يتم الإعلان قريباً عن مبادرة أردنية مصرية سعودية للحوار بين الثقافات هذا ما سمعناه من الصحافة ، والمعروف أن مصطلح الثقافات مصطلح هش فهنالك مصطلح ثقافة وليس ثقافات فهي لا تجمع والثقافة هي محصلة جزيئات منها التاريخية والسياسية والاقتصادية والأدبية والفنية والفكرية والفلسفية والدينية أم الثقافات ومحصلتها تعطيها نسبة التكامل ولا أعرف ماذا حشر الوسطية والتطرف بهذه الجزيئات وكلاهما لا تمتان للثقافة الدينية التي يدور محور المبادرة حولها باعتبار الدين الإسلامي جاء تاماً كاملاً لكل زمان ومكان ونحن أمة وسطاً وليس ديناً وسطاً ولا يوجد عندنا مصطلح وسط إسلامي أو متطرف وبالنسبة للكفار فأحكام الدين الإسلامي واضحة بهذا الموضوع فلا يتم قتل كافر لكفره ولكن أمرنا بوجوب مقاتلة الكفار وقتلهم في حالات نبذ المعاهدات والمواثيق والاعتداء على المسلمين واحتلال أي شبر من أرضهم وهذه الحالات جميعها متوفرة حالياً ومع هذا نطالب بالوسطية والاعتدال على حساب أوامر ربنا الحكيم الخبير ويزيد الطين بلة إفتاء هذا العصر الذي اختلط بين الموجه والمتبرع والخائف وسيريهم الله جنوحهم عن الحق في الدنيا والآخرة ، وقد استغربت الربط بالمبادرة بين الثقافة والشرائع وبين الثقافة والإرهاب والوسطية والتطرف .

والسؤال هو من الذي يصنع الإرهاب بمفهومه الخاطئ لدى دولنا ؟ أليست هي من تصنعه كردود فعل عند المواطن من الظلم والفقر والبطالة والجوع وعدم المساواة والمحسوبية والطبقية فلو كانت هنالك حياة كريمة للمواطن وللإنسان المسلم لما وجدنا كل هذه الظواهر فلماذا لا نلاحظ تطرفاً بدول الإمارات والدول المرفهة شعوبها في العالم أليس لانها مستقرة اجتماعياً ومؤمنة باوليات حياتها وماذا تنتظر حكوماتنا من شاب أو عائلة فاقدة لمقومات حياتها سوى البحث عن مخرج لها بالرفض والسلوك العدواني والتحدي كردود فعل وبعدم الانتماء بعد أن فاض الاحتقان لديها ولا أعرف هل دولنا تحارب الإرهاب أم أنها ترهب المواطن ليسكت ويموت بصمت قهراً وفقراً ... أن حبوب مسكنات صحافة هذا العصر تهدأ وتطمئن المسئول فقط وترضيه ولا تأثير لها عند المواطن الذي يعيش المأساة بديمومة ويعاني ليل نهار.