أردني أسمه فاطمة


لا يحتاج الأمر إلى أن أُشير بأصبعي أو أن أُسّمي المسؤولين عن المؤامرة التي تعرض لها الشعب الأردني بالتوازي مع المؤامرة على الشعب الفلسطيني و التي تصر العشائر الأردنية على تسميتها بالخديعة التي تعرضوا لها بإبعادهم عن موقع صناعة القرار في وطنهم الأردن منذ بداية القرن الماضي و حتى اليوم .

ولا يحتاج الأمر لإن أُشير بأصبعي أو أن أسمي المسؤولين عن المصائب الأسبوعية أو الشهرية أو السنوية التي تلحق بعائلات العشائر الأردنية و التي تصيبهم بأبناءهم ، فمرةً مصيبة مركبة من هاييتي و مرة من أفريقيا و مرة من أفغانستان و مرة مصيبة من البحرين و مرة مصيبة من ليبيا و كان آخرها المصيبة التي نحن بصددها اليوم بالحزن و الأسى و القلق الذي يلف الشعب الأردني بكله و خاصة "عائلة معاذ" ولا ننسى حالة "معاذ" نفسه الآن.

كأنّ هؤلاء المسؤولين عن صناعة هذه المصائب ليس لهم أولاد يرسلونهم إلى مواقع الخطر و إلى مواقع الأحزان التي يرسلون إليها أولادنا نحن حصريا .

وإذا حدث أن استبدلنا "معاذ" اليوم بالمعتقلين السلفيين لدينا في كانون الثاني القادم ، فبماذا نستبدل طيارنا الذي قد يقع أسيرا في شباط أو في آذار وماذا عن نيسان و أيّار، وبماذا نستبدل إذا استمرت الحرب لثلاث سنوات أو أكثر ؟ .

أظن أن الأمر سيحتاج إلى اعتقال كل المحافظين على الصلاة في المساجد لاستبدالهم بجنودنا الأسرى و سفراءنا المخطوفين هنا و هناك .

وبما أن الحرب في سوريا بين السوريين أنفسهم شيعة و سنة و الحرب في العراق بين العراقيين أنفسهم شيعة و سنة ، فما علاقتنا نحن الأردنيون بهذا الصراع الشيعي السني ؟! وهل نحن مع السنة أم مع الشيعة ؟!. 

كما لا يحتاج الأمر لإن أُشير بأصبعي أو أن أسّمي المسؤولين عن بحر الفساد الذي يغرق فيه الأردن أو لعله البحر المحيط الذي ليس له حدود .. فساد بلا حدود وإنهم له لموسعون .

لقد حاولت العشائر الأردنية أكثر من مرة لاستعادة حقها في تسيير دفة الأمور في وطنهم الأردن ليحفظوا أمنهم و حياة أولادهم و كرامتهم وثروات وطنهم لكنهم ضربوا حيناً و أُرهبوا حيناً آخر ولم يفلحوا حتى هذه اللحظة و حالهم في وطنهم يشبه حال ذلك الرجل الذي سمى نفسه فاطمة .

فقد حدث أن راقبت عصابة مسلحة منزلا فأوحت لهم مطالعاتهم أن فيه من المال ما يستحق المغامرة باقتحامه و سرقته ، وفي إحدى مطالعاتهم تبين لهم أن أصحاب المنزل ذاهبون لزيارة أقاربهم.

في تلك الليلة قررت العصابة مداهمة المنزل أثناء غياب العائلة فلما دخلوا تفاجأوا بوجود صاحب البيت فيه وحيدا فرفعوا في وجهه السلاح و أجبره أحدهم على الوقوف في إحدى الزوايا و السلاح في وجهه في حين ذهبت بقية أفراد العصابة للبحث في جنبات المنزل و جميعهم ملثمون و بقفازات فأخذوا صندوقا لمجوهرات العائلة و حقيبة ملأى بالاوراق النقدية ثم بدأوا ينقلون إلى سيارتهم في الخارج بعض أدوات المنزل مما خف و غلا .

بعد انتهاء مهمتها خرجت العصابة ثم التفت آخرهم قبل خروجه من الباب إلى صاحب البيت وسأله : ما اسمك ؟ ، قال صاحب البيت : تسألني عن اسمي ؟، قال : نعم ما اسمك ؟، قال صاحب البيت : اسمي فاطمة ، قال له السارق مستغربا : فاطمة ؟! ، قال : نعم فاطمة ، قال السارق مستغربا : كيف رجل و اسمه فاطمة ؟! ، قال صاحب البيت :
" لو كنت رجلا لما تركتكم تعبثون في بيتي و تأخذون مالي و تنهبون أدوات منزلي وأنا أنظر إليكم " .



تعليقات القراء

متابعة
لا أوافقك الرأي بأن الحرب هي فقط سنة وشيعة ، هناك مؤامرة على العالم العربي بإسم الربيع العربي وهل مصر وتونس فيها سنة وشيعة أيضا ؟ منطقة الشرق الأوسط مطلوب منها أن تكون مشتعلة دائما بكل أنواع المشاكل
28-12-2014 08:52 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات