احذر .. منطقة كاميرات!


خبر محلي جميل ربما فاجأ البعض, جاء الخبر على النحو الأتي: تبدأ أمانة عمان منتصف الشهر المقبل بتشغيل(12)كاميرا جديدة تم تثبيتها مؤخرا على شوارع العاصمة، حسب ما كشف عنه مدير دائرة الإدارة المشتركة المهندس «الفاعوري», وأكد الفاعوري أن الهدف من هذه الكاميرات هو رفع مستوى السلامة المرورية وضبط إيقاعها على الطرقات داخل حدود أمانة عمان, وأضاف الخبر قائلا: لم تكن هذه الكاميرات يوماً لأي أهداف مادية.

أنا طبعا لم ولن أفاجأ بمثل هذه الكاميرات, فانا صديق للكاميرات, فقد مررت سابقا أمام الكثير من الكاميرات: فمثلا مررتُ بكاميرات مراقبة في المؤسسات الاستهلاكية, ومررتُ بكاميرات مراقبة في بعض المطارات, ومررت بكاميرات مراقبة في مكتبات الجامعات التي درست فيها, ومررتُ بكاميرات مراقبة في البنوك, .. صدقوني إنني مررتُ بكل هذه الكاميرات, هذه الكاميرات عادلة منصفة غير متحيزة لا تميز بين زيد وعمر, فقط تحدد الأشخاص المخالفين كان من كان دون إيذاء أو إزعاج, ..نعم في كثير من الحالات كنت اُحيي عدسات هذه الكاميرات مبتسما, وبكل صراحة في كل الحالات التي مررتُ بها من أمام هذه الكاميرات لم اخفي ملامح وجهي, ولم أغير من نبرة صوتي, لم أسرع أو أتباطأ في خطوات سيري, ولم أضع يدي على محفظتي, كل ذلك طبعا لسبب بسيط هو أنني كنت أسير في خطوط مستقيمة, وابتعد ما أمكن عن الخطوط المنحنية «الملتوية».

لكن للأمانة استطاعت إحدى الكاميرات ذات الحساسية العالية والموجودة «بداخلي», استطاعت ذات يوم من تحرير مخالفة في حقي, ..المخالفة كانت باختصار انه في إحدى الجلسات الاجتماعية الأسرية, في ليلة ماطرة, صاحبها انقطاع للتيار الكهربائي, قمت بتجاوز احد الجالسين من أبنائي وكان اسمه الأول«انس», وفي نفس الجلسة مقاطعة احد المتحدثين من أبنائي أيضا وكان اسمه الأول«يزيد», هذه الكاميرا الموجودة «بداخلي» رصدت الموقفين بدقة عالية, ودون أي تحيز, ..حاولتُ وقتها مسح هذه المخالفات, أو تخفيض قيمتها, لم أتمكن من ذلك, يبدو أن قيمة هذه المخالفات تضاعفت لاحقا لأنني لم ادفعها, ..اقصد لم اعتذر من أصحابها وهم أبنائي لحظة ارتكاب هذه المخالفات, فالخطأ خطأ, لا يقتصر على كبير ولا على صغير, لا يقتصر على فقير أو على غني, أو على ..., المهم تشخيص الخطأ وتحديده , وتخفيض مستويات الوقوع به.

بقي أن نقول: رفع مستوى السلامة المرورية وضبط إيقاعها على الطرقات داخل حدود أمانة عمان أو دخول المركبات في غير الأوقات المخصصة، والسرعة الزائدة، واستخدام مسرب خاطئ، وحزام الأمان واستخدام الخلوي وانتهاء ترخيص المركبات, إضافة لمخالفة قطع الإشارة الضوئية الحمراء من قبل الكاميرات المثبتة عليها, كل ذلك لا نحتاج فقط إلى كاميرات رصد ومراقبة على الطرقات, وإنما نحتاج أيضا إلى «ضمائر» حية نؤسس لها داخل كل واحد فينا, مكتوب على هذه «الضمائر» وليس على الشواخص المتواجدة على الطرق, مكتوب عبارة احذر..منطقة كاميرات, فأن كتبت على «الضمائر» فلن تصدأ



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات