تسكع اعلامي محلي وحقيقة ديمقراطية مؤلمة


يبدو أنّ الواقع الاقتصادي والسياسي الأردني رمى بكل ثقله سلبياً على جودة الاعلام المحلي فأصبح الصوت الاعلامي مشوه وقليل الحيلة لا يليق بعقول اهل العزم ..
أنّ اثبات حُسن النوايا والترويج الوطني بشعارات الانتماء والولاء لن يخدُم للود قضية ما دمنا خلطنا مصلحتنا الشخصية ورأينا الاقتصادي والسياسي والديني المعارض بقضايا حساسة ذات شأن خاص تستدعي التروي والحنكة على المستوى الاقليمي والعالمي .

ان تشريع نوافذ الوطن لصيادي المياه العكرة سيأخذ المجتمع الى هاوية لا قاع لها,في حين أن المنفذ السياسي الرسمي الحذر والدقيق الحصري المعلومة صاحب الاختصاص في التعامل مع هكذا قضايا...

انّ الجملة الجوهرية التي صرح بها الوزير المختص واضحة ومنطقية : (الجانب الأخر لم يظهر أي جدية في قضية الطيار)...حتى أن الجهة الداعشية المبهمة المكان والعنوان لم تخاطب اليابان وانْ أظهر فيديو الرهينة الياباني غير ذلك, بل هي رسالة وخطاب مباشر الى الشارع الاردني الذي لم تنطلي عليه تلك المناورة الاعلامية التي قصد منها خلخلة الجدار الوطني والاستقرار الامني والسياسي ولا غرابة في ذلك حين نحن في حرب تحالفية عسكرية ضد ذلك التنظيم .

لا بد لتسكعنا الاعلامي ان يقف ويعيد النظر في اسلوب الطرح ويعتمد المنهجية الجادة نحو اعلام راقٍ وان يُركّز على الحالة الاقتصادية والاجتماعية الحالية التي هي أولوية الطبقة الكادحة.... المواطن الاردني ما زال شاحب الوجه أمام ارتفاع الكهرباء و هائم الوجة في تحسين مدخوله الذي لا يكاد يلحق بالمتطلبات الاساسية لحياة أجتماعية عفيفة... فالاستقرار الأمني هو نتيجة طبيعية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي,وهو تباهي اعلامي سياسي سخيف وقصير المدى في مجتمع ما زال يعاني الامرّين من فساد مزمن ومستفحل .

أمّا على الجانب الرسمي فقد بات جلياً عمق الهوة بين الأعلام المعارض والحكومة, وأنّ الحوارات الوهمية التي كانت تنظمها الحكومة قد همشّت جزءاً لا يستهان به من اصحاب الرأي الاخر والفكر المعارض البنّاء المحلي وأنّ الصورة الحقيقية للشارع الاردني ما زالت محجوبة عن أصحاب القرار السياسي على أعلى المستويات. والدليل على ذلك ضعف الثقة بالسياسات الحكومية والاستهتار الشعبي بالقرارات والحركات الرسمية التي طالما بحثت عن استعطاف شعبي وتودد بأتجاه التأييد.بل أنّ الترويض الرسمي للأعلام عَجِز فبات يأخذ منحناً خشنا أخر بعيداً عن النقاش الهادف والبنّاء.

وفي لحظة اعلامية خاصة نود من التلفزيون الاردني وهو الملجأ الاعلامي الوحيد للمعلومة الرسمية أن يرقى بطرحه بعيداً عن المزايدات وحوارات التبرير ومداعبة عقول المثقفين الاردنيين من خلال الانتقائية الضعيفة لنوعية المحاور أو ضيف الحلقة, نحن في عام 2015 ميلادي يا جماعة ...
الاردنيون كما يعرفنا الاخرون عقلاء طيبون ومؤمنون بقضاء الله وقدره, ان فرّقنا الحدث جمعنا الود وان لوعنا الفقر بلسمنا صوم رمضان...جرحنا واحد فليأخذ وقته في الشفاء وقدسنا صامد وانْ تجمع الاعداء....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات