الواجب الوطني بين النظرية و التطبيق


 " يروي التاريخ المعاصر انه في احدى المعارك التي كان يخوضها الشعب العربي الليبي ضد المستعمر الايطالي وقعت هذه الحكاية – يقول احد جنرالات الحرب الطليان انه كان ضمن الجيش الايطالي الذي غزا ليبيا – وفي احدى المعارك مع المجاهدين الليبيين وجد مجاهدا يوشك على الموت ويلتقط انفاسة الاخيرة يحتضن بندقيتة ومتشبث بها بكل ما يملك من قوة ويحاول ان يرفعها في وجهي ولايستطيع نظرت اليه وهو يقول لي باللغة الايطالية اخرجوا من ارضنا وبلادنا ... لعنة الله عليكم ...وما كاد يكمل كلماته حتى فارق الحياة . فنظرت اليه بتعجب وبشخصيته ووفاءه لارضه وبلده كيف وهو ينازع الموت ولا زال يفكر في ارضه وبلاده ...فقلت له ايها المجاهد ... الان علمتني معنى الوطنية ... اسوق هذه القصة لبعض الناس الذين ينتسبون للوطن عددا و يحاولون التهرب من الواجب الوطني ومن مسؤولياتهم تجاه الوطن وقت الشدائد والازمات – فعند الشدائد يقاس معدن الرجال فمعدن الرجال لايعرف الا وقت المحن .فالذين يتبجحون بالوطنية وقت الرخاء ويصمتون وقت الشدائد ليسوا من طينة هذا الوطن .نقول لهم في وضح النهار ليست بالخطب الرنانة ولا بالكلمات الجوفاء تبنى وتحمى الاوطان فالوطن بحاجة الى تضحيات لان الوطنية هي ينبوع التضحية والفداء والوفاء للوطن وقت المنشط والمكره وعندما يكون الوطن في خطر فالمفروض ان كل ابنائه جنود له فالانتماء الحقيقي للوطن هو انتماء فكري ووجداني للواجب الوطني فكلمة الوطن تكتب وتعمد من دماء الشهداء والجرحى الذين يلبوا نداء الوطن ونداء الوجب الوطني وقت المكره دون النظر الى المنافع والمغانم والتضحيات التي سيقدمونها في سبيل رفعته وعزة ابنائه فهم يؤمنون بان التهاون في اداء الواجب هو نكران للوطن الذي درج على ترابه طفل وتنعم بخيراته شابا وكان له الغطاء والحضن الدافي في كل الظروف لهذا فالوطني نبضه يتحرك من نبض الوطن يفرح اذا كان الوطن بخير ويحزن ويتألم اذا اصابه مكروه- هذه صفات المنتمي لوطنه الذي يعمل ولا يتكلم والذي يرسم حدود الوطن بدمائه الزكية فهو يجسد في عطاءه اللامحدود ينبوع التضحية والفداء وعنوان العزة والكبرياء لهذا الوطن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات