سورية تتعافى من تداعيات الحرب


على مدار أربعة أعوام وأكثر وجدت سورية نفسها في خضم حرب عالمية في أشرس صورها، حرب معقدة مركبة للغاية أسقطت فيها كل المعايير الانسانية، عشرات آلاف من ألارهابيين العابرين للقارات ، وملايين الأطنان من الأسلحة سلحوا بها ودمروا بها مدن وقرى سورية بأكملها وقتلوا اهلها وضربوا بها مقومات حياة المواطن السوري، وحاربوه حتى في لقمة عيشه اليومية، حرب معقدة قوامها الكذب والنفاق والمصالح الصهيو –أمريكية وليس لها أي علاقة بكل الشعارات المخادعة التي تتستر بها، ففي سورية تفاصيل المؤامرة جهزت على مراحل وحلقات وبمشاركة دول عربية وإقليمية،ومع كل هذا وذاك ،فقد أثبتت سورية العربية المستقلة بشعبها وبجيشها وبدولتها الوطنية أنها قادرة على الصمود ،وصمدت رغم كل التحديات الداخلية والخارجية وها هي اليوم تقف شامخة على أهبة ألانتصار.

فالمعركة لم تكن يومآ بسورية هي معركة مع مجموعات ارهابية عابرة للقارات بقدر ماهي معركة مع نظام جديد عالمي يرسم و ينسج خيوط مؤامرته في سوريا ليعلن قيام النظام العالمي الجد يد الذي تحكمه قوى الامبريالية العالمية وتقوده الما سونية اليهودية الصهيونية بنسيجها اليهودي المسيحي المتطرف "المسيحية المتصهينة "، فهذه المؤامره تعكس حجم الأهداف والرهانات المتعلقة بكل ما يجري في سوريا، وهي أهداف تتداخل فيها الحسابات الدولية مع الحسابات الإقليمية، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة إلى أقصى الحدود ، الا ان الجيش العربي السوري صمد وكسر بصموده كل الرهانات الشرقية والغربية الاقليمية والعربية ,فالجيش العربي السوري حقق انجازات كبيرة وهائلة في الميدان اذهلت العالم وغيرت سياسات ورسمت معادلات جديدة لا يستطيع احد القفز فوقها والاهم من كل ذلك هو تلاحم الشعب والجيش والقياده السياسية في معركة ضارية قادتها ومولتها ورعتها 90دولة بالعالم غير ان ارادة الشعب السوري المؤمن بقضيته والمتفهم لحقيقة وطبيعة المؤامرة ابعادآ وخلفيات أفشل خطط الاعداء واسقط اهدافهم بالتضحيات الجسام .

فعندما نعود بالذاكره لسنوات عجاف مضت، نلاحظ ان الهجمة الشرسة هذه والحرب الشعواء تلك كانت تستهدف بشكل اساسي، هدف رئيسي هو "العقيدة البنائية والفكر الاستراتيجي للجيش العربي السوري وثوابت الدولة واركانها الاخرى من مبادئ وطنية وقومية جامعة من شعب مقاوم زرع في فكره ووجدانه الحس الوطني والقومي والاهم من ذلك هو نهج السلطة السياسية التي زرعت هذه الافكار واصبحت قاعده لبناء سوريا القوية سوريا عنوان المقاومة والقلب العروبي النابض ،ومن هنا قررت القوى التامريه أنه بدون تدمير ووتمزيق سورية واستنزافها فأنهم لن يصلوا لمبتغاهم وهدفهم الاعظم المأمول بتدمير محور المقاومة ،وتنصيب أسرائيل سيدآ للمنطقة العربية وألاقليم ككل وكل هذا سيتم حسب مخططهم من خلال نشر الاف الجماعات المسلحة على الاراضي السورية .

ومع كل هذه التضحيات الجسام التي قدمها السوريين، فمعركة هذه القوى التأمرية على الدولة السورية لن تنتهي مادامت ادواتهم الارهابية واوراقهم القذره هذه موجودة على الارض السورية، لذلك اليوم تؤمن الدولة السورية بأن حجم انجازتها على الارض واستمرار معارك تطهير سوريا من رجس الارهاب وبالتوازي مع ذلك السير بمسيرة الاصلاح والتجديد للدولة السورية مع الحفاظ على ثوابتها الوطنية والقومية ، هو الرد الافضل والاكثر تأثيرآ اليوم على قوى ألتامر ،فدول التأمر على الدولة السورية ومع زيادة حجم الخسائر التي تتلقاها بسورية بدأت تقر تدريجيآ بحقيقة فشل مشروعها على ألارض السورية .

ختامآ ،يمكن القول انه بعد مرور هذه السنوات الاربع المريرة على الدولة السورية بكل اركانها وما جلبتها للدولة السورية من جراح عميقة ودروس تاريخية مريرة، الا ان الدولة السورية اليوم بكل اركانها يتضح اليوم أنها بدأت تتعافي من هذه الجراح وتبدأ من جديد مرحلة النهوض الاقوى والذي سيبنى على نهوضها هذا،الكثير من المتغيرات التي لن يكون أولها ولا أخرها سقوط العديد من الانظمة الوظيفية الطارئة على هذه المنطقة ......

* كاتب وناشط سياسي - الاردن.
hesham.awamleh@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات