معاذ .. ليس اخر الضحايا !


منذ أن تفجر الصراع بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وهما من صحابة رسول الله والمقربين اليه على الخلافة وحتى يومنا الحاضر ، لم تتوقف فتاوي القتل والذبح وقطع الرؤوس التي أبدع فيها "شمر بن ذي جوشن " بأمر من "الخليفة " يزيد بن معاوية حين فصل رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما عن جسده ، وتوالت الفتاوي في العهد الاموي بقتل الخارجين على خلافة الأمويين ـ وتبعهم العباسيون بفتاوي قتل من يخرج عليهم .وهكذا الى يومنا الحاضر تستمر فتاوى القتل وقطع الرؤوس تدعو للقتل والحرب تحت مسمى " الجهاد " والدفاع عن آل البيت والدين التي برزت وتعاظمت من أمثال فتاوى ابن تيمية وسيد قطب والقرضاوي و مفتي القاعدة وداعش والنصرة وبيت المقدس وحزب الله وحزب الدعوة في العراق وايران والحركات السلفية الجهادية وغير الجهادية وأصحاب الإسلام السياسي الصامت " بتخاذل "حيال ما يجري .
ما جرى للبطل معاذ لس بمعزل عن فتاوي " الشيشان " وقائدهم " الخطابي " الذي نشر " رذيلة " قطع الرؤوس والتمثيل بالأسرى ، وهاهم الشيشان يغادرون موقع معركتهم في الشيشان المحتلة من قبل روسيا ويلتحقوا بداعش ومثيلاتها ،وسبقهم جهاديون من الجزائر والمغرب يحللون قتل المسلم وقطع رأسه واغتصاب ابنائه وسبي نسائهم ،ولا يوجد لديهم بوصلة تشير الى تحرير اولى القلبتين وثالث الحرمين بالمطلق ،حيث يؤكدون اولوية جهادهم ضذ ابناء دينهم خدمة للأعداء .
ما جرى للبطل معاذ يمثل جانبا من منهج وطريقة البعض في التعامل مع الخصم والأسرى ، البعض يمارسها دون خوف او جلل او حساب لحرمتها تبعا لاواور سيده العظيم ، والبعض الأخر يوافقها سرا ،والبعض يحرمها هنا ويحللها هناك تبعا للظروف ، وهي مرتبطة بفتاوي صدرت قبل 1400 عام بالقتل كان سيدنا عثمان بن عفان قد تعرض لها وقتل على يد صحابة وابناء صحابة بسبب فتنة و" فتوى " أصدرها البعض ،وبالتالي كان عثمان وعلي والحسين وطلحة والزبير وأبنائهم وغيرهم من الصحابة ومن المبشرين ضحايا فتاوى القتل لتمهيد الطريق للوصول الى سلطة او حكم حتى يومنا الحاضر وتعيشه بلاد اسلامية في لبيا وتونس والجزائر ومصر وسوريا والعراق واليمن وغيرها من بلاد المسلمين سعيا وراء السلطة والحكم والمال ولو كان هذا على حساب رقاب ودماء المسلمين أنفسهم .
معاذ الكساسبة الذي نفذ فيه الحرق حيا ! فيما يحرم ديننا حرق حتى الكائنات الصغيرة الضارة هي رسالة اعمق وأكبر ليس للمسلمين الذين يجمعون على ادانة تلك العملية البربرية وليست عملا بحكم او أمر من الله ورسوله ، بل فتاوى " يخترعها " مرتزقة " استطاعت أمريكا واسرائيل خلقهم ودعمهم بالتعاون مع قوى اسلامية ودول اسلامية مثل تركيا وايران وسوريا كل بما يخدم ظروفه وبرامجه ، والتي تمثل اساءة واضحة للدين وتشويهه ، وكانت أيضا رسالة للعالم أن الدين الإسلامي يستند الى فتاوى تحلل القتل والحرق والاغتصاب والسبي لكل من يخالف عقيدته ومنهجه وفكره ! وبالتالي يحاول هؤلاء الناس الذين خرجوا بين ظهرانينا من اعداء ديننا تقديم خدمة ليست مجانية بالفعل بل ومدفوع ثمنها عجز عن تحقيقها من سبقهم من دول وامبراطوريات امتدت ل 1400 عام لاختراق ديننا وتشويه صورته واعتباره دين دم وذبح وبالتالي ازالة ارتباطه بالله وجعله دين اخترعه العرب في العصر الجاهلي لايمكن تحقيقه دون ذبح او تغريم او سبي او تدمير ،وبالتالي لا مكان له بين الأديان ولا الحضارات الإنسانية .
لا تلوموا الغرب حين يكشفون لنا تصورهم عبر الإفلام و بالصور المسيئة للإسلام وللنبي عليه السلام ، بل علينا ان نلوم أنفسنا وتاريخنا واصحاب الفتاوى بالقتل والاغتصاب وحين يرى تعاملنا مع الخصم ومع من يخالفنا الرأي والدين بقتله وردته واغتصاب نسائه وتفجير بيته قتل ابنائه ، حيث لايرى العالم غير تلك الصورة عنا ..
لا تظلموا الغرب كثيرا ، ولا تحملوه وحده كل اسباب تخلفنا وجهلنا وبربريتنا التي خرجنا للعالم بها تحت مسميات الجهاد ودولة الخلافة بطريقة لا إنسانية ولا حضارية ،و حين صمتنا منذ قرون عن ممارسات البعض منا في تعامله مع الأخرين او حتى مع ابناء دينه ، لا نجيد الحوار ولا نجيد التعاطي الحضاري مع الخصم ، بل نعلن مباشرة عن تكفيره وردته والحكم بقتله .
لن يكون الشهيد معاذ الكساسبة اخر ضحايا القتل والإرهاب وفتاوى الدم والقتل التي انتشرت في بلاد العرب والمسلمين خدمة لأجندتهم ومخططاتهم تحت مسميات الدولة الغسلامية ومحاربة الأعداء ، بل سيستمر القتل طالما أننا نعتبر الاقتراب من بعض اصحاب الفتاوى محرما " لايجوز نقدهم ولا انتقاد فتاويهم " ! ولطالما بقينا خانعين صامتين لانشير الى مواطن الخلل في تاريخنا ومنهجنا المخالف كل الاختلاف لأوامر الله عز وجل و لمنهج وفكر النبي عليه السلام ، المطلوب اعادة الصفاء والنقاء وازالة ما علق بديننا من " مسخ " مخطط ومرسوم له ينفذه بكل أسف ابناء جلدتنا من المهووسين " السيكوباثيين " الذين اختارهم اعداء الغرب بعناية لتنفيذ تلك المخططات ومهدوا لهم كل السبل كي يربحوا معارك هنا وهناك،وكي يتبعهم "الغاوون " ممن تسحر عقولهم مقولات دولة الخلافة وما شابهها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات