تعيد ترتيب ذهنها في كل مرة تجلس امامها احدى النساء طالبة منها أن ترسم لها بالحناء على كفييها أو ذراعها ، ومكان الرسم يختلف بحسب قدرة وجراءة من تريد الرسم والتي ترسم في نفس الوقت ، وتنتهي معركة الاتفاقبين طرفي معادلة الرسم بالحناء بأن يخرج الطرفين راضيين مع قليل من الامتعاض ، وفي أق لمن اسبوع يختفيالرسم وتنتهي القصة كاملة من جذورها ، والشيء الوحيد المتبقي تلك المرأة التي تجلس في نفس المكان كي ترسم بالحناء .

وهذه حال ما تقوم به دول الغرب من حشد تحالفات سياسية وعسكرية للقضاء على ما يطلق عليه تنظيم داعش ، فتلك الدول تقوم بالرسم لدول التحالف العربية منها بالذات ومن خلال اقلام الرسم وعلى لوحات الرسم اجمل الاشكال الجغرافية التي سوف تنتهي بها معركتهم ضد داعش ، ويكون هناك نقاط خلاف كثيرة ولكنها في النهاية تصب على شكل اجماع لصالح ما تطرحه دول التحالف ولسبب يشابه شبب المرأة التي ترسم الحناء لبقية النساء ؛ بأنها هي من تملك الخبرة بالرسم " الحرب " وبالتالي على دول العربية أن تؤمن بمقدرتها على إخراج الرسم بأجمل اشكاله .

ولكن فترة الاسبوع في رسم الحناء هنا سوف تمتد لسنوات طويلة وعلى اراضي الدول المتحالفة " عربيا " ، وتتحول مع الوقت الى رسومات من الرعب الأمني والفكري لدى اجهزة أمن تلك الدول ، وتغادر دول التحالف الغربية قاعة الرسم بشكل يخالف دور رسامة الوشم بالحناء وتترك الدول العربية المتحالفة معها تتحمل عبء ووزر ما قامت برسمه لها من روم تخالف منطق وثقافة وعقدية تلك الدول ، ويصبح الوشم الذي رسم مجرد عارا اخلاقي وفكري سوف تحمله تلك الدول على جسدها لسنوات طويلة .