جراسا -

آسف كما يسميك محبيك
عزيزي محمد…….
ها أنا اليوم بعد رحيلك، أربت على كتف ذاكرتك المتخمة بحزن سنينك الثّكلى عليك.
أعلم، لن نرىَ بريق الموت المستتر في عينيك بعد اليوم… لن نراك، لن تنعم نواظرنا بتسلّق تضاريس هيبتك الشّاهقة على امتداد جسدك الغائب.
أعلم، لن نسمع أجراس الموت تدقّ في شفتيك بعد اليوم… لن نسمعك، لن تتّسع مسامعنا لدويّ لحن رجوعك .
أعلم، مذ احتضنك القبر تحت أجنحة التراب، غدوت طاعن في الغياب كشيء ذاهب،
أعلم ستمنحك أفواه المحبين الواقفين أمام قبرك نياشين السّلام، والمحبة ، والصدق،والطّهر والوفاء،
سيقولون: (عظيم اغتاله الموت في عز الشّباب).
لا عليك…..
عزيزي محمد (حموده) :
(( أنت ميّت، إذن أنت لست موجود))
لذا…..
سأبعث برسالتي هذه
إلى أشياءك…..
قمصانك الخاوية
عطرك…. رائحتك
فراشك المستيقظ بعدك أبداً……
فراشك ….. لم تعد تقاسمه وحشة الليل، لم يعد يقاسمك الأرق.
الشوارع….. تبكي خطى قدميك
الأمكنة….. تعبق بوقار حضورك
أحلامك المتجمدة
أمنياتك الواهنة
سنينك….. تلبس ثوب عزائك

إلى تلك المحترقة بصقيع رحيلك، تلك التي شاركتك الحياة، وهدهدت فجيعة عمرها بأكفّ لهفتها عليك، وسقت بدمعها أرض القدر، لتنبت موتاً، أطفأ ألق الأمل في أحداقها، فباتت سليبة دهر، تسمع أنقاض صوتك الشّجي، تحتسي لوعة الفراق، وفتات الحزن في أدراجك الصّامتة…… إلى المنكوبة ( زوجتك).
ثم أولادك وإخوانك وأخواتك الذين فجعوا برحيلك لهم من الله الصبر والسلوان
وبعد ذلك أصدقاءك ومحبيك وخاصة في الملاعب فلن ينسوا حضورك أبدا وعظم الله أجرهم لكبر مصيبتهم
طوبى لك ايها الطالب والرفيق أنت، فلتتلقفك أكف الرّحمة في ديار الرّحمة، أخلد إلى خلودك،اظفر بلقاء ربّك ذو المغفرة، الأزلي الأبدي، ، دع لنا شقاء الحياة وامض إلى رحابة السّماء، إلى نعيم إله الخلق، واهب الحياة وواهب الموت في سواء.
امض…. فلك رحيق الحياة ولنا إكسير الموت
إلى كل من يتعثّر بصرهم بهذه الكلمات الخرساء: أستجديكم أن تدعوا له وأن تسألوا الله له المغفرة والرّحمة ،وأن تكون الجنّة من مناله، وأن تقرأوا الفاتحة على روحه الطّاهرة