إصلاح المجتمع أهم من إصلاح النظام


القوى الأجتماعية والسياسية والدينية منها خاصة مطالبة بتعديل برامجها وادوات عملها بحيث تنتقل الى إصلاح المجتمع ، فالحالة الراهنة والواقع الحالي لمجتمعنا وصل الى ما يسمى بالخط الأحمر .
والدولة مطالبة بالبدء بعملية إصلاح واسعة لأفراد المجتمع ،بدءا من المدرسة والإعلام والجامعة والوظيفة ووقف التدهور الحاصل في قيمنا وأخلاقنا والذي تتحمل الدولة المسئولية العظمى مما وصلت اليه الحال بفعل سياساتها وأنظمتها و سلوكها غير الحضاري في إدارة الدولة والمؤسسات ،وبدأت تعكس نفسها تحديا يواجه الدولة نفسها .
القيم الأخلاقية في أزمة ، والمعايير الأجتماعية المتفق عليها " العهد الاجتماعي " المتعارف عليه بين الناس مهددة بفعل طغيان ظواهر التمرد و" البلطجة " وعدم احترام القانون والنظام ، وهناك تطورات خطيرة في تطور الحالة النفسية للمواطن الأردني حيال تعامله مع الدولة والمؤسسات والمجتمع ، بدأت ملامحها في الأداء الوظيفي المترهل غير المنتج وحتى في ظواهر الغش حتى في امتحانات المدارس والجامعات ، وبدأت معها مظاهر أخطر في تعامله " الفض " مع اقرب الناس اليه من أقارب وجيران ..
وأما المعايير السياسية والمؤسساتية فحدث ولا حرج ،بل هي في اسوأ صورتها ، ومن يتابع واقع البرلمان والبلديات والمؤسسات الرسمية ومن يقودها ومن وصل اليها وبأي طريقة وصل ، يدرك " فداحة " ما وصلت اليه حال تلك المؤسسات وحال رجالاتها .
الوظيفة لم تعد الهدف .. والهدف ما تجنيه الوظيفة من مكاسب أخرى تفوق عشرات أضعاف بل مئات ما يكسبه من الوظيفة ،خاصة اولئك العاملين في مؤسسات الجمارك والضرائب والبلديات والنواب والعطاءات في كل مؤسسة !
قتل وذبح ومصادمات ومواجهات واطلاق نار في كل حي وكل قرية وكل مدينة وكل يوم تقع اكثر من جريمة . لدرجة أن يطلق النار على مواطن تأخر في تحريك سيارته من أمام اشارة ضوئية ،او لمجرد انك نظرت الى شخص نظرة لا تعجبه !
ازدياد واتساع ظاهرة " بل وثقافة " الرشي والخاوات والسمسرة حتى تنهي معاملتك الشرعية والرسمية ! بل وحتى تصبح وزيرا او نائبا او عضوا في مجلس بلدي ..او حتى عامل في البلدية كي تحقق الهدف المطلوب من وراء الوظيفة !
المخدرات بكل انواعها تباع احيانا بالعلن ،وغالبية المقاهي او كافتيريات القهوة المنتشرة في البلاد طولا وعرضا تنال نصيبها من هذه التجارة !
لازلنا في مرحلة الظواهر تلك ، وعلينا التعجل بالإصلاح قبل أن تتحول تلك الظواهر الى ثقافات يوسم بها مجتمعنا ويصعب فيها



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات