وفاء لراحلنا العظيم وعلى العهد مع جلالة مليكنا ماضون


يستوقفنا السابع من شباط من كل عام الذي يعتبر محطة مهمة من تاريخ أردننا الغالي الحديث ... يستوقفنا في يوم وفاء وبيعة متجددتين... وفاء لجلالة راحلنا الباني حسيننا العظيم الذي أدى رسالته بأمانة على مدى يقارب نصف قرن قدّم خلالها حياته خدمة لوطنه وامته وشعبه وكان رحمه الله الملك الانسان والمؤثر بقوة في الساحة الدولية حيث وضع الاردن على خريطة العالم بحنكته السياسية وحكمته الكبيرة... يوم وفاء لراحلنا العظيم الذي عاش في ضمير ووجدان ابناء وطنه وامته وكل المنصفين في العالم الى أن لاقى وجه الله تعالى وودعه شعبه الوفي والعالم في موقف مهيب عز نظيره وكانت عمان عاصمة الدنيا ومركز الكون... موقف عالمي سجله الأردنيون والعالم أجمع بحروف من نور احتراما واجلالا لمكانته وتقديرا لنهجه الفريد في الحكم رحمه الله. وفي ذات الوقت وليستمر نهج الدولة الأردنية بايع الأردنيون فارسا هاشميا قرة عين الحسين الباني الذي أعده ليتسلم راية الأمانة من بعده فكان يوم البيعة حيث تولي جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين سلطاته الدستورية وعيون وقلوب وعقول الأردنيين تتجه نحو هذا الفارس الذي سيقود بنا المركب لمتابعة مسيرة البناء والانجاز في أردننا الغالي. وكانت البيعة التي بايع فيها الاردنيون نسرا هاشميا الملك عبد الله الثاني بن الحسين ليتابع مسوؤلية الامانة التى حملها الهاشميون عبر تاريخهم مكملا مشوار راحلنا العظيم باستشراف آفاق المستقبل وادراك حجم المسوؤلية بإيمان ووعي لمواجهة التحديات التي تواجهنا على كل صعيد. 

ومنذ لحظة القسم تابع جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين تحمل أمانة المسؤولية ونذر نفسه لخدمة شعبه وامته يوصل الليل بالنهار يجوب الدنيا ينقل صورة الوطن ووجهه المشرق الى العالم بحكمة وبصيرة وبفكر ثاقب يحاور الآخر بوسطية واعتدال وقوة ضمير ورباطة جأش تنتصر للحق ولاتهادن باطلا أيا كان مصدره أودوافعه. في يوم البيعة المتجدد لرمز سيادتنا وحامي ديرتنا نلتف نحن الاردنيين جنودا أوفياء نذرنا أنفسنا لنكون في خندق الوطن ومع قائد الوطن وبه ماضون. واستمر جلالة مليكنا الشاب عبد الله الثاني بن الحسين في بيعة بايعه فيها الاردنيون يحمل رسالة الحق والعدل والبناء ومتابعة نهج الهاشميين باستشراف المستقبل الواعد لهذا الوطن تفانيا واخلاصا وانجازا.

لقد ارتبط نهج جلالته بالعمل والإنجاز والإيثار رغم التحديات الصعبة والظروف القاسية وتابع جلالته نهج الهاشميين في تحديث الأردن وتطوير مؤسساته في كافة المجالات وإهتم بالإنسان، فشهد الأردن نهضة علمية وتطورت المدارس والجامعات والمستشفيات وقطاع الخدمات ووصلت هذه المرافق الى كافة أرجاء الوطن، وأصبح الانسان الأردني بحق متميزا في عطائه وانجازاته، واستمر جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين في حمل رسالة الوطن والنهوض بمقدراته والدفاع عن قضايا الأمة العربية في كل المحافل الدولية بلغة قوية البيان وصادقة اللهجة يحمل أمانة المسؤولية. مليك عربي هاشمي شاب يتوقد ذكاء وعزيمة وصدقا وإخلاصا لأبناء شعبه الذين يبادلونه الحب والولاء، فكانت العلاقة بين القائد وشعبة علاقة القلب بالجسد، وكان جلالة الملك المعزز بحق الحريص على وضع الأردن وأبنائه على قائمة الأولويات محور ذلك تنمية القوى البشرية التي تسهم في عملية التطور والنهضة.

ويستمر التوجيه الملكي السامي بضرورة المراجعة والتقييم المستمر لكل ماتم انجازه ضمن مسيرة الاصلاح وتعزيز النزاهة ومدونات السلوك وكرامة الانسان وترسيخ القيم الايجابية كلها نقاط مضيئة حرص جلالة مليكنا الشاب على تطبيقها نهجا لننهض بالاردن وطنا عزيزا قويا فيه التجديد والتحديث والتأصيل ليستمر نبع العطاء تشارك فيه السواعد القوية والمؤمنة في مستقبل أردننا المشرق بعون الله متجاوزة كل التحديات والصعاب. وتحققت انجازات لا حصر لها بفعل الارادة والتصميم ووضوح الرؤية الملكية السامية حاضرا ومستقبلا التي همها الاكبر العمل والعطاء لشعب حيث حرص جلالته على الاستثمار بالشباب الأردني الذي يتوقد حماسا ونشاطا في كل صعيد ليساهموا في بناء الأردن الأنموذج وأعطاهم المساحة الواسعة ليكون كل واحد منهم رقما صعبا ومهما في عملية البناء وجلالته بذلك يعلمنا أن بناء الوطن لا يكون بالتنظير والأقوال ولا يكون بالتسويف وترحيل الأزمات، ولكن بالعمل الجاد المخلص الذي يترك أثره الواضح، وبمواجهة التحديات بصلابة وقوة لأن دائرة الوطن هي الأرحب والأكثر اتساعا، ولأن الوطن هو المظلة الكبيرة التي نتفيأ جميعا تحت ظلالها، وأن المقياس الحقيقي للإنتماء هو مقدار ما تعطي وتقدم بعيدا عن المصالح الآنية والضيقة، فالوطن هو الأبقى والأغلى ونحن ذاهبون.

نعم، ان قائدنا ومعلمنا يغرس في عقول ابنائه بأن البطل الحقيقي هو الذي يربط حياته بوطنه سرا وعلانية، عسرا و يسرا، ولا يربط ذلك بمقدار ما يكسب، وضرورة وضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة، نحافظ على أمنه ومقدراته وإنجازاته وترسيخ دولة المؤسسات والقانون التي تعتبر ركنا أساسيا من سيادة الوطن و مواجهة الأخطار والأجندة التي تحاول النيل من منعته ليبقى وطنا مهاب الجانب، وعصيا على كل من في رأسه أذى أو في قلبه مرض. نعم يا مولاي، كنتم لنا القائد الكبير في عطائه وتواضعه وعدله وسعة قلبه واستطعتم أن تضعوا الأردن الوطن الاغلى وأبناءه على قائمة الاولويات وكنتم حادي الركب والموجه لنا والمعزز في كل خطواتكم المباركة تحملون رساله الهاشميين الحرة الأبية التي تحفظ للوطن سيادته ومنعته كما تحفظ للانسان كرامته وعزته، وكنتم على الدوام يا سيدي، تحرصون على راحة ابناء وطنكم وتوجهون البوصلة الى مسارها الصحيح برؤية ثاقبة تزورون أماكن الفقر وتأمرون في بناء مسكن لعائلة فقيرة، وتتلمسون احتياجات الناس وتلبون نداء انسان ملهوف لا سند له ولا ظهير، وتأمرون بعلاج مريض غير قادرعلى نفقة العلاج، وتنصفون صاحب حق هضم حقه بعد أن تقاعس مسؤول هنا ورد أمره مسوؤل هناك.

ما أحوجنا في هذا اليوم أن نعلن للقاصي والداني أننا نعيش في وطن من أغلى الأوطان لا نجلد ذاتنا ولا نتنكر للصور المضيئة والمشرقة والمشّرفة التي تحققت، واننا ماضون مع جلالة مليكنا الذي يقود المركب بعزيمة الشباب وحكمة الشيوخ نتابع مع سيدنا مسيرة العمل عطاء وإنتماء ليبقى أردننا الواحة الغناء خضرة ونضارة نواجه التحديات بكل عزيمة وإصرار نحمي سياجه منيعا ونرفع أسواره قوية بإرادة صلبة وإيمان راسخ بأن الأفئدة تهوي اليه وتحتضنه القلوب وترفع من قدره العقول لنترجم معا معنى الانتماء واقعا نعيشه وتحميه سواعد الرجال الأبية.

يا رمز سيادتنا، في هذا اليوم نقرا الفاتحة على روح سيد الرجال مليكنا الباني المغفور له حسيننا العظيم... وفي هذا اليوم نشد الاحزمة من جديد جنودا للوطن كل في موقعه نحرص جميعا على أن يبقى الوطن جميل الوجه في صورة تكاملية نساهم جميعا في تكوينها بأبهى صورة، ولتبقى عمّان عاصمة الدنيا تفخر بسيدها الهاشمي عبد الله الثاني بن الحسين وأبي الحسين عنوانا لعزتها ورمزا لكبريائها. ودمتم يا مولاي القائد الرائد لشعبكم الأردني الوفي ولهذا الحمى العربي الهاشمي، نترسّم خطاكم ونلتف حول عرشكم المفدى ونحن على العهد نسير معكم وبكم ليعلو البنيان بعزيمة ومضاء في مسيرة عنوانها "الوفاء والعمل والانجاز".

* جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات