وجهة نظر خاصة و رَدْ على النائب طارق خوري ..


أتوقع ان أمور المعارضة داخل المملكة الأردنية الهاشمية قد وصلت الى حد اللامعقول، فقد تخطت أمور النقد للدولة و أداء وظائفها السياسية و سياستها الخارجية و الداخلية الى التجريح المتعمد و التسبب المتعمد بإيذاء مشاعر الاردنيين و كرامة و هيبة العرش الهاشمي و كرامة المواطن الأردني بشكل لا يمكن السكوت عنه، فمن الواضح من كلامك أنت و أحزاب المعارضة الاردنية و التي أتحفتنا بأصواتها منذ عدة سنوات حينما رفعت الدولة سقف الحريات بمحاولة منها لتنشيط دور حرية التعبير أكثر اعلاميا و سياسيا انكم اعتقدتم في ذاتكم أن هذه فرصة لتجريح من يأويكم في داخل مملكة آلهاشم العريقة و يوفروا لكم مناخ استثماري ايجابي لشركاتكم و تجارتكم و يوفروا لكم حياة سياسية متزنة و مقبولة لتمارسوا حياة سياسية كريمة بكل حرية و شفافية، فلا اعتقد ان رد الجميل يكون عبر التجريح و رمي التهم البطالة و التي لا تستند عالى لى منطق سوي و طبيعي و لا حتى على وجهة نظر سياسية متزنة،

لا أعتقد ان المملكة بامكانياتها الإقتصادية و السياسية تستطيع الوقوف مكتوفة الإيدي كي تعجبك أنت و ربما بعض من المعارضة التي قد تشركك الرأي و مستوى المياه في البحر الميت ينخفض متر كل سنة بسبب سوء إستخدام المياه من دول الجوار، فهنالك داخل المملكة سلسلة من الفنادق التي قد يصل كلفتها الى فوق المليار دولار تعتمد على مياه البحر الميت لتوفر خدمات سياحية لآلآف السياح الوافدين الى بلادنا على مدار السنة و أبرز هذه المنتجعات الفندقية على سبيل المثال لا الحصر هي فنادق الكمبنسكي و الموفنبك و الهوليدي ان و حديثا مدينة بورتو التي ستضم خمسة فنادق اضافية ستعتمد على المقومات الطبيعية و البيئية للمنطقة...و كم من العمال الاردنيين تسترزق من دخل هذه الفنادق الفاخرة، فإذا اوقفت الحكومة لأجل نداءاتك الفارغة مشروع ناقل البحرين الذي قد ينعش هذا المعلم البيئي و الاثري ستغلق أبوابها هذه الفنادق جميعها و ستكون مجبورة بتسريح عددا كبير من موظفيها عن الخدمة مما سيسبب اثار سلبية على الإقتصاد المحلي..فهل ستقوم أنت بإطعام جيش الموظفين هذا الخبز و تزويدهم بالرواتب الشهرية...هل ستوفر لهم الرزق البديل؟

للمملكة الاردنية الهاشمية حاجاتها الإستراتيجية و الأقتصادية و السياسية التي قد تُحَتِمْ عليها وضع يدها مع دول الجوار لأجل ديمومة كيانها كدولة و لأجل تلبية حاجاتها، فاستيراد المواد النفطية و مشتقاتها و توابعها من المواد الطبيعية و باسعار منافسة ضروري و حاجة ملحة للوطن، و من السهل خلق الهتافات السياسية التي من شأنها تهيج المواطن الاردني ضد الدولة التي تسعى بشكل دؤوب لديمومة هذا البلد الذي إذا بقيا قوي و متماسك سيدوم لنا و لأولادنا و سيوفر لهم غد أفضل...فلا أعلم هل المطلوب منا محاربة الكيان الإسرائيلي بمفردنا؟ هل مقاطعة بضائعه ستلغي وجوده من الخارطة الجغرافية للشرق الاوسط؟...سأعلمك أ ب ج العلوم السياسية...هذا بلد الصهيوني قد استنزف حربنا معه اثناء حكم الملك الراحل المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال الهاشمي طاقاتنا كدولة بالكامل، حيث كانت دولتنا قبل معاهدة السلام معه تنفق نصف ميزانيتها على التسليح و جهوزية الجيش من اسلحة و عتاد...كان بينه و بيننا حرب ضروس استنزفت موارد بلدبنا المالية كثيرا و لفترة طويلة من الوقت لدرجة كبيرة جدا...و من يدرس التاريخ جيدا سيجد كم دعمت دولتنا قضية اشقاءنا الفلسطينين دعم سياسي و اقتصادي و كم تحملت ما لا يطاق سياسيا في سبيل أن يبقى الحوار البناء سيد الموقف بالقضية الفلسطينية و أن يصل اطراف النزاع الى حل شامل و بَنًاءْ لهذه القضية الفيصلية...و لكن قطعا الحل ليس بإثارة أزمات سياسية و عسكرية مع هذا الكيان الصهيوني خصوصا بعد معاهدة السلام التي تم توقيعها بالماضي، فإشعال التوتر بينه يعني أننا ننقض نعاهدة السلام بيننا مما سيكون له اثار استراتيجية سلبية على بلدنا،

لا أدافع عن اسرائيل، بل أحاول ان أكون واقعيا بنظرتي للأمور على المستوى السياسي و الإقتصادي و العسكري، نحن كدولة اردنية لا نستطيع محاسبة اسرائيل بمفردنا على الجرائم المؤسفة و المُرَوِعَة التي تقترفها بحق الشعب الفلسطيني، فمحاسبة الدُوَل على اية جرائم ترتكبها هو شأن الاطراف الشاكية و المتضررة بمجلس الأمن و المحكمة الدولية، فللإخوة الفلسطينين سلطة فلسطينية تدافع عن حقوقهم فهي أولى بتفعيل أية شكاوي تراها مناسبة تجاه الدولة الإسرائيلية فلما نتحمل نحن بالأردن هذه الشتائم و كأننا السبب بما تفعلها اسرائيل بالإخوة الفلسطينيين، لم نُسَر يوما بالجرائم الإسرائلية بحق الإخوة الفلسطنيين، نحن لسنا ند عسكري لإسرائيل و لحلفائها بالمنطقة الذين هم الدولة الأمريكية و حلفاء الناتو...نحن لسنا ند سياسي لهم و لسنا ند اقتصادي لهم، فَوَجِهْ انتقادك للسلطة الفلسطينية التي حتى لا تتمتع بسلام كامل مع كل الفرقاء السياسيين الفلسطنيين لتوحيد الصف السياسي الفلسطيني لتفعيل الشكاوي اللازمة بحق اسرائيل و ما تقترفه من جُرْم بَشِعْ لمنازل الفلسطنيين و هدم بيوتهم بصورة عشوائية، إسرائيل تضرب بالسيف الارميكية بالمنطقة بسبب حلفها القوي مع هذه الدولة و لأ أظن أن استفزاز الدولة الإسرائيلية و صنع توتر بيننا و بينها هو الحل فهل تعطيل مشروع ناقل البحرين و عدم شراء الغاز سيردع اسرائيل عن ما تفعله مع الإخوة الفلسطينية،

أربعة حروب كبرى مع الكيان الصيوني لم تفلح بردع هذا البلد عن مخططاته التوسعية في فلسطين فلو قمت بدارسة التاريخ جيدا لما قمت بهذا التصريح العشوائي حول خطاب مولاي الذي هدف من ورائه لرفع معنويات شعبه بهذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا...و أنا كلني ثقة بالقيادة الهاشمية الحكيمة التي قادت الدولة الأردنية بوسط اتون الربيع العربية المستعر و هي محافظة على سلامها و الطمأنينة بها، و كلني ثقة بالقيادة الهاشمية الحكيمة التي حافظت على تماسك الدولة الاردنية و نحن نرى بلدان كبيرة بمنطقة الشرق الاوسط مع كل أسفنا الصادق مثل سوريا و العراق و ليبيا و مصر تهتز بعنف من ثورات الربيع العربي بينما نعيش بأمن و طمأنينة بالأردن...نصلي الى الله بكل صدق أن تنتهي النزاعات في البلدان العربية التي تشهد الحرب و نصلي الى الله ان يأتي وقت تفرض به السلطة الفلسطيني هيبتها السياسية و الأمنية على ترابها...و لكنني سارفع رأسي و أنا فخور بأردن آلهاشم و بالمملكة الاردنية الهاشمية...و أنا أدعس على رقبة كل من يكره أردن ألـهاشم و يكره سلامها...اثارت الأزمات ليس الحل إطلاقا و نحن من حقنا كأردنيين أن نتنفس الصعداء من الحروب و التوترات لأنا بلادنا مقوماتها محدودة جدا،

أكتب هذه الكلمات بثقة لأنها تنبع من نظرة واقعية للأمور و للموازين السياسية بالمنطقة، فبحرب تموز قام الطيران الإسرائيلي بقصف مروع لجنوب لبنان فهل نجحت الدولة الإيرانية و حزب الله و لبنان بمحاسبت الدولة الإسرائيلية و ردع هذا العدوان عن لبنان، نحن أمام دُوَلْ كبيرة بالمنطقة تمتلك مقومات عسكرية و سياسية و اقتصادية لا نمتلكها في الاردن و هذه الدول الكبرى تفعل ما تشاء بامنتطقة من دون رادع فكفى شتم بأردننا الحبيب و بدولتنا فها هي اسرائيل بالضفة الغربية...قمن يرد محاربتها فاليسافر الى الضفة الغربية و يشتري السلاح و يجاهد كما يحلو له...فإذا قدمت الينا الجيوش الإسرائيلية و أفرغت تراسنتها في بطننا و بطن اولادنا فهل يا سعادة النائب ستحمينا انت و نوابنا الأعزاء؟



تعليقات القراء

اتمنى من البعبع الاسرائيلي التجرؤ الآن على الاعتداء على اي جزء من لبنان
مع انشغال حزب الله بحرب مخطط لها اقليميا ومحليا لاستنزاف قواه واضعافها؟فإن البعبع الاسرائيلي لم يعد يخيف الا المرعوبين والذين لا يتجرؤن على رفع اصابعهم نحوه.لا سبيل الى هزيمةالعدوالاالحرب الشعبيةلاغير
10-03-2015 06:10 PM
طير الور
مبروك إطلع درجة، على كام مقال مثل هذا بتصير وزير.
11-03-2015 02:37 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات