لا تخافوا الفاسدين


العبرة بالإرادة العليا ...كان الفاسدون يرعبوننا كما في قصة هذا المخلوق الصيني التعيس .كنا ننظر اليهم وهم يدسون أيديهم في جيوب المال العام دسا كاملا ...كانوا حيتان وباطشون كبار ...كانوا يعذبوننا وكنا نبتسم إليهم مكرهين وكان المطلوب منا القيام بالعملية السهلة التالية (اسكت وابتسم فقط ) كنا نظنهم خطرين ،وكان إظهار الإعجاب بهم مرغوب فيه.. وليمة أو مقال او تهنئة او هدية في مناسبة على سبيل المثال ...كنا نصدع صدعا كاملا بما نؤمر تحت طائلة التهديد وخشية إدخالنا في سراديب طويلة من تهم ( التغريد خارج السرب ،والاجنده المشبوهة ،واغتيال الشخصية ،والخيانة ،والنيل من الوحدة الوطنية.....الخ ) كان هذا الحمار الصيني البائس معلما وأستاذا مرعبا لنا في كل شيء، كان يفقهنا في أصول الديمقراطية ،ويلقننا كل يوم قواعد العدل والنزاهة ويشد وثاقها ويربط ألسنتنا بنفس الوقت، وكنا نقشعر منه ونختبئ بين أدغال الرعب . حتى إذا استحضرت الإرادة العليا انقضت عليه وطرحته أرضا.

لقد أحصت الإرادة العليا الفاسدين عددا فشتت شملهم , وفرقت جمعهم ، فمنهم من ابتلعته السجون، ومنهم من فر كالفأر المذعور ،ومنهم من ينتظر ولا زال يلتصق بجدران النظام وفي مؤسساتنا ألكبري ومنصات إطلاق القرار..لقد تبدلوا تبديلا وتكشفت حقيقتهم ، وتبين لنا أنهم كقصة هذا الحمار (كان سكان قويتشو على جهل مطبق بالحمير .وذات يوم اشترى احدهم حمارا من خارج المدينة ،ولكنه لم يعرف كيف ينتفع به ،فتركه يرعى بحرية عند سفح الجبل.

وجاء نمر من بعيد ،ولما رأى الحمار لأول وهلة اعتراه ارتباك ،ظانا انه حيوان خطير ، فاختبأ بين الأدغال .وبعد وقت قصير .أطلق الحمار نهيقا اقشعر منه النمر .وفر هاربا بسرعة البرق .

ولكن ، مع مرور الأيام لم يعد النمر شديد الخوف كالسابق ، لأنه تعود على رؤية الحمار ومتابعة حركاته ،فاستجمع شجاعته واقترب منه مسافة معينه ،فلم يجد شيئا يخيفه، واقترب أكثر فلم يصدر عن الحمار ما ينذر بالخطر ، وشجعه ذلك على التقدم أكثر حتى وثب بجانب الحمار ،وحاول التحرش به ،ولم يصدر عن الحمار أي رد فعل سوى الرفس برجله الخلفية ، وعندها انقض عليه وطرحه ثم اخذ... ) وخلصنا منه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات