قبل ثلاث سنوات كانت طفلتي شهد تحمل بيدها العلم وانا أجول بها في السيارة في شوارع عمان في ذكرى الاستقلال ..
أخرجت طفلتي ذات الثلاث زهرات من السنين العلم من شباك السيارة فما كان من ريح الوطن إلا أن داعبته برفرفات المجد وأصبح يصدر صوت رفرفة وحسب وصف طفلتي شهد هي .. خشوشة ..

ومع المسير في ثنايا المجد انتزعت ريح العز الأردنية العلم من يد طفلتي وذهبت به إلى حيث قدر الله فصاحت ابنتي شهد باكية ( خشويشتي ) !!

ابنتي بكت بمرارة على ( خشويشتها ) لانها ببراءة الطفولة عشقت العلم وكانت تشعر في وجدانها وبكل ملائكية أن لهذا العلم الزاهي المتزين بألوان المجد والسؤدد والتاريخ قيمة .. وقيمته لديها بمقدار براءتها وطفولتها ولكنها عشقت العلم لأنه رفيق ساعة في الدرب ..

بعض الناس تولد وتعيش عقودا من الزمن وتخدم في كنف العلم الأردني وتقسم على الوفاء له بأن يبقى خفاقا لا ينزل الأرض وتخونه في أول مناسبة ..

ابنتي .. حبيبتي .. شهد .. علميهم قيمة العلم .. قولي لهم أنه راية الرسول صلى الله عليه وسلم .. وأنه تاريخ الأمويين والعباسيين والفاطميين وأنه صبغ بلون دماء الشهداء وان سره فاتحة الكتاب ..

قولي لهم يا ابنتي انك بكيتي على العلم ولم تقبضي فلسا واحدا وأنهم قبضوا الخزائن باسم العلم وما بكوا عليه عندما حلق على أجنحة طيارنا الأسير بل مرقوا منه كما يمرق السهم من الرمية ومردوا على النفاق والشقاق باسم العلم على أكتاف طيارنا الاسير ..

قولي لهم يا ابنتي انك ترسمين صورة ( ملكنا ) على جدران المنزل وعلى رأسه التاج وأنك وكزتي والدك بقبضتك يوما عندما قال وهو يعلق على خطاب العرش في مجلس الأمة أن الملك ( مو مركز بالكلام ) ..

ابنتي شهد .. تعلمت منك عشق الأردن وتقديس العلم واحترام الملك .. علميهم وفقهيهم ما يعني انتمائك للأردن ..

قولي لهم يا شهد يجوع الحر ولا يأكل بثديي الوطن ..
قولي لهم يا شهد أننا أصحاب معركة وقضية ..
قولي لهم يا شهد أن الأردني قامة وهامة لا تنحني إلا لله ..
قولي لهم .. واسأليهم .. هل بكيتم على العلم مثلي ثم انظري في عيونهم هل يقنعك صدقها أن قالوا نعم ..
يا ابنتي .. انا تعبت .. وقدرنا أن اسلمك العلم ..