4 وزارء كانوا جنودا في الميدان خلال "هدى"


جراسا -

خاص - كتب المحرر السياسي - كان دخول العاصفة الثلجية التي شهدتها المملكة منذ ساعات عصر الاربعاء وحتى كتابة هذا التقرير ، بمثابة امتحان استطاع اربعة وزراء بالحكومة اجتيازه بنجاح كبير مع مرتبة الشرف.

أربعة وزراء حملوا مسؤولياتهم على اكمل وجه، وبحرفية عالية كان المنصب أمام جهودهم لا يعدو ان يكون واجهة غير مرئية وقد تحولوا الى جنود ميدان أشاوس.

اربعة وزراء يستحقون الاشادة بهم ليس ثناءً وانما لأنهم تعاطوا مع أمانة منصبهم بما يليق بالوطن ...

فعلى صعيد وزارة الداخلية أبدع حسين هزاع المجالي بتولي دفة القيادة المدنية والمجتمعية لكافة مناطق المملكة، وأدار الشأن الأردني الداخلي من عرين أهم وزارات الدولة السيادية، بالتنسيق العالي الوتيرة مع مؤسسات واجهزة الدولة التي كانت تستظل بادائها وانجازاتها لمظلة "الداخلية" .

نجحت وزارة الداخلية وقبطانها الوزير حسين المجالي في الامتحان الراهن العاصفة "هدى" تحت ظل الظروف الاستثنائية والتي تعامل معها بوعي لافت لجهة التنسيق الرسمي مع كافة مؤسسات واجهزة الدولة، وكان مقر مبنى وزارة الداخلية بوصلة العمل الوطني لجميع مؤسسات الدولة، ليقف وزير الداخلية حسين المجالي كـ قبطان وسط اعاصير عاتية وثلوج خلقت مهمات صعبة شكلت تحديا لا يُستهان به، دفعت الى مرحلة غير مسبوقة للدور الرسمي في وصايته على المواطن وسلامته حماية له من اي تداعيات محتملة للحالة الجوية السائدة.

جهود وزير الداخلية تضاعفت ولا نقول ابتدأت منذ تباشير العاصفة الثلجية، حيث تحولت وزارة الداخلية الى"خلية نحل" بعمل دؤوب متواصل ومن خلال غرفة عمليات شاملة غطت جميع مناطق العاصمة عمان، وهذا ما لمسه الاردنيون خلال ايام العاصفة من سوية العمل الحكومي والبلدي الذي تديره تنسيقية غرفة عمليات وزارة الداخلية.

وبقصد توفير الوقت والجهد والخروج بمنجزات نوعية لخدمة الوطن والمواطن، فوض وزير الداخلية حسين المجالي المحافظين باتخاذ القرارت المتعلقة بالاحوال الجوية كل ضمن اختصاصه لاتخاذ كافة التدابير اللازمة والقرارات المتعلقة بالحالة الجوية السائدة وخاصة في حالات الانجماد التي قد تتعرض لها الطرق حفاظا على ارواح وسلامة المواطنين .

حق يُسجل لوزير الداخلية حسين هزاع المجالي انه الوزير الذي يحمل بداخله عشرين وزيرا واثبت بحق انه الأب الدافئ الذي لاذ به الاردنيون في المناخ الثلجي العاصف، فتحية للرجل حسين هزاع المجالي ابن الرجال .

وعلى صعيد وزارة الاشغال، فقد سجلت وقفة جبارة يشار اليها بالبنان، وقد خرجت مجاميع موظفيها والعاملين بها الى الميدان بالياتهم الصفراء والتي كانت المشهد الاحب لدى الاردنيين وهم يتابعون "جرافات وكاسحات الثلوج" تشق الطرق والشوارع لتعيد الحياة الى طبيعتها، في حين خرج وزير الاشغال العامة و الاسكان المهندس سامي هلسه تحت الثلوج متفقدا الطرق والشوارع في العاصمة عمان، ووفق خطة ديناميكة مميزة كان التركيز على الشوارع الحيوية مثل طريق المطار الدولي ففي ضوء ظروف المناخ الثلجي تواجد هلسة في الميدان، و أشرف على فتح الطريق للتاكد من جاهزيته امام حركة السير لتبقى مفتوحة على مدار الساعة.

فقد كانت زيارة الوزير هلسة لشارع المطار اكبر من مهمة حساسة، بل كانت خطوة تؤشر لذكاء وفطنة الوزير لأهمية طريق المطار الذي يعد حيويا ورئيسيا ويربط الجنوب بالشمال .

اليات وزارة الاشغال وقفت كالعنقاء بوجه العاصفة الثلجية، وظلت تعمل بالميدان على مدار الـساعة للمحافظة على ديمومة السير على الشوارع ، يقود تحركها وانجازها الوزير هلسة الذي ترأس غرفة العمليات الرئيسة في مركز الوزارة والمربوطة بغرف العمليات بالمحافظات عبر خطة مركزية أعدتها الوزارة تأهبا قبل دخول العاصفة لجميع المحافظات واعتماد خطة لكل مديرية إضافة الى خطة طوارئ مشتركة بين محافظات كل إدارة على حدة (شمال، وسط، جنوب) ليتم اللجوء اليها في حال حدوث أي طارئ يقع ضمن اختصاص أي مديرية من مديريات الإقليم اكبر من حجم إمكانياتها.

جهود وزير الاشغال سامي هلسة اثبتت ان الرجل المناسب في المكان المناسب، كما اثبتت ان ثمة وزراء يتشرق المنصب بهم وليس العكس، فتحية اردنية خالصة لجهود د. هلسه وطاقم وزارته من موظفين وعاملين ومشرفين ومهندسين وسائقين .

وعلى مسافة قلب وروح وجسد الوطن، لبثت وزارة الصحة كالأم الرؤوم تتابع ابنائها الاردنيين في تلك الظروف الجوية الصعبة، ووقف وزير الصحة د. علي حياصات حارسا لكل الاردنيين وهو يوعز لجميع مستشفيات وزارة الصحة والقطاع الخاص باستقبال جميع اصحاب مرضى الكلى لغاية اجراء "غسيل الكلى" بقصد التسهيل عليهم نظرا للحالة الجوية السائدة، فالمرض لا يعترف بالعواصف الثلجية والظروف الاستثنائية، وهذا ما وعاه جيدا د. حياصات وبادر بانسيانية مفرطة لممارسة دوره الانساني كطبيب لصيق بهموم المرضى..

د. حياصات وامتدادا لجهوده العادية اليومية، ضاعف من وقته وعمله قبل دخول العاصفة حيث استعدت الوزارة وقبل دخول المنخفض لتداعياته على المناخ الشعبي، وليقف شخصيا على تزويد كافة مستشقيات المملكة بكامل المعدات والمستلزمات الطبية في تعزيز لموجودات المستشفيات للتعامل مع اي ضغوط مقبلة خلال العاصفة الثلجية، وهو الامر الذي شهدته غالبية مستشفيات وزارة الصحة في المحافظات حيث استقبلت جميعها المرضى والمراجعين بسوية عالية من الخدمات الطبية والعلاجية.

استنفر الوزير د. علي حياصات، واستنفرت معه طواقم وفرق وكوادر الوزارة الطبية على خارطة الوطن، وقد باشرت غرفة عمليات مركز وزارة الصحة مهامها الاغاثية والتعزيزية منذ ليل الخميس استعدادا لاستقبال العاصفة الثلجية ومباشرة تقديم الخدمة الطبية للمواطنين على جميع خارطة الوطن عبر مستشفيات ومراكز صحية تتبع وزارة الصحة.

افضت جهود وزير الصحة الطبيب الانسان د. علي حياصات الى استقبال الاف المواطنين خلال الثلاثة ايام الاولى من بدء المنخفض الثلجي، ووقفت مستشفيات وزارة الصحة على قدم وساق ليس لانسانية واصالة فرقها والعاملين بها فحسب بل لان وزيرا بحجم د. علي حياصات حمل امانة الوزارة بكل امانة واقتدار فتحية لجهوده الطيبة وبوركت الانجازات التي يقف ورائها الوزير الفذ د. علي حياصات.

وعلى دفة وزارة البلديات، وقف وزير الشؤون البلدية المهندس وليد المصري بخطط غير مسبوقة لمثل تلك الاحوال الجوية، بتشكيل لجان الطوارئ وغرف عمليات تخطت حدود العاصمة لكامل الخارطة الاردنية الى حيث البؤر الاكثر تأثرا بالعاصفة الثلجية، حيث تمترس المهندس وليد المصري في ميدان الشمال وعلى وجه التحديد في عجلون للاشراف على عمليات فتح الطرق وإدامة حركة السير أمام المواطنين خلال العاصفة الثلجية.

المصري وخلال تفقده عددا من الطرق الرئيسية والفرعية داخل بلديات المحافظة، وخلال العاصفة الثلجية، كان جنديا حقيقيا جنبا الى جنب وجنود قواتنا المسلحة التي ساندت اعمال الوزارات ذات الاختصاص، وقد اختزل عنوان اجندة وزارته لهذه المرحلة الاستثنائية الجوية مواصلة العمل لتقديم الخدمات المثلى للمواطنين ، فكان وزيرا ميدانيا من طراز رفيع واصل تنقلاته مابين غرفة عمليات الوزارة الرئيسية وغرف العمليات الموجودة في الشمال والجنوب والوسط لرفع الجاهزية ومعرفة أحوال الطرق والتعامل معها ، كما جاء دوره بمثابة "الدينمو" الذي ربط بين جميع بلديات المناطق الساخنة لجهة المحافظات التي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج.

وزير البلديات المهندس وليد المصري نجح باقتدار بادارة معادلة الوطن على اعتبار ان الجانب الخدماتي لا يتجزأ بين محافظة واخرى، وان الشمولية في العطاء والانجاز لهي شعاره الرسمي والشخصي .. فتحية بيضاء للمهندس وليد المصري الذي هجر مكتبه وقضى العاصفة الثلجية تحت غطاء الزائر الابيض في العراء.

وزراء الواجهة الحكومية الاردنية صنعوا انجازا حقيقيا بوصلته وطنيتهم الصادقة وانتماءاتهم اكبر من وزارة واعمق من منصب، هدفهم الوطن والمواطن، وقيادة ملكية شابة تراقب عن كثب المنجز الحكومي في ادارته للازمات !!

هذا التقرير خاص بـ "وكالة جراسا" وبناء على متابعة حثيثة لجهود الوزراء خلال أيام "هدى" يرجى من أي موقع أو وكالة يريد نشر التقرير ذكر المصدر "جراسا".



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات