"الطواقِنِة" والأردن


السلطُ سخط والعمى عمّان, كهرباء نووية ونحن لا نملك شروى نقير, ومن ثم تكبيل رقابنا وقرارنا بقيد الغاز الإسرائيلي اللعين.
بحثت عن هذه العدوان الثلاثي وأصوله, وعن هذا التقصّد للوطن وإرادته, فاستقيت من مصادر مختلفة, أنها من "جرنٍ" محرور واحد, وصنيعة شخوص ذات جينات مشتركة لا يبتعد نسبها عن الجد الخامس الذي تضمه الجلوة العشائرية في موروثنا.
سبَّ الأول وشتم واستباح مواريث أردنية محترمة وجغرافيا كريمة أعزت من ذُلٍّ وأطعمت من جُوعٍ, ولم يُقطع لسانه ولم تُفقأ عينه, فاستمرأ غيره التطاول والعبث.
وسب الثاني وشتم, ورمى الأرادنة بأقذع الصفات, من الغباء وحتى "الحمْرنة" وتنصل من وثائق صوتية تدينه, وادعى وحلف أغلظ الأيمان بأنه لم يفعل, وسَلِمَ فسار الكثيرون على دربه ونهج فُحشه.
وعندما عجز عن الدفاع المستميت عن المشروع الملوث للوطن والمستقبل الموبوء بالغايات اللاوطنية الواضحة, وسارع مثل كل الخبثاء, الى الإندساس تحت العباءة الملكية التي ما زال يتحفظ الأردنيون كثيرا بنقد الوانها وخيوط نسيجها. وكان هذا في جملته المتواترة الأكيدة على لسانه: (هذا مشروع الملك) .
أما ثالث الأثافي تحت قِدْرِنا وقَدَرِنِا, فذاك الذي يكرر ليل نهار, بأن وزارته ستوقع اتفاقية الغاز الإسرائيلي على أي حال, مستبقا حتى دور مجلس العبدلي في مسرحيته الجديدة "اطعم الثم باستحي الغاز" وتمثيله النظري للشعب الأردني الرافض للإتفاقية.
وزيرنا وحسب افاداتٍ شخصية له, فإنه يتحمل مسؤولية هذه الإتفاقية الغازية بكل أبعادها. متكلما بصيغة الجمع حيث يقول: (نتحمل) ولا أدري من يعني الوزير بضمير المتكلم الجمع هنا؟ الوزارة, الشعب, أم منظومته في الدولة العميقة؟
نحن نعرف أن الجماعة يحملون شهادات جامعية عالية, وأنهم من أثرياء قومهم, وهذا له أسبابه التي ليس لها علاقة بجينات متميزة أو "أينشتانية" لا مثيل لها. فلا هذا شعره منكوش ولا ذاك أشغل البشرية بنظرياته العالمية ولا ثالثهم اخترع ما يوقف اسرائيل عند حدها, خارجين بذلك عن سلفهم الصالح سليمان عبد الرزاق, رحمه الله, الذي تزعم مدينة جبل النار والمقاومة ضد الصهاينة في منتصف القرن المنصرم,
وحتى وإن سلمنا فرضا, أن شهاداتهم العلمية تخولهم إشغال وظائف عامة ومتقدمة في دولتي النهر, حيث مولد السيد المسيح عليه السلام ومغطسه, فإنها لا تبيح لهم, وتحت طائلة المسؤولية والمحاسبة "والبشعة" فيتطاولون على الشعب ويتحايلون عليه ويزوّرون إرادته ويستسخفون من يدعي تمثيله, ولا الإصرار على مشاريع عملاقة يحتاجها أولاد العمومة أكثر من حاجتنا لها.
قبل أيام قليلة, سجل التاريخ اسم شهيد جديد على أرض فلسطين, دفع حياته ثمنا لإرادته في غرس شجرة تُجَذِّر وتثبّت الوجود الفلسطيني فوق أرضه المقدسة ليحيي الأرض ويُرسّخ الحق, فطوبى له شهادته ولفلسطين رجالها أمثاله,
أما من أسقط غصن الزيتون والبندقية معا من يده وفكره, وأخذ على عاتقه ان يميت الأرض بدل ان يحييها, ويزرع في قلبها الداء النووي الذي لا شفاء منه بدل شجر الخير, والآخر الذي يحاول ليَّ ارادة الشعب الأردني العزيز أمام جبروت وغطرسة وخبث الصهاينة باتفاقية الغاز المشؤومة, بعد تمدد سرطانهم الإقتصادي من شمال الوطن وحتى جنوبه, فماذا عسانا أن نقول لهم وماذا وبأي أحرف سيكتب عنهم تاريخنا وتنقل عنهم الأجيال؟
ويحق لنا بالسياق نفسه, أن نسال عن ظهرِ هؤلاء وسندهم فيما يحاولون تمريره بصلف واستخفاف بالشعب صاحب الشأن والولاية, وما إذا كان لمؤامرة يهودية الدولة بين البحر والنهر, وتأصيل البديل شرق النهر علاقة بين الشمع الأحمر الذي خُتمت به آبار غازنا وبترولنا وصخرنا الزيتي والشمس والريح وغيرها, التي يزخر بها الأردن المظلوم بهم وبأمثالهم؟
حمى الله الوطن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات