عاصفة شارلي


كلما فكر الانسان العربي ان ينسى الكوارث التي حلت به على مر السنين، في فلسطين ولبنان والعراق واليمن ومصر وليبيا وسوريا و (الجزائر بلد المليون شهيد من الاستعمار الفرنسي ) , جاءت المصيبة الكبرى عندما قامت اسرائيل بغزو غزة، وقتل وتشريد الاف الفلسطينين . فلم نرى العالم يهتز له جفن ولم يحاول منع الصهاينة من كف جرائمه، التي لا يتحملها الانسان من تشريد وقتل وتجويع . لم نرى زعماء خمسين دولة من العالم شاركوا في مسيرة من اجل الاف الشهداء في غزة . 
وفي تزامن مع مسيرة شارلي ابدو في فرنسا ومشاركة زعماء العالم، وقع تفجير في لبنان في مقهى في طرابلس ،وقتل وجرح الكثير. واكبر المصائب العاصفة الثلجية التي ضربت بلاد الشام، وما نجم عنها من وفيات بسبب التجمد وقلة الغذاء. فاين العالم من هذا الوضع السئ ؟؟؟؟!!!!
لماذا يحرق المسلمون في بورما ويتم تصويرهم ليتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي؟؟؟؟
نتمنى مسيرة بنصف عدد الزعماء في فرنسا لنصرة هؤلاء الضعفاء.

فقد تابعت في الايام الماضية ما تداولته وسائل الاعلام العالمية والعربية من ردود فعل . ما بين انتقاد وما بين تنديد بالاساءة لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام من خلال الرسومات و الكلمات التي مست مشاعر جميع المسلمين في العالم ،بشكل لا يقبله عقل او منطق تحت حجة حرية الرأي و التعبير. فهي تعتبر اساءات مهما كانت المصوغات والاهداف، ولكن الهدف من الاساءة للرسول الكريم حسب رأيي الشخصي هو التحريض على العنف والمواجهة.

فالحرية مسؤولية والتزام لها حدودها، وحدودها احترام الاخر وتقدير مشاعره وعدم الاساءة لمعتقداته الدينية.

وديننا الاسلامي دين محبة وسلام ورحمة للعالمين. فهو دين مليار ونصف مسلم امنوا بكل الانبياء ولم يفرقوا بينهم، فهو دين العدل واحترام حقوق الانسان.

ومن جهة اخرى هنالك قوى عالمية اقتصادية سياسية فكرية واعلامية تغذي الخطاب العنصري الاتهامي ضد المسلمين. ولكن للاسف كعرب ليس لدينا خطاب فكري اعلامي او سياسي يستطيع مواجهة الخطاب المضاد، منذ عام 2006 والرسوم المسيئة مستمرة وكل ما فعله المسلمون تجاه ذلك كان بلا جدوى وحتى المقاطعة فشلنا بها .فنحن الدول العربية لم نفعل شئ سوى الذهاب الى فرنسا لنبرئ انفسنا وديننا .

الاسلام دين الحق لم ولن ينتمي للارهاب اجلا ام عاجلا.

فان كانت فرنسا قد اعلنت الانذار الامني لمقتل الرسامين والصحفيين، فنحن قد رفعنا الانذارات في اهانة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الا رسول الله.

بقلم سمير الزعبي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات