نفخر بقيادتنا الهاشمية الرشيدة التي اطلق عميدها جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه مقولة (ان الانسان اغلى مانملك) مستمداً تلك المقولة مما ورد في القران الكريم من سور وايات كلها حثت على احترام انسانية الانسان وصون حقوقه وما ورد عن نبينا صل الله عليه وسلم من احاديث كلها تصب في ان الانسان له حرمته ولم يترك القران ولا السنة النبوية شأن من شؤون الدنيا الا ووضع له قانوناً ينظمه حتى لاتكون حياتنا شريعة غاب.
بالامس اجرت وحدات من قوات الدرك  مداهمة في احدى مناطق جنوب عمان اسفرت عن القاء القبض على عدد من المطلوبين وقد لاقت تلك الخطوة استحساناً من المواطنين قاطني المنطقة ولم يتدخل احد من اهل المنطقة للدفاع عن المطلوبين لانهم يعتبرون ان تلك الخطوة هي في الاتجاه الصحيح لفرض هيبة الدولة والحفاظ على ارواح المواطنين وممتلكاتهم من كل عابث يريد ان يعكر صفو الأمن والامان الذي نعيشه في هذا الوطن.
بعد المداهمة بساعات يفتخر احد رجال القوة المداهمة بوضع صوره التقطها لاحد المطلوبين على حسابه على موقع فيس بوك ويكتب فوقها عبارة(هههههه كانت مداهمة ولا اروع تم فيها القاء القبض على المطلوب رقم 6) ويضع صورة المطلوب مضرج بالدماء ويمسك برقبته احد افراد القوة فيما يضع الاخر (بسطاره) على رأس المطلوب في منظر مهين لم نشاهد مثله في سجن ابو غريب ولا معتقلات غوانتنامو التي يديرها غير المسلمين، الهذا الحد وصل الاستهتار في حياة الانسان وكرامته في دولة القانون ودولة احترام حقوق الانسان.
اذا كان ذلك الدركي  المستهتر قد تلقى تعليماته من ضباطه الاعلى بمثل هذا التصرف المشين والذي لايليق برجل الامن العام الذي يعتبر من اولى اولوياته هي المحافظة على ممتلكات الناس وارواحهم، اذا كان قد تلقى تلك الاوامر فعلى مدير الأمن العام مدير قوات الدرك  وقائد الاقليم وقائد القوة المداهمة ان يتقدموا باستقالاتهم فوراً وهذا اقل شيء ممكن تقديمه للحفاظ على الشرف العسكري الذين اقسموا به ان يحافظو على الوطن واهله.
انا لست هنا بمعرض الدفاع عن الخارجين على القانون وأشد على ايدي رجال الامن العام  و الدرك بتنفيذ كل الواجبات التي من شأنها حفظ الامن والامان والاستقرار في هذا الوطن ولكنني لا اقبل ومعي كل اردني حر ان يتصرف بعض رجال الامن العام هذه التصرفات التي لاتمت لديننا ولا اخلاقنا ولاعاداتنا وتقاليدنا بصله، فاذا كانت القوة تملك حق القاء القبض والاعتقال وتنوب عن القضاء في تنفيذ الاحكام وتضع (البساطير) على رؤؤس الاردنيين فلنوقف عمل القضاء ونترك تنفيذه لاولئك المستهترين بانسانيتنا.