لماذا يصمت "الإخوان " عما أصاب الوطن ..


حينما تلتزم اكبر الجماعات الإسلامية والحزبية في الأردن وأقصد هنا الإخوان المسلمين الصمت عن حادثة أسر البطل معاذ الكساسبة في وقت نهض فيه كل فرد وكل جماعة وكل عشيرة وكل محافظة وقرية وبادية وريف تضامنا وتعاطفا ودعما لاية اجراءات من أجل عودة البطل الى أهله سالما غانما ،فإننا امام حالة " سياسية " لا تتوافق مع تطلعات الشعب ولا همومه ولا تعنى بما يصيب الوطن من ملمات وتحديات ،وتكشف المزيد من مواقفها المعادية " لتطلعات الشعب ليس على مستوى التضامن والتعاطف مع البطل الكساسبة ، بل على مستويات وطنية اكبر لم تحدد الجماعة موقفها منها .

الشعب الأردني كان وفيّا للجماعة ، ساندها ووقف الى جانبها ، احتضنها وساندها في كل معتركات ومعارك انتخاباتها البرلمانية والنقابية وحتى الخيرية التي كانت تترزق وتتعاظم ثروتها تحت مسميات إنسانية وخيرية حتى باتت قوة جماهيرية واقتصادية وسياسية لا يستهان بها وظفتها لصالح برامجها السياسية وليس الخيرية ، وكان لها أن تشير او تلعب دورا مساندا ولو " عاطفيا " تجاه ما أصاب كل مواطن في حادثة معاذ الكساسبة ، لكنها آثرت الصمت مما يوحي برضاها وتشفّيها بما جرى للبطل الكساسبة ، وتنتظر " النهاية المؤلمة " لا قدر الله كي تغرد بتصريحات الشماتة والقول أنها كانت حذرت من المشاركة في الحرب على الارهاب !!

بعض رموز الجماعة لم يخفوا شماتتهم وانتظار الأسوأ للبطل الكساسبة ، وراحو يغردون ويهزأوون بما جرى له وعلى الملاء مباشرة دون احترام مشاعر المحبين المكلومين بأسر البطل !

أسوأ ما يمكن أن نستنتجه من تلك الأفعال والمواقف " المعادية " لمشاعر الناس ان التنظيم هذا لن يتوانى عن دعم ومساندة بل والترحيب بتلك العصابات المتطرفة القادمة من الشرق او الشمال، بل ، وقد يشاركها حمل السلاح ويعقد معها صفقات ومفاوضات كما يفعل مع الدولة الأردنية لتحقيق المزيد من المكاسب على حساب الشعب ، فكل عمليات القتل وجز الرؤوس وتشويه صورة ديننا الحنيف لم تحرك في الجماعة موقفا " حضاريا " ولا إنسانيا " على الأقل يتقاطع مع موقف النبي عليه السلام او الصحابة من بعده في تقديم صورة الإسلام المتسامح مع اعدائه ومع بقية الطوائف والأديان .

قيل الكثير في مواقف الجماعة حيال الوطن ، وحيال هباته الشعبية في نيسان 1989 وفي الربيع العربي وحيال برامجه السياسية وابتعاده عن قواعد شعبية تمثل غالبية الناس والتنكر لهويتها وتاريخها ودورها ، وهاهو التنظيم يمارس نفس الدور " الانتهازي " المخالف لتوجهات ومشاعر الاردنيين ، ولا اعلم كم سنحتاج من الوقت كي يكشف الناس حقيقة هذا التنظيم وبرامجه " الخفية " وتوجهاته نحو أبناء الوطن في ظل قيادة لا تحظى حتى داخل الجماعة بأدنى درجات الإحترام والقبول ، أقل ما يقال بحقهم أنهم يسعون نحو السلطة ويعادون الوطن وهوية شعبه .

الدولة الأردنية والجيش العربي قادران على تجاوز تلك المحنة والعودة بالبطل الكساسبة الى وطنه وأهله ومحبيه ، ولا حاجة لمجاملات الجماعة او غيرها في إظهار التعاطف الخجل إن حدث بعد زمن لذر الرماد في العيون كما كانوا يفعلون بوقت متأخر في كل منعطف من حياة هذا الوطن الذي لا يعترفون به وطننا ولا هوية ..



تعليقات القراء

الذيابات
ناموا ولا تستيقضوا ....ما فاز الا النَومو.....ادعوا الله ومن كل قلبي ان يزيله عن الوجود كل من اراد أو يريد المساس بأمن هذا البلد .... لانه لايعرف نعمة الامن الا من فقدها..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
27-12-2014 05:26 PM
كفى نفاق
يا عزيزي ان الفساد المستشري فالاردن والنهب والسلب من قبل النتنفذين المجرمين اكبر بكثير من قضي الطيار (فك الله اسره) وجلب لنا الدمار والهلاك. ليس من الضروه ان يصفق الاخوان للحكومه حتى يثبتوا وطنيتهم.
27-12-2014 05:37 PM
ابو باسل
من لا يملك قراره لا تامل منه خيراً .
27-12-2014 08:28 PM
محمد عيال عواد
يا اخي اترك الاخوان في حالهم اعتقالات واهانات لهم ويصدق فيناقول الشاعر
امرتهموا امري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد
27-12-2014 10:14 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات