جراسا -

خاص - نضال سلامة - شهدت الأيام الماضية وقاحات ارتفعت وتيرتها من قبل المحتلين الصهاينة في القدس ، بل تعدت على ثابت أردني أحمر لا يختلف عليه اثنان ، فالوصاية على المقدسات الاسلامية في القدس توارثها الأردنيون كابرا عن كابر ، من لدن فاتح القدس الأول نبينا محمد " صلى الله عليه وسلم " مرورا بالشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى الذي رقد بسلام بجوار الأقصى الشريف وحتى يومنا هذا .

مطالبات لسحب الوصاية الأردنية عن الأقصى وقبل ذلك انتهاكات للقدس ومسجدها منذ الاحتلال ، و اليوم تعد على السيادة الأردنية بإغلاق المسجد وبتصريحات يمينية متطرفة وممنهجة من قبل الاحتلال يقابلها خطاب رسمي من قبل الحكومة لم يرق الى مستوى الحدث المطلوب ، وفي كل مرة تطالب الحكومة برفع وتيرة التصعيد ازاء تلك الوقاحات يكون الرد الرسمي أن وجود سفيرنا هو لغايات التيسير على المواطنين الفلسطينيين انسانيا و للإشراف بشكل مباشر على المقدسات .

تجرؤ الاحتلال على اغلاق المسجد الأقصى لفرض التقسيم الزماني والمكاني هو بمثابة دعوة لطرد التمثيل الدبلوماسي الأردني هناك لأن هذه الجريمة شكلت خرقا صريحا لبنود اتفاقية وادي عربة التي تنص على بقاء الوصاية الأردنية على القدس ، فلم التلكؤ والانتظار يا حكومتنا والاحتلال لا يقيم لك وزنا ؟.

لم التردد و وزراؤهم صباح مساء يهددون الأردنيين في أمنهم القومي والوطني وثوابتهم ، لم سارعنا بطرد السفير السوري بهجت سليمان - ونحن مع هذه الخطوة - ووقفنا جامدين حينما امتدت يد الغدر الى ثابت من ثوابتنا و خط أحمر من خطوطنا الحمراء ولم نكتف بذلك بل تحولنا الى بوق يختلق الحجج والأعذار في سبيل عدم الرد على الإجرام الصهيوني في القدس ؟

حكومتنا التي لا زلنا نأمل أن تكون رشيدة إن لم تعلنيها صريحة فسنعلنها نحن الشعب الأردني قولا وعملا " السفير الاسرائيلي غير مرغوب فيه " فإما أن تنحازي الى الشعب و إما أن تكوني نقطة سوداء في تاريخ القدس والأقصى .