قانون الدولة اليهودية


اقترح "نتنياهو" قانوناً يشير إلى أن " اسرائيل" دولة يهودية. وهذا القانون يشكل قانوناً أساسياً يمنحه أهمية دستورية. وهو قانون عدائي جداً ، ليس بالنسبة للمواطنين العرب فحسب، وإنما لبعض المجموعات الاسرائيلية الأخرى التي تشكل مع نتنياهو إئتلافاً ، من المرجح أن يتصدع وينهار ، ويفضي إلى انتخابات جديدة.
وقال شمعون بيرس الرئيس الاسرائيلي السابق تعليقاً على القانون :"إن من شأن مشروع القانون تدمير اسرائيل الديمقراطية في الوطن وفي الخارج على حد سواء". وقالت تسيبي ليفني التي طُردت من الحكومة :" يحتاج الجمهور لأن يفهم أنه قد تعرض لغسل دماغ. لقد أصبحنا بلداً مصاباً بجنون العظمة". تعني هذه التصريحات أن نتنياهو قد فقد القدرة على التصرف السليم والفهم الصحيح.
فما هو الشكل الذي سيأخذه مشروع القانون؟
يتم التأكيد في مشروع القانون على أن "اسرائيل" هي الدولة – الأمة للشعب اليهودي.
ويذهب القانون إلى الحط من مكانة اللغة العربية، ويؤكد على تفوق اللغة العبرية.
يضم القانون مجمل القوانين العرقية واللغوية التي تعزل وتضيق نطاق المواطنين الذين ينتمون إلى جنسيات أخرى في داخل حدود " اسرائيل".
سيعمل القانون على تسييس النظام القضائي وسيجبره على الاعتراف بأن "اسرائيل" هي الدولة –الأمة للشعب اليهودي –
يعتبر هذا القانون تحدياً للمبدأ التأسيسي لإسرائيل وبمبدأ الدولة اليهودية الديمقراطية.
كما يعتبر القانون المتطرف بمثابة استمرار لنظام قمعي قائم أصلاً. وهو مشروع خطير وغير عادل ، ويسعى لتهميش الحقوق العربية في داخل الدولة. ولا يتمتع الفلسطينيون في الضفة الغربية بأي حقوق من حيث حرية الحركة ، وحقوق التصويت . إنهم يعيشون في ظل قانون عسكري متصلب جداً.
إن تقديس الهوية اليهودية في قانون هوية الدولة اليهودية ، كالتحقير لها كلتاهما تصدران عن تأويل أيديولوجي والخطورة هي في النتائج العملية لهذا التأويل . فتقديس الهوية يؤدي ببساطة إلى رفض الآخر ، ويتحول في حدوده القصوى إلى عنصرية وعدوان. أما تحقيرها فيعود إلى الاغتراب والذوبان والتلاشي .
لقد باتت فكرة الخصوصية في الهوية اليهودية إغناءً ومرجعاً لها، وأصبحت الخصوصية جزءاً لا يتجزأ منها ، ولكنها جزءٌ لا يشكل تنوعاً أو إثراءً داخل الهوية ، بل اغلاق لدرجة التعصب والهلاك.
وهكذا يمكننا أن نلاحظ حول الهوية اليهودية أنها اتخذت الطابع العنصري والاقصائي لغيرها من مكونات المجتمع في فلسطين المحتلة ، كما إنها انعزالية اتخذت في غالبية مكوناتها العنصر الأيديولوجي اليهودي ، بحكم أنها تستغل عنصر التفوق واختصار الآخرين . وبالنتيجة هي هوية ستؤدي إلى تفكك واضمحلال لمجتمعها .







تعليقات القراء

منال
ما تقوله صحيح ولكننا كشعب لا نحب ان نسمع كلمة دولة اسرائيل او الدولة اليهودية فنحن كشعب لا نعترف بها كدولة
03-01-2015 04:38 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات