هموم تطوير التعليم


يحظى التعليم بأولوية قصوى في كثير من دول العالم التي تسعى باستمرار للنهوض بالإنسان الذي يعتبر أداة التنمية المستدامة وغايتها في ذات الوقت.

كثيراً ما يشغل بال المهتمين والمخلصين والمساندين أسئلة مثل: كيف نحسن عملية التعليم؟ ما أنجع السبل لتقديم الأفضل؟ وما أفضل الممارسات التعليمية؟ كيف نعالج المشكلات؟ وهل تحظى الأجيال بأقصى ما يمكن؟

نظام التعليم كغيره من الأنظمة له مدخلات تخضع لمعالجات لتتحول بدورها مخرجات فيتم تقييمها لتعود الدورة من جديد.

محاولات التحسين والتصحيح والمعالجة تخضع لكثيرِ من الاجتهادات التي قد تكون موفقة أو تعود بنا إلى بداية الطريق.

منذ عقود دخلت التكنولوجيا على التعليم لتسانده وتأخذ بيده كي تخلصه من كثير من مشاكله القادمة اليه من منابع مختلفة وروافد متنوعة.

فمن دافعية هامدة لدى المتعلمين الى تأهيل غير ملائم للمعلمين الى معالجات بالية وأساليب بائسة ومناهج جامدة واسرة مهمومة بسبل عيشها وسياسات عفا عليها الزمن يئن التعليم تحت وطأة التقليد والتلقين والروتين ويبدو كأنه لم يستفد من كل حراك التطور من حوله.

قبل عقود تفاخرنا بدخول الحاسوب الى عالم التعليم وإن شئت فقد ولج التعليم طائعا ًإلى عالمه من أوسع الابواب.

تعامل التعليم مع الحاسوب بداية كمادة تعليمية مستقلة وكانت المرحلة الثانية أن تم الاستفادة منه في إدارة العملية التعليمية إلى أن وصلنا إلى مرحلة دخول الحاسوب في صلب العملية التعليمية ذاتها وهو تدرج منطقي فرضه تطور ثقافة الحاسوب في المجتمع.

لغايات التقييم الموضوعي فقد كانت هناك إيجابيات كثيرة تمثلت في زيادة جرعة التشويق التي بدورها حركت بعض الدافعية لدى المتعلم وهذه بدورها نمّت لديه حب الاستطلاع وتم تقليص الفروق الفردية بين المتعلمين وتحسين الإدارة التعليمية خاصة أنها تمتاز بأنها جماهيرية ينبغي أن ترضي جمهورها وأنه زاد فرص التعليم خاصة لمن يعانون صعوبات التعلم وقلل وقت التشتت لديهم وساهم في تحسين فرص التقويم والتعزيز الذاتي وحفز العديد من المهتمين لتصميم البرامج التعليمية البارعة وقد اثنت العديد من الدراسات على دور الحاسوب والتكنولوجيا في تحسين عمليتي التعليم والتعلم.

لكن لعدم تجاوز الموضوعية أيضا فقد رصدت العديد من السلبيات منها نقص البرامج التعليمية بمستوى رفيع خاصة باللغة العربية وأن تصميم البرامج وإعدادها يحتاج زمناً طويلاً وأنه جر المتعلمين إلى ساحات أخرى مع عدم اتقان المعلمين لاستخدام الحاسوب والتكنولوجيا وهنا يجدر طرح السؤال التالي:
هل كانت الفائدة المتحققة من استخدام التكنولوجيا توازي كلفتها العالية؟

قد يقال إن النظرة الاقتصادية للتعليم تقلل من شأنه لكن حتى في ظل هذه النظرة والتعلل بنقص الموارد في بعض الدول فإن الاستثمار في التعليم يعتبر منتجاً اقتصادياً مجدياً خاصة في عالم الاقتصاد المعرفي الذي يقوم على إنتاج المعرفة وتدويرها والتجارة بها.

لا يمكن للزمن أن يعود إلى الوراء وفي ظل التسارع للولوج بقوة في بوابة التعليم الإلكتروني تبقى المراجعة للمنافع والاضرار والعمل على تحسين جميع مفاصل العملية التعليمية هي الطريق الأمثل لتصحيح المسارات ومن ثم تحقيق الأهداف والغايات حتى لا يصبح استخدام التكنولوجيا في التعليم هدفا مستقلاً وغاية لذاتها فقط.
الدوحة -قطر



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات