أكثر ما يثير الاستغراب عند لقاءك بالأردنيين العائدين من بلاد الغربة في الصيف؛ أنهم يمدحون الدول التي يقيمون بها من خلال نقطة واحدة فقط وهي أنهم هناك يشعرون بالأمان والعدالة والمساواة مع بعض التحفظ على مفهوم المساواة ، وأن شعوب تلك الدول وخصوصا الامريكية منها والغربية تتقيد وتلتزم بالتعليمات كافة وبالذات فيما يتعلق بقانون السير، بينما عندنا هناك فوضى عارمة مما يجبرهم على أن يصبحو فوضويين عند قياداتهم لمركباتهم في شوارع البلد .

وكان الرد عليهم من قبلي يأتي من منطلق أنهم مجبرين على الالتزام بالقانون وقواعده وبالذات فيما يتعلق بالسير على الشوارع ؛ لأن حجم العقاب الذي يقع عليهم كبير مقارنة بحجم العقاب المعمول به في البلد ، وفي نفس الوقت أطرح لهم مثال بسيط عن حجم الخوف من القانون في تلك البلاد، فعندما تنقطع الكهرباء في مدينة ما تصبح تلك المدينة في حالة طوارىء وتتدخل قوات الأمن والجيش لحماية املاك الناس من السرقة ، لأن انقطاع الكهرباء يعني عدم وجود قانون يعاقب عليه .

وبالمقابل في بلدنا تنقطع الكهرباء وتبقى البلد والناس تحت القانون ؛ وهنا نجد أن المشكلة لدينا في هذا القانون الذي يطبق في بلدنا وحجم العقوبات التي تقع على من يكسر هذا القانون ، وهنا نتحدث عن قانون واحد فقط يتعلق بقانون السير الذي يقتل به الانسان ويتعرض لإصابات كبيرة قد تؤدي الى عاهات ونسب كبيرة ، وتكون النتيجة أن من تسبب بكل ذلك يخرج في اليوم التالي من الحجز ويسير في الشارع وهو يقود مركبته التي قتل بها شخص أخر أو اصابه بعاهة .

وهذا الحديث جاء تعقيبا على قرار لاحدى المحاكم الأردنية التي قضت بحبس مواطن لمدة سنة واحدة بعد تخفيفها من ثلاثة سنوات شاقة واسقاط الحق الشخصي للمتضرر نتيجة لقيام الشاب بضرب المتضرر على كتفه واذنه ، وادت الضربة لحدوث عاهة بنسبة 20% في جسم المعتدى عليه ، وسائق المركبة المتهور في الأردن يقتل ويصيب بهعاهات وبنسب تصل الى 60% ويغادر الحجز خلال أقل من اربع وعشرين ساعة يتبختر ؟ .