يتطلع الاردنيين لغد مشرق عبر افق بعيد لتغيير مرتقب عله يبزغ يوما ماء من استفاقة ضمير النظام لمراجعة استراتيجية للمفاهيم والسياسات والاهداف التي يحكم بها الاردنيين والتي بظاهرها وباطنها وبنتائجها لم تفرز الا احباط عبر احباط للمواطنيين وهم يرقبون بام اعينهم كيف حولت احلامهم الى تطلعات مسئول وحقوقهم الى مكرمات وكيف ان واجبات الدولة صارت انجازات مخلوطة بالامهم وجراحهم التي بنظر الدولة تحديات.

يصر الاردنيون على التفكير باسلوب منطقي بعيدا عن الغوغائية, تفكير صامت لاصخب ولا ضجر فيه فهم لم يقلدوا اشقائهم العرب في موجة الربيع العربي وذلك املا بان تسير رياح الاقدار بمحاذاة اتجاه بوصلة امالهم واحلامهم المصطدمة دائما بتطلعات وحكمة ومهارة وذكاء المسئول الذي يفكر نيابة عنهم ويخطط نيابة عنهم ويسالم ويحارب باسمهم كيف لا وهو اله الامن والامان شرقي النهر الذي تعمد فيه السيد المسيح بعدما قدم خده الايمن ليلطم .

يطالب الاردنيون فيمنعوا, يقترحوا فيخالفوا , يبدوا ارائهم فيقمعوا, يبادروا فتجهض مبادراتهم بمبادارة المسئول ومن يسير بركبه فيطرح لهم شعار نحو اردن احضر عام 2000 ليجدوه صحراء قاحلة حيث غابات برقع تقطع اشجارها , ثم يبتكر الحكام الفاظا ومصطلحات تستخف بعقول الاردنيين ليقولوا لهم كلنا الاردن فيجدوهم هم الاردن والاردنيون عمال بمزرعتهم. يسنمرون بطرح الاحجيات والالغاز عليهم فاصلاحهم تدرجي عبر سلم طويل بصناعة انجليزية ومواصفات ومقاييس امريكية وشهادة منشاء اسرائيلية فيتمجدون بديمقراطيتهم الفريدة في الاقليم وبرلماناتهم العتيدة والتي لم تشارك بالسياسة بقدر بروتوكولاتها التقليدية لتحقيق ادنى شروط المساعدات الخارجية.

يفكرون بعلاقاتهم مع الاردنيين بمنطق مجالس الادارة في الشركات الكبيرة حين يضعون خطط رفع معنويات العمال فيوهموهم بانهم يعملون معهم بروح الفريق الواحد وبان رايهم يحترم ويؤخذ به وبانه من الضروري ان يرتبطوا بالحكام الاداريين وعليهم ان يعملوا بادوار المخاتير واصدقاء الشرطة وان يصفقون ويسحجون لكل قرار حكومي فتغمرهم سعادة غامرة برضى مدير القضاء ومراسل الدائرة الامنية ليهمس باذانهم بانهم من رواد العمل الاجتماعي الذين يستحقون كرت دعوة لمناسبة عامة وقد يمرر اسماء البعض ليرشجوا لمجلس النواب القادم كمحسوبين على الدولة.

ومع ذلك يفكر الاردنيين بذكاء فهم يعرفون اللعبة والسيناريوا والانتاج ويتهامسون ويتغامزون ويصلون من اجل ان ينقذ الله وطنهم من هذه الفئة الباغية التي لم يعد يهمها وطن ولا مواطن بقدر مصالح الغير قبل مصالحهم فمصالخهم قد تستدعي ان يهتموا بمن يمولهم بالضرائب وبمن يحميهم من ابناء دافعين الضرائب فلا ابلغ تسمية للمواطنين من دافعين الضرائب المموليين لبطش دولتهم
---------------------
هيثم الحنيطي
haithmalhunity@yahoo.com