القومية العربية غرس وثمار


شجرة من منبت سوء، غرستها ايد مشبوهة جالت في احشائنا، والغرب مرجعهم، شجرة سقيت بماء الفرقة، سقيت من عين تسمى (فرق تسد) شجرة ارادوا بها اجتثاث دوحة الاسلام لا بديلا عنها، وارادوا بها هدم صرح الامة فهدموا لكن نسوا ان العرب للإسلام مادة لن يفارقوا دوحتهم مهما تربص الاعداء وخدعوا.

شجرة غارسها غارس الطورانية التركية، شجرة زقوم طلعها رؤوس الشياطين، فأثمرت اثنتين وعشرين دويلة ليس للقومية فيها نصيب وعلى راس كل واحدة ناطور يحمل معول الهدم، وساطور القتل فمتى اراد اهل دويلة التقاط انفاسهم والخروج عن الطوق وخلع ربقة التبعية قام الناطور فقطع الاغصان وقطف الزهر على فوهة البندقية، فلم تجاوز الشجيرة حفرتها الوهمية والحالمون والمخدوعون يصرخون فلتحيا القومية، صراخ في واد سحيق لا صدى له واحلامهم اوهام. فالشجيرة وهم ومن اعطاك يمنعك.

شجيرة كلما اهوى الناطور عليها بالفأس محطما صاح بنشيج المخادع: (فلتحيا الأمة العربية فلتحيا القومية)، شجيرة كلما نبت حولها للحرية صوت اخمده الناطور بأزيز الرصاص وهدير المدافع وزد وجبة البراميل المتفجرة، وهتافه المخاتل (الموت لإسرائيل الموت الموت) والغريب العجيب انه في كل مرة تكون رؤوس الاسلاميين رمزا لفداء القطرية باسم القومية، فتعلّق الرؤوس على الشجيرة وتقدم في المحفل قربانا وهدية ليرضى هبل الغرب وسدنة المعبد، وحينها ينهض كبير السدنة في تل الربيع (تل ابيب) منعما على النواطير بأوسمة الاخلاص والبقاء في سدة الحكم... فاليوم لكم تحت المعبد ظلا... ويهرعون الى كرسي الاعتراف خائن يزكي خائنا ويشون بمن فكر ان يروي شجيرته من ماء الحياة بعزة وكرامة، فيطيحون برأسه على مذبح الذلة ويقدمونه قربانا متزلفين، فكان أسد الرافدين كبش الفداء في مشهد لم نعهده ولم نسمعه الا ما كان من ذلة الاعراب على عتبات الفرس والروم يوم كانوا يسوقون بناتهم لاعيان الفرس رهبة ورغبة.

شجيرة طلعها فرقة وهوان وماؤها دم الامة المراق ظلما وسادية. شجيرة وئدت في مهدها وليتها رأت النور فمصيبة تهون مع اخرى، شجيرة صار الحالمون بها معول هدم في ايدي سدنة المحفل وعبدة الكرسي، شجيرة امسى وبات واصبح الحالمون بها كمن قام من فراش المس فضلوا، وصاروا يشربون الدماء غبوقا ويهدرون ماء وجوههم من الطلوع الى الطلوع، قاموا كمن أضاع الدليل في عرض البحر يخبطون خبط عشواء في ليلة ظلماء، فلا ارضا قطعوا ولا ظهرا ابقوا ويهتفون: تعيش القطرية سبيل القومية، ويعزفون لحن التيه، أنا الحرية والحرية أنا، انا البشرية وانتم قرود داروينية.

شجيرة حنظل في منبت سوء، طلعها الزقوم، بذرتها شعرة خنزير، دعاتها مظللون (بالفتح والكسر)، ورعاتها حاقدون، باسمها يسفكون دماء المؤمنين بوحدة الامة، وصار نشيد الحالمين بظلها: فلتحيا القطرية، فلتحيا الحرية بلا حرية... وعند النشوة يصرخون فلتحيا القومية وليت شعري كيف يحيا من ولد ميتا

الدكتور محمود الهواوشه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات