الشهيد معاذ .. انحنى لله ساجدا


سنحصد المجرمين قبيل موعد الحصاد ،ونحطم على صخور الانتماء والأمل والحب والوفاء كل وسائلهم الهمجية الخسيسة ولن تنمو لهم جذور ولن يرى غرس داعش نور امام قوة التحدي التي سمّت على الالم والتعذيب وكل وسائله لتغرق الانسانية في موج الرعب والكآبة .
اليوم يظهر الشهيد البطل معاذ الكساسبة يتحدى ويتصدى لنار الاوغاد . رجل الحدث شبل ذاك الاسد "أبو جواد الكساسبة" الذي ضمد الجرح وتسامى فوق الألم شموخا وعزة بالله وإيمانا في قضاءه وقدره شاء الله "فلله ما أعطى ولله ما أخذ " كلمات سكنت قلب أبي معاذ فاطمأن بذكر الله وزادته إيمانا فوق إيمانه وما بدل تبديلا .
صورة الاب الحكيم الشجاع تعانق وتقابل صورة الابن معاذ الشهيد البطل .. وهو يقف بكل عزم وقوة وشجاعة وبسالة يقابل النار ، تسعى اليه لتحرق منه ما شاء الله لها ان تحرق ، يناجي ربه ان تكون خاتمته خير الاعمال وأحبها ، وأحسب أن الله حقق له ما اراد، فكانت لحظات الاستشهاد حيث ارتقت الروح الى بارئها .والله نرجو ان يتقبلها برحمته وان يسكنها عليين .
وعلى الجانب الاخر صورة أبي معاذ رجل الهمة والحكمة والشجاعة تتسم بالتحدي وتتحلى بالصبر الجميل لا يتزحزح عن مبادئه وخلقه الرفيع مرفوع الرأس عالي الهمة لا ينحني للنكبات وجلّ المصاب احتسب ابنه شهيدا في سبيل الله وهو يدافع عن الحق والعدل والإنسانية وعن كرامة الإنسان الذي كرمه الله قال تعالى : " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"
حمل معاذ امانة المسؤولية كغيره من أبناء سلاح الجو الملكي ، يشارك اقرانه مهمة الذود عن الكرامة الانسانية ؛ وليبقى الوطن عزيزا مهاب الجانب محميا محاطا بسياج من الجند الاوفياء المنتمين له والساهرين على امنه وحفظ كرامة أهله من المجرمين الذين انتهكوا حرمة كرامة الانسان .
ارتقى طائرته وارتفع الى السماء محلقا ، ثم انخفض على اوكار الاشرار يقصفها خَطَت الشهادة اليه قبل عودته الى مسقط رأسه ، سقط بأيدي المجرمين يعلو بهامته وعزيمته قوى شرهم .. كَسّر انوف الطغاة وأسلحتهم ؛فبدى لهم ان يحرقوه انتقاما ، ولينالوا من جسده دون همته وشجاعته ، اشعلوا نيران حقدهم عبر فتيل .. نار تسري تجاه ذلك البطل الصابر الشامخ ، يرنو اليهم والى نيرانهم بسخرية واستهزاء. وصلت النار الى الجسد تعذبه لكنها عجزت ان تطال النفس لتحرقها ، فالنفس سامية ترقى ان تحرقها نار او تصل اليها ، ذاب الشحم واللحم وأعضاء الجسد ؛ فانحنى لله ساجدا وهم ينظرون .
خاب أملهم فنكصوا على اعقابهم خاسرين صاغرين ،ثم حملوا التراب يذرونه على جثمان الشهيد سخطا على سخط ؛ وهذا ديدن المجرمين وخلقهم ،براء الاسلام منهم والإنسانية ، لا يعرفون لله حقا ولا للحياة معنى .
خابت داعش اذ وقف أبو جواد ، الاب الطاهر القلب الصابر يتحدى كل اساليب الهمج والكفرة ومردة الشياطين من داعش الى كل افعال اهل فاحش وشياطينها وأعوانها ، وتزين وجه أبي معاذ الشهيد البطل بخلق الاسلام الذي يحث على الصبر لايقول إلا ما حبانا الله سبحانه وتعالى ان نقوله عند مصيبة الموت " إنا لله وإنا الله راجعون "
و ننهج على هدى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مثل هذه المواقف الصعبة الاستثنائية القاسية يقول ما قال صلى الله عليه وسلم " إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون "
الاب صافي " أبو جواد " والابن الشهيد البطل معاذ وجهان لنفس واحدة ، يحملان الصفاء والنقاء والإباء ما بين عي والرقة نفس تلفها النار ولا تحترق ، ونفس تحرق بالألم لكنها صابرة محتسبة لله ، معاذ البطل الشهيد ان شاء الله ،سطر في التاريخ صفحات مجد وفخار لا تنساه الاجيال ، جيل يورث جيلا .
حمى الله أردن الحشد والرباط ورحم الله شهيد الأردن والإنسانية معاذ الكساسبه وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان اللهم آمين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات