق القادة العرب للقاء الرئيس الجديد لتقديم الولاء اولاً وللكيد فيما بينهم ثانياً..

لا يخفى على عاقل ان امريكا تحكم العالم من خلال رؤساء الدول, بمعنى ان الاستعمار القديم والوجود العسكري لم يعد مُجدياً بل كلفته اكبر مما جعل الرئيس الديموقراطي اوباما ان يلملم قواته من العراق وافغانستان ولم يتورط في ليبيا ولن يتورط ايضاً في سوريا,,لكن البوارج الامريكيه تعبر المحيطات والبحار وهي على أُهبة الاستعداد لتوجيه ضربه هنا او هناك لتأديب من يخرج على قرارها.. العالم اليوم مستعمر واقتصاده بيد حفنه من الدول ترتبط ارتباطاً عضوياً لا يخلو من الولاء للاسواق الماليه الامريكيه..

نعود الى قضايانا الغير قابله للحل وعلى رأسها القضيه الفلسطينيه, قضية شعب سُلبت ارضه وهُجّر في كل اصقاع الارض, يلوح في الأفق حلاً توافقياً ما بين خطة كيري والمبادره العربيه ولو لم يكتب له النجاح فقد يقوم على اقصاء المكون الفلسطيني الرافض للحلول الاستسلاميه على اعتبار ان الحل يستند الى الغاء حق العوده والتعويض واعطاء شرعيه لنظام سياسي شمولي على جانبي النهر المقدس كمملكه عربيه,,من هنا نجد الرفض ونسمع ما يدور من جدل حول الاعتراف بيهودية اسرائيل بالرغم من ان الساسه يعترفون على خجل من الافصاح ولكن لربما ينتظرون شعوبهم المطالبه بانهاء الصراع ولو كان على حساب القدس والارض المقدسه..اذا ما ضيقوا عليهم بالمزيد من العوز والفاقه.

هناك ايضاً قضايا لا تقل أهميةً عن القضيه الاساس ومنها قضية السُنه في العراق وجبروت النظام الشيعي والحلول التي قد تنتهي بتقسيم العراق ما بين السُنه والشيعه والاكراد,, ومثل ذلك بالنسبة الى سوريا بعدما سوّيت بالارض وتحتاج الى اكثر من عقد لاعادة بناءها حتى لو تنحى الأسد وزمرته,, فهناك حلول في ادراج واشنطن مكتوبه منذ سنوات لتفتيت المنطقه وجعلها تابعه لاسرائيل لا دولاً تسعى لتحرير مقدساتها من دنس الصهاينة الاوباش..

سابقاً كانت لندن وباريس تتمتعان بثقل سياسي رئيسي في الخلافات العالميه لكن في الأونه الأخيره لربما جعلت امريكا منهم تابعين بعد الازمه الماليه العالميه المفتعله, فاقتصاديات الدول تلك على المحك ومرتبطه بقرار قادتها السياسيين فإما التبعيه واما الانهيار, فاختار الساسة التبعيه ولو خلف الابواب.. نعرف ان كثيراً من الدول الاوروبيه تعاني أزمات سياسيه وماليه تهدد اقتصادها واستمرارية رفاه العيش, من هنا الحكومه الامريكيه لم تعد تمسك بالعصا من المنتصف بل من الطرف الرفيع وتركت الطرف الأغلظ للضرب الموجع لمن يخالفها الرأي.

لكن نحن نعيش في منطقة الاعراف لا في الجنة ولا في النار ننتظر قراراً سياسياً على المستوى العربي والاردني لوضع النقاط على الحروف التائهه, وفتح الابواب على مصاريعها لحلول ترفضها الشعوب ولكن ستأخذ مجراها ان أجلاً ام عاجلاً, وسنهيج ونرفض ولكن في النهايه سنعود الى بيوتنا نلطم الخدود التي طالما تحمّلت اللطم..من هنا اجزم ان الف باء السياسه مطبخها في واشنطن وطباخها الرئيس اوباما يساعده القاده في التحضير والتقطيع وما علينا سوى ان نأكل مما يعوسون..ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات