قراءة نفسية لإعدام الشهيد الكساسبة


في مشهد سينمائي سريالي مرعب وبشع ظهر الشهيد معاذ الكساسبة خلال إعدامه حرقاً .. ليمسي الأردنيين ويبات من نام منهم على صدمة إعدام معاذ !

قمت بتفحص الفيديو والصور المتوفرة عن الحادثة والتدقيق بهما وقراءتهما من الناحية النفسية، فتوصلت إلى دلالات هامة، قد توصلنا إلى فهم أكبر لما جرى لمعاذ، وهي:

• الفيديو المذاع مغاير عن الفيديوهات السابقة لإعدام رهائن داعش بعناصر كثيرة، فهو مُعد بجودة فنية وإخراجية عالية، ومصور من جهات وكاميرات عديدة، وعلى طريقة السينما السريالية (المرعبة)، وبأكثر من مكان (داخلي وخارجي) وبوقت أطول (20 دقيقة) وبوجود عدد كبير من مقاتلي داعش .. بمعنى أن داعش أراد بهذا الفيديو حرباً نفسية لبث الرعب بين الذين يحاربونه، ويحاول ثنيهم عن هذه الحرب.

• ظهر في الفيديو مباني مهدمة ومباني قائمة مبنية حديثاً (بدون قصارة) حيث يُشاهد الطوب المبني بها، وهو الطوب المستخدم بالبناء في سوريا، مما يدل أن التصوير تم في سوريا وليس العراق (البلد الثاني لتواجد داعش) واستمراراً لذلك فقد كان الجو أو حالة الطقس الذي تم التصوير فيه لمسرح الإعدام المفترض، مشمساً ومعاذ يرتدي (الكم القصير) وليس بماطر او غائم، وهذا يتعارض مع الرواية الرسمية الأردنية بأن إعدام معاذ تم بتاريخ 3-1-2015 وهو الوقت الذي شهدت فيه منطقة بلاد الشام منخفض جوي حاد وعاصفة ثلجية، وعلى الأغلب فإن الحكومة الأردنية أدعت ذلك التاريخ لتبرر للأردنيين وتقنعهم بأن الإعدام قد حصل منذ شهر، وأن كل محاولاتها بالتفاوض أو مبادلة الأسرى كانت مناورات من داعش لا ذنب لها بها. وقد يكون تاريخ تصوير الفيديو هو نفس تاريخ مقابلة معاذ مع مجلة دابق أواخر شهر 12_2014.

في تفسير لغة الجسد (اللاشعور) عند معاذ نصل الى كثير من الرسائل والدلالات، منها:
• خلال حديث معاذ وكلامه وهو جالس ظهر اسوداد حول عينه اليسرى، تدل على تعرضه للضرب أو التعذيب قبل ذلك، وظهرت ذقنه غير محلوقة من بضعة أيام فقط؛ أي أنه كان يسمح له قبل تصوير الفيديو بحلاقتها كما اعتاد، ولم يرد بحديث معاذ وصية لزوجته أو عائلته، أو تطرق لموضوع التفاوض أو مبادلته بأسرى أو مطالب لداعش.

• الهيئة التي ظهر بها معاذ بمشيته وتعاملة مع المسلحين الملثمين بجانبة كانت منسقة ومنتظمة، وليس مشية وردة فعل الشخص الذي يعيش المشهد لأول مرة، بمعنى انه على الأغلب تم تدريبه على الأداء الذي ظهر به، وربما عمل (بروفات) للمشهد، ليوصل بالصورة التي أرادها داعش. مع الانتباه الى أن داعش لم تراع أنه مسلم أو عربي لأجل شعبيتها على الأقل ، بل بالعكس أظهرت وحشية غير مسبوقة.

• لم يبدي معاذ مقاومة تذكر أو تردد أو تراجع خلال مسيره باتجاه القفص الحديدي، ولم يقم بالالتفات للخلف، وخلال مسيره وتفحصه بالنظر للمشهد حوله، لم تظهر عليه الأعراض الفسيولوجية المعروفة بمواقف الخوف، كالذعر والخوف والترقب وسرعة التنفس الناتجة عن تسارع دقات القلب وشحوب الوجه والتعرق ورجة الرجلين واليدين والشفتين وفرقعة الأصابع، وظل مسدل يديه طيلة الوقت، رغم ارتداءه لبدلة الإعدام البرتقالية ومشاهدتها مبتلة عند بطنه وصدره (على الأغلب مادة اشتعال) داخل القفص، وكانت إيماءات وجهه، وفتح فمه وظهور الأسنان منها توحي بشخص يشعر بالاستغراب والتأثر وليس شخص سيلاقي مصيره أو الخوف كما قلنا.

• خلال إشعال أحد عناصر داعش لخط النار المتصل ما بينه وبين قفص معاذ، ومسير النار إلى القفص وحتى اشتعالها بمعاذ، لم يصدر من معاذ ردود أفعال معتادة قبل الموت من قبل المسلمين، مثل نطق الشهادة أو الإشارة بالأصبع الشاهد، أو الأصبعين الشاهد والأوسط دلالة على النصر أو الشهادة، ولم يحرك شفتيه للتلفظ بهما أو بغيرهما من الكلام الديني المتوقع، كما لم يطلب منه ذلك، مثلما لم يصدر من معاذ رد فعل دفاعي بحالات الاحتراق او الاشتعال عادة، مثل التمرغ بالتراب أو محاولة الخروج من القفص.

الإشارات السابقة ودلالتها، تضعنا أمام احتمالات عديدة غير معروف أصدقها حتى ألان بموضوع الشهيد معاذ، فكما يبدو أن هناك حلقات مفقودة.



تعليقات القراء

أردني فهمان
أوافق اخي الكاتب في بعض الأشياء و اختلف معه في أشياء اخرى
قبل وصول النار الى الشهيد البطل كان يرفع يديه و يدعي الى الله
كان ثابتاً جداً
والله أنا لا اعرفه و لكنه اخي و هو في قلبي
رحمه ربي
04-02-2015 02:24 PM
للحق ولتصحيح المعلومه
اخالفك بالرأي بالنسبة للطقس فقد كان طقس مشمس والمنخفض كان بتاريخ ٨ كانون الثاني ٢٠١٥ وليس كما ذكرت لأنني كنت عائد من العمرة في هذا التاريخ
04-02-2015 03:55 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات