فروة بن عمرو الجذامي والإرهاب الأوروبي


قال ابن اسحق: وبعث فروة بن عمرو الجذامي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا بإسلامه وأهدى له فرساً يقال له "الظّرِب" وبغلة بيضاء وأثواباً وقباء وكان فروة عاملاً للروم على من يليهم من العرب وكان منزله "معان" وما حولها من أرض الشام.

فلما بلغ الروم ذلك من اسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه عندهم فقال في محبسه ذلك :
طرقتُ سُليمى موهناً أصحابي***والروم بين الباب والقروانِ
صدّ الخيالُ وساءه ما قد رأى***وهممتُ أن اغفي وقد أبكاني
لا تْكحِلنّ العينَ بعدي إثمُداً*** سلمى ولا تدينُ للإتيانِ
ولقد عَلمتَ أبا كُبيشة أنني***وسط الأعنةِ لا يَحِصُ لساني
فلئنْ هلكتُ لتفقدنّ أخاكمُ***ولئن بقيتُ لتعرفنّ مكاني
ولقد جمعتُ أجلَّ ما جمع الفتى***من جودةٍ وشجاعةِ وبيانِ.

فلما أجمعت الروم لصلبه على ماء يقال له عفراء قال :
ألا هل أتى سلمى بأنّ حليلها***على ماءِ عفراءَ فوق إحدى الرواحلِ
على ناقةٍ لم يضرب الفحل أُمَّها***مشذّبةً أطرفها بالمناجلِ

ويقصد بالناقةِ هنا الأخشاب المرفوعة عالياً التي صُلبَ عليها، وزعم الزهري بن شهاب أنهم لما قدموه ليقتلوه قال :
بلّغْ سُراة المسلمين بأنني *** سِلْمٌ لربي أعظُمي وبناني
ثم ضربوا عنقه وصلبوه على ذلك الماء – يرحمه الله - .

فكان أول شهيدٍ للإسلام في أرض الشام وكان أول أردني ضحية الإرهاب الأوروبيّ القديم المستمر حتى اليوم .

هذه جينات الأوروبيين وطبيعتهم العدوانية من قديم وعلى الدوام وحتى اليوم في تعاملهم مع العرب والمسلمين يعتدون علينا ويحتلون أرضنا ويستعمرون بلادنا ينهبون ثرواتنا مباشرةً أو بواسطة وكلائهم ويترفهون هم وأبناءهم وأحفادهم على حسابنا.

فهذا الزعيم العربي الأردني فروة بن عمرو الجذامي ماذا فعل لهم ؟! لمجرّد أنه أسلم لرب العالمين أخذوه وحبسوه في "غوانتانامو" ذلك الزمان، وبعد أن عرضوا عليه العروض، أصرّ الرجل على إسلامه فأخذوه وصلبوه بين أهله وناسه ليكون عبرة لهم حتى لا يفكّر أحدٌ منهم بالإسلام.

ورداً على ذلك خلفه على "قومه رفاعة بن زيد" فذهب في عشرة من قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وأخبره الخبر وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً
"بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتابٌ من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد، أني بعثتُه إلى قومه عامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله ورسوله فمن أقبل ففي حزب الله ومن أدبر فله أمان شهرين" فلما قدم رفاعة إلى قومه أجابوا وأسلموا.

هؤلاء هم الأوروبيون الذي أستعمروا وطننا العربي طوال القرن الماضي فقتلوا ثمانية ملايين عربي مسلم في الجزائر وحدها وحدّث ولا حرج عن ليبيا وفلسطين والأقطار الأخرى.

هؤلاء هم الأوروبيون الذين صنعوا ليهودهم دولة في قلب عالمنا العربي الإسلامي – فلسطين – فقتلوا من قتلوا من أهلها وشرّدوا من شردوا وينكّلون الآن بمن أصرّ على البقاء في أرضه وبيته فيحرقون أطفالهم أحياناً ويقصفونهم بالطائرات وبالقنابل الفسفورية ويهدمون منازلهم ويقتلعون أشجارهم ويحرقون مساجدهم .

هؤلاء الأوروبيون لهم جينات عدوانية ليس على العرب والمسلمين فحسب إنما أغرتهم القوة حتى على الهنود الحمر في أمريكا الشمالية فأبادوهم وحلّوا محلهم بدولةٍ سمّوها الولايات المتحدة الأمريكية مؤسسها "جورج واشنطن" إنجليزي الأب والأم ثم ذهبوا إلى جنوب أفريقيا فاحتلوها وأرهبوا أهلها بالحديد والنار حتى كتب الله لشعبها الأفريقي الخلاص بعد نضال مرير.

أما الشعب الأسترالي فقد تعّرض لإبادة شاملة على يد هؤلاء الأوروبيين وحلّوا محلهم في استراليا وأقاموا لهم فيها دولة تدين حتى اليوم بالولاء للتاج البريطاني.

هؤلاء الأوروبيون الذين قتلوا الزعيم العربي الأردني فروة بن عمرو الجذامي وصلبوه لإسلامه يعبثون اليوم في بلاد العرب والمسلمين وطائراتهم تجوب سماءنا تقصف في كل مكان لم تسلم منها حتى حفلات الأعراس والمدنيون.

هؤلاء الأوروبيون لهم جينات عدوانية لا تفهم إلا لغة القوة وهاهم في فلسطين ما زالوا يشهدون على أنفسهم بالعدوانية، إنها الطبيعة العدوانية للأوروبيين والتي تغذيها اليوم الصهيونية العالمية، فهل إلى خلاص من سبيل؟!.



تعليقات القراء

رضي الله عنا وعنه
نعم الرجل فروة ونعم الكاتب أنت
23-01-2015 07:34 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات