" العسكر وشارع الهرم والأزهر"


اسدل الستار على ما سمي يوما بالثورة المصرية أو ثورة أم الدنيا ، وانتهت القصة بأن عادت مصر لأربع سنوات للخلف ، وهذا يعيدني الى مصر قبل سنتين ومن خلال زيارة دراسية لمدة اسبوع وبعد أن " لفيت" في شوارع القاهرة على " كعبي " ، وسؤلت سؤال مباشرا من احد الاكاديميين المصريين عن رأي بما يحدث في مصر وماذا ينتظرها بعد ثورة الربيع المصري؛ قلت له أنكم في مصر أم الدنيا قد انتهت ثورتكم بميدان التحرير وتم غلق الباب عليها بقفل والقي مفتاح القفل في نهر النيل ؟ .

وهذه قصة ثورة مصر بكل بساطة؛ وهي تستند على إرث سياسي دام لأكثر من خمسين عاما تولى خلالها حكم مصر العسكر والأزهر وشارع الهرم ،وهؤلاء الثلاثة هم أول من تصدى للثورة ووقف بوجهها مناديا بعودة الأمور لما كانت عليه إما بالكلام والردح كشارع الهرم أو بممارسة الصمت الذي يسبق المعركة كالعسكر أو بعمامة بيضاء التي اكتفت بعدد قليل منها في شارع الثورة كي يجدو لهم مقعد " قفى" في الثورة وبصمت يشبه صمت الحملان .

والمتتبع للطرح الإعلامي اثناء فترة الثورة المصرية سيجد أن تلك الثلاثية هي التي ملكت زمام امر الثورة عبر مراحل محددة؛ تمثلت في ما يطلق عليه تسليم مفتاح من باب الى الباب الذي يليه إلىأن انتهت بتسلم الثلاثية تلك زمام أمر مصر في الخطاب الرسمي يوم الاعلان عن نزع الإخوان عن سدة حكم مصر وتولي العسكر.

وعندالحديث عن فترة " الحلم " للحكم الإخواني في مصر وهي فترة عشت منها اسبوع واحد فقط في مصر ، فقد تم الدعاء بسقوط حكم المرشد كتابة على ارصفة الشوارع وعلى جدران جامعة القاهرة وجدران المباني المحيطة بميدان التحرير، ومن بين ركام حكم الإخوان لمصر خرج ابو الهول من مرقده وتحركت الاهرام من مكانها وكل ذلك بمشيئة الأزهر وبقوة العسكر وهز خصر شارع الهرم رفضا لهذا الحكم ، وختمت القصة بوصلة ردح وبكاء على طرفي شارع الهرم الذي تم في احدى زواياه تبرئة الرئيس حسني مبارك ، وبقي فقط مباركتها من قبل الأزهر كي تكتمل الثلاثية ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات