جراسا -

إن الانتماء للوطن ليس مجرد كلام لكنه مشاركة والتزام من الفرد اتجاه الوطن الغالي بما يحقق مصلحة الوطن ويدفع مسيرة التقدم فيه ، كما أن الالتزام ليس مجرد كلمات وشعارات أو أغاني نرددها ونرقص على أنغامها فيحصل ويكون الانتماء ، فهذا مجافي للواقع والمنطق ، فالانتماء الحقيقي يكون بالحفاظ عليه والذود عن حماه والحفاظ على مكتسباته .

ان حب الوطن هو شعور واحساس وجداني فهو اشرف خلق يتحلى به الانسان واحسن صفة يتقوى عليها القلب وهو من اخلاق الأنبياء الذين أكدوا أن حب الوطن من الايمان فكم بيعت في سبيل الوطن نفوس ؟! وكم رخصت دونه أرواح ؟! فسعادة الانسان من سعادة الوطن ومجد الوطن يبنيه أولئك الذين يرخصون الروح حتى يبقى عزيزاً .

فالوطن لفظ تعشقه القلوب وتهواه الأفئدة وتتحرك لذكراه المشاعر ، فالوطن هو هويتنا وعنوان كبريائنا فهو الاحساس بالأمان والاستقرار ، فحبنا للوطن فطرة مزورعة فينا مع نشأتنا على أرضه وترعرعنا بين أنحائه ، فهو في عيون ابنائه حبيب وعزيز وغال ، فالانتماء له يكون بالاسهام الفعال في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته والمشاركة في بنائه ونهضته والمحافظة على ممتلكاته وأمنه واستقراره .

ان الثروة الحقيقية لكل وطن هو المواطن ولكن ليس كل مواطن هو ثروة للوطن فأغلى ما يمتلك الوطن المواطن الصالح المخلص الوفي الذي يجعل من انتمائه لوطنه وولائه لقيادته جناحين يحلق بهما في سماء التقدم ويبني جسوراً قوية يدخل عليها الى عصور الازدهار .

ان من يحاول ان يعرض أمن الوطن للفتنة ويعمل على تفكيك وحدته وتفتيت تلاحمه لا يمكن أن يكون الا في خندق أعدائه فالمواطن الصالح المخلص لوطنه هو الذي يفكر دوماً كيف يصان أمن الوطن والمواطن ؟ وكيف يدافع عن منجزاته واستقراره وثوابته ؟ وكيف يقف خلف قيادته؟ ليدعم مسيرة العمل والبناء .

فالولاء للوطن واجب كل مواطن اتجاه وطنه ، فالولاء هو التضحية لأجله والدفاع عنه والعمل على نهضته وتقديم العطاء بسخاء دون مردود وأن يرتقي به الى أعلى المراتب ، وأن يدافع عنه باللسان والفعل والمال وأن لا نتخلى عنه في أوقات الشدة .. فحب الوطن والانتماء اليه انما هو اخلاص مبدأ وغاية تبصر به عيون وتنبض به قلوب ... فوطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه .

سعد فهد العشوش