اللغة العربية والتعليم في مدارسنا واقع وطموح ..


جراسا -

ما زالت لغتنا العربية تحنّ لأبنائها كما تحنّ الأمّ لفلذات أكبادها ،وما زال قلبها العربيّ ينبض مدلّلا على بقائها حتى النهاية ،لكن إلى متى وجلّ أبنائنا الطلبة يعانون حتى من إتقان أبسط مفرداتها ألا وهو الإملاء ؟ فما بالك إذا أبحرت فيها لتكشف دفائنها وكنوزها الثمينة !

فعلى من تقع المسؤولية هنا ؟ : على المعلم المتّهم؟ ،أم على الطالب المسكين؟ ،أم على أولياء الأمور المغيَّبين الغائبين ؟أم على سياسة التعليم ؟


دعونا نناقش الأمر بتجرّد دون تحيّز أو محاباة ولنبدأ بالمعلّم المتهم : هل الاتّهام في مكانه الصحيح ،أم أنّه فقط لمجرّد الاتهام ؟ أقول ومن وجهة نظري المتواضعة أنّ أساس المشكلة هنا هي سياسة التعليم في بلدنا الحبيب المتمثّلة بوزارة التربية والتعليم . وهنا يجدر بالذكر ما يقوم به بعض وزراء التربية والتعليم من إصدار سيل من التصريحات التي تشير إلى ارتفاع نسب الأمية بين الطلبة وارتفاع نسب الرسوب في التوجيهي واتخاذ إجراءات صارمة لمنع الغش وإن كان الإجراء صحيحا لكي يبرّروا مواقفهم ويدعمونها لتثبت مناصبهم دون وضع اليد على الجرح النازف المتمثّل في إقحام خرّيجي الجامعات الضعفاء أو الأدنى معدلا في سلك التعليم إقحاما . فكيف تطلب طالبا متمكّنا من لغته ودراسته وأنت تسير بهذا الطريق ؟ أما كان الأولى للنّهوض بأبنائنا الطلبة والارتقاء بمستوى التعليم العام أن يفرز المتفوقون ليدخلوا قطاع التعليم من أوسع ابوابه ،وأن تحسّن النظرة للمعلم، وأن يرفع راتبه البسيط ليسدّ حاجياته اليومية وأسرته ،هذا من جانب ،أما من جانب آخر وقد وقع المحظور وظهرت أسماء المرشحين للتعيين في وزارة التربية وخصوصا ( معلمو اللغة العربية ) فأين معهد التعليم الذي يجب أن يكون حجر الأساس في تعيين المعلمين من عدمه ،وذلك من خلال تدريبهم حتى يصل منهم من يصل إلى رتبة المعلم المتميّز وإلا فلا ،كما هو تدريب العسكريين حتى ينخرطوا في سلك الجيش أو غيرهم ... . أما من جانب الطالب المسكين : فما عليه إلا الاهتمام بدراسته لا شيء غير ذلك وإشعاره أنّ المدرسه للتعليم وليس غيره مع إرغامه على الانضباط المدرسي .


أمّا أولياء الامور الغائبين المغيبين : فعليهم إدراك أنّ المدرسة للتعليم وليس لضبّ أبنائهم فيها وعليهم متابعة أبنائهم دراسيا وسلوكيا والتّعاون مع المدرسة والمعلمين لإنجاح عمليّة التعليم.
وأخيرا : سياسة التعليم التي هي أصل المشكلة وقد أشرت إليها سابقا.

عندما تكتمل هذه الحلقة نرى طلابا متميّزين ،وتعليما متطورا ،ومجتمعا قويا ،وبغير ذلك لن تحلّ المشكلة . وهذه رسالة إلى أصحاب القرار في بلدنا الحبيب أتمنّى أن تصل إليهم وما هم بجاهلين بها ولكنّهم غافلون عنها وسيحاسبون عليها وما على الرّسول إلا البلاغ.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تعليقات القراء

سعد السعود
لي وحهة نظر في التعامل مع المعلمين في الميدان وهو كما في الجيش كل ترفيع يدخل دوره لمدة 20ساعه وكل 60ساعه نجح فيها المعلم يحصل على دبلوم وكل 120ساعه يحصل على درجة الماجستير كل ذلك في اساليب التدريس ...
26-12-2014 04:39 PM
أفتخر بلغتي
للأسف أصبحت اللغة العربية مدعاه للإستهزاء وأنها لاتواكب التقدم ، ولايعلموا بأنها لغة القرآن الكريم وبحر كبير وعالم من الأسرار.
26-12-2014 09:55 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات