خمس عشرة ملاحظة للعام 2015


نقاط يجب التوقف عندها بعد انقضاء العام 2014 بثوانيه ودقائقه وساعاته وايامه.... أعترف لك يا عزيزي الذي مضيت الى غير رجعة أنني كما غيري لسنا براضين عن ماحدث حيث جنون بني البشرالذي خرج عن المألوف واصبح ليس بمقدورنا وقف جماح هذا الجنون العالمي الرهيب... وكانت الصراعات تتلوها صراعات في أجواء مضطربة وغير مستقرة حبث آلة التدمير تأخذ مداها دون توقف في تشريد لعالم البشر، في محيط كرتنا الارضية الملتهب.

أما بلدي ووطني الغالي الآمن المستقر وعين الله ترعاه ... أردن الكرامة فله حديث آخر يمتزج بالعقل والوجدان والضمير، فأرجو أن تسمح لي أيها العام الجديد أن أضع خمس عشرة ملاحظة بين يديك آملا أن تأخذ هذه الملاحظات على محمل الجد وأن تلقى لديك القبول.

(1)
التعليم هو أساس البنيان والتطور في كل مجالات الحياة، فمراجعة مواطن الخلل أنى وجدت في مختلف مراحل التعليم بدءا من الروضة وحتى التعليم الجامعي يرافقه مراجعة لمنظومة القيم التي تراجعت أصبح ضرورة لنعيد للتعليم هيبته وللقيم الاصيلة ألقها ووجودها. فالاستثمار الحقيقي في التعليم (وليس القائم على الربح المادي فقط) هو الذي ينهض في مجتمعنا في كل المجالات، ومن المدهش والمؤلم لنا جميعا ما ورد على لسان معالي وزير التربية والتعليم من احصائيات تشير الى ما يقارب مئة ألف من ابنائنا الطلبة في الصفوف الاولى في مدارسنا لا يجيدون القراءة والكتابة. ولكن وللأمانة، فان الاجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم في منع النجاح التلقائي، واعادة الهيبة لامتحان الثانوية العامة وضبط الأمور تحقيقيا للعدالة بين جميع ابنائنا الطلبة كلها ستسهم في رفع سوية مدخلات التعليم ما قبل الجامعة، ومع أصدق التمنيات لأينائنا وبناتنا الطلبة الذين يقدمون امتحان الثانوية العامة بالنجاح الذين يحرصون كذلك على تقديم امتحاناتهم بهدوء واحترام نظام وتعليمات الامتحان.

(2)
لا تجعل للتطرف والغلو وجنون عالم بعض البشر أنى كان مصدرها ومكانها حيزا في تفكيرك وأرفض ذلك بقوة وحزم، حيث فشل العام 2014 في ذلك والمتأمل لخريطة العالم يسمع ويرى المشاهد المؤلمة والعذابات القاسية التي تعاني منها البشرية بسبب التطرف الذي لا يرحم وبسبب الغلو الفكري أيا كان مرده ومراده، ولتكن الحكمة والتأني والمنطق هي الطريق، ولنتخذ من رسالة عمّان منهجا التي صدرت من عرين ملك عربي هاشمي تحاور الآخر بعقلانية ووسطية وحكمة.

(3)
الوطن أكبر منّا جميعا فلا مجاملة في قضايا الوطن، ولتحقيق ذلك احترم العمل المؤسسي والتعليمات الناظمة وابتعد عن التسويف والتأجيل غير المبرر الذي يعيق الانجاز ويشد عمل المؤسسة الى الوراء، وابتعد عن لغة الانا والمصالح الضيقة، وانطلق نحو مدى أكثر رحابة وسعة بجهد مخلص لنسهم جميعا في اعلاء اسوار الاردن العالية والقويّة، ولا تلتفت الى قوى الشد العكسي واصحاب الافكار الساقطة والسلبية التي لا يروق لها أن ترى النجاح وتسعى لوضع العصي في دولاب النجاح، فأمضي يحدوك الأمل والعمل معا ليتحقق الانجاز، ولتسجل للوطن انجازات عظيمة لتبقى أسوارنا عالية قوية عصية أمام كل التحديات والصعاب.

(4)
قم بواجبك تجاه بيتك ومؤسستك ووطنك... فالقيام بالواجب واحترام وقت العمل هو احترام للذات ويعكس أن هناك عقلا سويا وتفكيرا سليما وانتماء حقيقيا للمكان والأرض والزمان. فلا هدر للموارد من مياه فبلدنا بحاجة الى كل قطرة ماء، ولا هدر في الطاقة ففاتورة الطاقة تكلف مؤسساتنا الشيء الكثير، وليقم كل منا بدوره في ضبط الانفاق ما امكن. وكن أكثر تفاؤلا بالمستقبل لتستمر قافلة الحياة تسير بخطى واثقة ثابتة، وكن ايحاببا في سكناتك وحركاتك وأجعل ضميرك يقظا وقلبك نقيا وعقلك واعيا لكل ما يدور من حولك وسخر كل طاقاتك الايجابية لخير هذه الأرض الطيبة المباركة ولرفعة شأن هذا الوطن الذي له حق علينا جميعا ليبقى عالي الشأن وسيد الأوطان.

(5)
افتح أبواب التنافس الشريف بين الناس دون أن يحاول البعض تشويه صورة البعض الآخر دون وجه حق ويسعى لاغتيال شخصيته المعنوية بأسلوب رخيص. وأعطي المساحة الأكبر في هذا التنافس الشريف عملا وانجازا وصدقا وانتماءً للوطن لأنه هو الأبقى والأغلى والناس ذاهبون. ولا يتم ذلك الا برفض الانانية التي أصبحت للأسف تسيطر \"أنا.... أنا....أنا\" متناسية هو وهي وهم ونحن بل ومتناسية مصلحة المؤسسة وبأسلوب مقزز منفر يمارسه البعض دونما خجل أو حياء.

(6)
لا تسمح بحدوث العنف المجتمعي والعنف الأسري والعنف الجامعي واسعى لتطويقه ومحاصرته بكل ما اوتيت من قوة وحزم، لان ذلك لا يتفق مع قيم مجتمعنا النبيلة التي تربينا عليها،وأحرص على تماسك الصفوف ولا تسمح لمغرض أو جاحد يحاول العبث والاساءة الى وحدة شعبنا المقدسة وأمننا التربوي والاجتماعي. وكن محبا للخير وأزرع بذور ذلك في نفوس الناس وقلوبهم ولنتخلص من مجتمع الكراهية الذي كتب عنه المرحوم سعد جمعه كتابا حمل هذا العنوان ولنستبدله بمجتمع المحبة والخير والتسامح.

(7)
أحفظ للوطن هيبته بإحترام الأنظمة والقوانين وعدم الاستهتار والعبث بالمقدرات والانجازات التي تحققت، ولا تسمح لعابث أو جاهل أو موتور يقوم بتكسير زجاج ابواب مستشفى أو مقاعد دراسة يجلس عليها طلبة المدارس أو الجامعات ولا تسمح لمستهتر بالاعتداء على المعلم أو الطبيب أو الموظف أو رجل الأمن الذين يقومون بواجبهم. ولا تسمح لمتسكع من ضباع البشر يسيء الى أخلاقنا وقيمنا بالاعتداء على الحرمات باسم الحرية الشخصية وحقوق الانسان.

(8)
احرص أن تراعي السيارات التي تسير في الطرقات قواعد المرور والأمان، لأنني أتقطع ألما على ابناء وطني الذين قضوا تحت عجلات السيارات وفي حوادث سير مؤسفة بسبب تهور بعض السائقين والوطن بحاجة الى جهد كل واحد منهم. واحرص كذلك على حماية ابناء الوطن من كل فئة ضالة ومنحرفة ومجموعة الزعران الهائمة على وجهها في الليل والنهار تروع الناس ولا تراعي حرمة لانسان اوعائلتة وتعتدي على ممتلكات الناس الخاصة كسرقة السيارات والاعتداء على الصيدليات والمحلات.

(9)
اسعى جاهدا للحفاظ على الاشجار ولتكن زراعة الأشجار وحب الأرض والتمسك بها ثقافة وسلوك حضاري، فهل توجه كل واحد منا لرعاية شجرة ويزرعها أمام منزله أو في ساحة مدرسته وجامعته او على جوانب الطرق الرئيسية في بوادينا وقرانا ومدننا، ولا تسمح لجاهل أو مستهتر بالاساءة الى ثروتنا الحرجية والعبث بها وتدميرها.

(10)
احرص على نظافة المكان في الشارع والمدرسة والجامعة والمؤسسة، وعلمّهم أن رمي الاوراق والعلب الفارغة والنفايات في الطرقات وفي الاماكن العامة خطيئة في حق الأرض والمكان الذي تعيش فيه، بل ويعكس انحدار قيمي وتربوي لكل من يمارس هذا السلوك.

(11)
لا تسمح بالتدخين في الاماكن العامة وفي حافلات النقل وفي المدارس والجامعات والمؤسسات بل وفي المستشفيات وأسعى لتطبيق القوانين والمواثيق الخاصة بذلك، فالاحصائيات والأرقام التي تتعلق بالتدخين مذهلة وخصوصا طلبة المدارس والجامعات وأين نحن يا عزيزي من مقولة \"نحو مجتمع خال من التدخين\".

(12)
اغرس في نفوس طلبتك وابناء مجتمعك حب الكتاب والقراءة لأن أعز جليس في الزمان كتاب، فالقراءة والكتاب يسموان بالعقل والفكر وينعكس ذلك على نهج تصرفات واعية ومسؤولة تجاه المجتمع ونهضته وتقدمه.

(13)
الشباب يمتلكون طاقات كبيرة بحاجة الى من يوجهها ويرعاها حيث أن البوصلة قد انحرفت عند الكثير منهم وضلوا الطريق وواجب توجيه البوصلة بمسارها الصحيح مسؤوليتنا جميعا كما هي مسؤوليتك عزيزي عام 2015. وأقترح اعادة خدمة العلم لأنها مدرسة تربي الأجيال وتعدهم وتعلمهم معنى الحياة وقيمتها وتزيد من انتمائهم الوطني وتعيدهم الى جادة الصواب.

(14)
التحية الكبرى صدقا وولاء نرفعها الى قدوتنا وحامي ديرتنا وعنوان عزتنا جلالة مليكنا المفدى الذي يرعى شباب الوطن حق الرعاية ويعقد عليهم الامل ليكونوا يناة الغد المشرق، وكم يأسرني حديث جلالته عندما يتحدث الى شعبه الوفي ... حديثا في حروفه وكلماته يصدق فيه أهله ووطنه وامته. وأنعكس هذا الحرص الى ولي عهدنا الأمين الأمير الحسين بن عبد الله الشاب الذي يتوقد حيوية ونشاطا ويمتلك فكرا رصينا ولغة قوية تخاطب العقل بأسلوب جذاب ينم عن سعة أفق وهو يفتتح ورشة هنا او فعالية هناك وهو مثال لشباب الوطن جميعا.

(15)
وأخيرا، أدعو الله أن تكون يا صديقي عام خير على بلادي بلاد التين والزيتون والشيح والقيصوم وأرض المجد والكرامة التي لن تغيب عنها الشمس بعون الله، وأسأل الله تعالى لنسرنا البطل معاذ الكساسبه أن يفك أسره ويعود الى أهله ووطنه ليحلق من جديد في سماء هذا الوطن الذي أحب، ودمتم ودام أردننا ودام جلالة الملك سيدا وقائدا وكل عام وانتم بخير.

* استاذ جامعي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات