فلسطين هي الدولة الوحيدة المحتلة


فلسـطيـــن هــي الدولــة الوحيـــدة في العالـــم التي ما زالــت أرضهــا محتلـــة ، مـن ظلــــم وتؤامـــر العالـــم عليهــا منــذ أن أهـدتهـا بريطانيـــا إلى الصهاينــة بقـــرار بلفـــور الجائـــر كي تقــام لهــم دولـــــــة إســرائيــل المزعومـــة ، مــرورا بإعتراف الأمـم المتحـدة بذلك الكيــــان المصـطنــع ، والقـرارات التي صـدرت منذ ذلك الحيــن التي تعــزز من وجــوده وأهمهــا قرارات التقسـيـم التي صاغهـا ســايكــس وبيكـــو وزيـرا خارجيــة رؤوس الإستعمـار بريطانيـــــا وفرنســـــــا . 
فلسـطيـــن كانـت مشـروعـا للإحتـلال منــذ أن أخــذت الدول الغربية تبحــث عن مكــان ظاهـــره إنشــاء وطــن قومــي لليهــود ، وباطنـــه كي يتخلصــوا من اليهــود الذيــن يسـيئـون ويمكــرون أينمــا تواجـــــدوا ، فاسـتقــر بهــم الأمــر إلـى أن تكـون فلسـطيــن هي الأرض الموعودة ، لأسباب يطول شـرحهــا وبعــد أن رفـض الصهاينــة عــدة عــروض ليكــون وطنهــم في غيــر فلسـطيـــن ،
فلسـطيــن بأهلهــا رفضـت منذ ذلك التاريـخ كل ما يحـاك حولهــا من مؤامــرات، برغــم الإمكانيــات الضئيلــة التي تملكهــا ، والهجمــة الشـرســة التي أعـدها الصهاينــة بالتعـاون مع دول العالم وخاصة بريطانيــا وفرنســا ، وضعـف الموقـف العربي والإسـلامي الذي لم يتحــد على موقــف قوي معارض يمنــع تنفيــذ ما هــو مخـطط لـــه ،
قامــت المظاهـرات والإضرابــات والمقاومــة المسـلحــة الفلسـطينيــة ، وتدخل نـواة جيــش عربي لمساعدتهم بإمكانيــات بسـيطـة ومنهـا أسـلحـة فاســـدة ، ورغـم إسـتبسـال من شـارك في تلك المعــارك لم ترجـح كفتهــم على اليهـود الذين كانوا مـدججيــن بكل أنواع الســلاح ، وفتــح أبواب التطـوع والهجــرة لليهــود لفلسـطيــن ليشـاركـوا القوات التي كانت قــد أعـدتهــا بريطانيــــا لتكــون رأس الحربـة في بدايــة المعركـة لتثبيــت اليهـــود ،
ولــم يتوقــف الدعــم والتآمــر على فلسـطيــن خاصـة بعـد أن دخلــت الولايات المتحـدة الأمريكيــة على ما يجـري بقـوة وخاصة لما يتوفــر لهــا من إمكانيــات ، ولما لهــا من أطمـــاع بأن تكون الدولة المصطنعة لها مخلبا وقاعـدة للتوســع والسيطرة على خيــرات الوطــن العربي ، وهــذا مـا أكــدتــه الســنيــن والأحــداث ،
إن ما يجــري الأن في فلسـطيــن يلخـص كل أنـواع الظلــم في العالــم لشـعب كـان مطمئنــا ومسـالمـا في وطنــه ، لينتــزع منـه ذلك الوطــن ، ويســلم لشـعـب مشــرد لا يربـطــه ببعض الا صلـة الديـــن والعنصريــة ، وقــد كان للموقــف العربي خاصة والإسـلامي عامــــة بحكــم كل منهم له حسـاباته ومصالحــه ما شــجع ما جــرى وعــزز من تشـبث وتوســع الصهاينــة حتى على ما حــدد لهم من قرار التقســيم ،
كل قوانيــن الأمـم المتحــدة ، وقوانيــن العالــم الحــر ، تؤيــــد كل دولة محتلـــة أرضهــا بالمقاومـة حتى تحريرهــا ، وقـد لعبــت الولايـات المتحـدة الأمريكيــة وبعض الدول الغربيــة في تثبيــت تلك القوانيــن فعــلا ، حيث تدخلت لمساعدة الدول التي أحتلــت أراضيها وما حصـل في حرب الخليــج ليس ببعيــد عنــا عندما إحتلــت العراق دولة الكويــت ،
ولكـن في إحتلال فلسـطيـن ، تقف الدول التي تدعي الحرية في عكس مبادئهــا ، عندما تشجع الصهاينة وتدعمهـم في التوســع والتشـبث بالأرض ، وقــد وقفــت الى جانبها في كل الحروب التي خاضتها ، واستغلت حـق النقـض (الفيتـو) الذي تملكـه في إفشـال كل القرارات التي صدرت من الأمم المتحـدة التي تدعـم حريــة الشـعب الفلسـطيني وحقـه في إعادة وطنــه والتعويض عما تعرض له ،
إن الإرهاب الذي تبنته أمريكا وكثير من الدول الغربية عمليا وتعارضه نظريا هو من أجل مصالحها ومن أجل أن يكون ذلك دعما للصهاينة في جرائمهـم المرتكبة في الوطن العربي عامة وفلسـطين خاصـة ،
إن ما يقــوم بــه الشـعب الفلسـطيني في فلسطين المحتلة هو من حقــه المشـروع في المقاومــة حتـى تحريــر ترابــه المدنس من الصهاينــة ، وإسـترداد كل الحقـوق التي سـلبــت منــه عنــوة ، وعــودة المهجريــن منهـا وتعويضهــم عما خسـروه وفقــدوه وعانــــوه ،وهـو ليس له علاقــة بالإرهــاب الذي يجــري هنــا وهنــاك وإن تســتر بســتار الديــن والديــن منــه بــراء ، ويجـب على العالــم الحــر أن يقــف إلى جانبــه في تحقيــق ذلـــك لا أن يحملــوه مــالا دخـل لــه فيـــه،
أما الدول العربيــة والإسلامية فهي مطالبـة بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني بكل ما تملك وهي تعلم أن القـدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ،وأن فلسـطين والأرض التي تحيط بها قـد باركهــا الله تعالى ، تـدنس من قبل الصهاينـة ، وأن عـودة فلسـطين لأهلهـا لن يكــون بعــده أي ذريعــة لأمريكـا وغيرها في التدخــل بأي شــأن عربـــي لأنها هي جوهــر الصــراع ، وبعـودة الحقوق لأهلهــا ســتتفرغ الدول العربيـة في إصـلاح أحوالهــا والإنطـلاق لمسيرتها كي تجـاري الدول المتقـدمــة الأخـــرى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات