نتانياهو يأمر، وأمريكا تطيع
من وراء ظهر البيت الأبيض، تلقى نتانياهو دعوة من رئيس مجلس النواب عن الحزب الجمهوري جون باينر لزيارة أمريكا، وإلقاء كلمة إسرائيل على أعضاء الكونجرس الذين سبق وأن صفقوا لنتانياهو وقوفاً واحد وثلاثين مرة في شهر مايو سنة 2011، حين ألقى عليهم خطبته الشهيرة عن حقوق إسرائيل الدينية والتاريخية بأرض فلسطين.
من حق نتانياهو أن يتفاخر بأنه الزعيم العالمي الوحيد بعد رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل الذي يلقي خطابة للمرة الثالثة على مسامع الكونجرس، في الوقت الذي يقدم فيه الرئيس الأمريكي تقريره السنوي أمام أعضاء الكونجرس وقوفاً، ومن مكان منخفض نسبياً عن المكان الذي يجلس فيه بقية أعضاء الكونجرس.
فهل قصد نتانياهو من زيارته لأمريكا، ومخاطبته الهيئة الدستورية الأولى توجيه رسالة تحد للرئيس الأمريكي نفسه، وإشعاره المسبق بقوة اللوبي اليهودي القادر على تحريك السياسة الأمريكية في الاتجاه الذي تفرضه مصالح المتطرفين اليهود؟
لقد حث السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، وأعضاء اللوبي المؤيد لإسرائيل أيباك لقد حثوا أعضاء الكونغرس على تشريع عقوبات جديدة ضد إيران، وهذا ما طرحه نتانياهو في جميع اللقاءات التي عقدها مع المشرعين الأمريكيين، والتي كان آخرها اللقاء الذي عقده قبل أسبوع مع وفد برئاسة السناتور الجمهوري جون ماكين، وكان السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي زار إسرائيل مرتين في الأسابيع الأخيرة، الأكثر صراحة. حين قال: إن مجلس الشيوخ سيتبع الخط الذي يقوده نتنياهو” في الموضوع الإيراني.
فلماذا تعمد نتانياهو إحراج الرئيس الأمريكي، واقتحام الكونجرس من وراء ظهره طالما كان موقف الكونجرس الأمريكي مؤيداً لفرض مزيد من العقوبات على إيران؟ ولماذا غضب البيت الأبيض وقرر مقاطعة نتانياهو عند زيارته لامريكا؛ بحجة عدم التدخل في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية من جهة، وبحجه تأثير نتانياهو السلبي على السياسة الأمريكية؟.
لقد نجح نتانياهو حتى الآن في تأجيل موعد إلقاء الخطاب من شهر شباط إلى شهر مارس، قبل أيام من موعد الانتخابات الإسرائيلية، فهل معنى ذلك أن الرجل يثق من اللوبي اليهودي، ومن قدراته في تغيير موقف الإدارة الأمريكية حتى ذلك التاريخ؟ هل بات نتانياهو أكثر ثقة باللوبي اليهودي إلى حد أنه سيفرض اللقاء على الرئيس الأمريكي فرضاً؟ هذا ما يحاول أن يروج له أنصار نتانياهو، وهم يرددون، إن الخطاب سيمنح نتانياهو فرصة لشكر الرئيس أوباما والكونغرس والشعب الامريكي على دعمهم لإسرائيل. بل وصلت التبجح بنتانياهو أنه قال: إن دعوته الى الكونغرس تعكس العلاقة الحميمة بين إسرائيل وأمريكا.
المعسكر الصهيوني في إسرائيل غاضب من زيارة نتانياهو للكونجرس، ومكمن الغضب ليس الاحترام للإدارة الأمريكية التي أهينت، ولا هو الخوف من انقلاب الموقف الأمريكي، المعسكر الصهيوني يخشى من تأثير الزيارة السلبي على الناخب الإسرائيلي الذي تظهر استطلاعات الرأي على أنه لما يزل الشخصية التي تحظى بثقة الإسرائيليين، وتنال إعجابهم.
المعسكر الصهيوني يدرك أن كل هذه الزوبعة التي تثيرها الصحافة عن غضب الإدارة الأمريكية لن تصمد كثيراً، وسيضطر البيت الأبيض إلى استقبال نتانياهو، والاستماع إليه، وهذا ما يجب أن يدركه العرب الذين ما زالوا يجهلون سر العلاقة القائمة بين أمريكا وإسرائيل، حتى اعتنق بعضهم نظرية الوهم التي تقول: طالما كانت إسرائيل رأس حربة للمصالح الأمريكية في المنطقة، فلماذا لا نتعاون مع أمريكا حتى النهاية، حتى نقطع على إسرائيل طرق الامداد.
إن عناد نتانياهو، وإصراره على اقتحام البيت الأبيض من خلال الكونجرس الأمريكي ليؤكد أن أمريكا بكل مؤسساتها هي رأس حربة لمشروع دولة اليهود، دولة اليهود التي توظف رأس المال والإعلام والدهاء والبلهاء لتحقيق الحلم التوراتي المزعوم
من وراء ظهر البيت الأبيض، تلقى نتانياهو دعوة من رئيس مجلس النواب عن الحزب الجمهوري جون باينر لزيارة أمريكا، وإلقاء كلمة إسرائيل على أعضاء الكونجرس الذين سبق وأن صفقوا لنتانياهو وقوفاً واحد وثلاثين مرة في شهر مايو سنة 2011، حين ألقى عليهم خطبته الشهيرة عن حقوق إسرائيل الدينية والتاريخية بأرض فلسطين.
من حق نتانياهو أن يتفاخر بأنه الزعيم العالمي الوحيد بعد رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل الذي يلقي خطابة للمرة الثالثة على مسامع الكونجرس، في الوقت الذي يقدم فيه الرئيس الأمريكي تقريره السنوي أمام أعضاء الكونجرس وقوفاً، ومن مكان منخفض نسبياً عن المكان الذي يجلس فيه بقية أعضاء الكونجرس.
فهل قصد نتانياهو من زيارته لأمريكا، ومخاطبته الهيئة الدستورية الأولى توجيه رسالة تحد للرئيس الأمريكي نفسه، وإشعاره المسبق بقوة اللوبي اليهودي القادر على تحريك السياسة الأمريكية في الاتجاه الذي تفرضه مصالح المتطرفين اليهود؟
لقد حث السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، وأعضاء اللوبي المؤيد لإسرائيل أيباك لقد حثوا أعضاء الكونغرس على تشريع عقوبات جديدة ضد إيران، وهذا ما طرحه نتانياهو في جميع اللقاءات التي عقدها مع المشرعين الأمريكيين، والتي كان آخرها اللقاء الذي عقده قبل أسبوع مع وفد برئاسة السناتور الجمهوري جون ماكين، وكان السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي زار إسرائيل مرتين في الأسابيع الأخيرة، الأكثر صراحة. حين قال: إن مجلس الشيوخ سيتبع الخط الذي يقوده نتنياهو” في الموضوع الإيراني.
فلماذا تعمد نتانياهو إحراج الرئيس الأمريكي، واقتحام الكونجرس من وراء ظهره طالما كان موقف الكونجرس الأمريكي مؤيداً لفرض مزيد من العقوبات على إيران؟ ولماذا غضب البيت الأبيض وقرر مقاطعة نتانياهو عند زيارته لامريكا؛ بحجة عدم التدخل في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية من جهة، وبحجه تأثير نتانياهو السلبي على السياسة الأمريكية؟.
لقد نجح نتانياهو حتى الآن في تأجيل موعد إلقاء الخطاب من شهر شباط إلى شهر مارس، قبل أيام من موعد الانتخابات الإسرائيلية، فهل معنى ذلك أن الرجل يثق من اللوبي اليهودي، ومن قدراته في تغيير موقف الإدارة الأمريكية حتى ذلك التاريخ؟ هل بات نتانياهو أكثر ثقة باللوبي اليهودي إلى حد أنه سيفرض اللقاء على الرئيس الأمريكي فرضاً؟ هذا ما يحاول أن يروج له أنصار نتانياهو، وهم يرددون، إن الخطاب سيمنح نتانياهو فرصة لشكر الرئيس أوباما والكونغرس والشعب الامريكي على دعمهم لإسرائيل. بل وصلت التبجح بنتانياهو أنه قال: إن دعوته الى الكونغرس تعكس العلاقة الحميمة بين إسرائيل وأمريكا.
المعسكر الصهيوني في إسرائيل غاضب من زيارة نتانياهو للكونجرس، ومكمن الغضب ليس الاحترام للإدارة الأمريكية التي أهينت، ولا هو الخوف من انقلاب الموقف الأمريكي، المعسكر الصهيوني يخشى من تأثير الزيارة السلبي على الناخب الإسرائيلي الذي تظهر استطلاعات الرأي على أنه لما يزل الشخصية التي تحظى بثقة الإسرائيليين، وتنال إعجابهم.
المعسكر الصهيوني يدرك أن كل هذه الزوبعة التي تثيرها الصحافة عن غضب الإدارة الأمريكية لن تصمد كثيراً، وسيضطر البيت الأبيض إلى استقبال نتانياهو، والاستماع إليه، وهذا ما يجب أن يدركه العرب الذين ما زالوا يجهلون سر العلاقة القائمة بين أمريكا وإسرائيل، حتى اعتنق بعضهم نظرية الوهم التي تقول: طالما كانت إسرائيل رأس حربة للمصالح الأمريكية في المنطقة، فلماذا لا نتعاون مع أمريكا حتى النهاية، حتى نقطع على إسرائيل طرق الامداد.
إن عناد نتانياهو، وإصراره على اقتحام البيت الأبيض من خلال الكونجرس الأمريكي ليؤكد أن أمريكا بكل مؤسساتها هي رأس حربة لمشروع دولة اليهود، دولة اليهود التي توظف رأس المال والإعلام والدهاء والبلهاء لتحقيق الحلم التوراتي المزعوم
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |