هل الدواعشه إمتداد لتسونامي الربيع العربي؟؟


في اكثر من ستة عقود متسلسله استطاعت الاستخبارات الامريكيه اللعب بالثلاث ورقات خارج حدودها واحيانا نجحت لكنها ايضاً أخفقت في مرات عديده ولست بصدد تسليط الضوء عليها.. ففي الاربعينيات باركت امريكا ودعمت اقامة ما يدعى بدولة اسرائيل على ارض محتله وطردت شعبها وهجرته بعدما نكلت بهم.. تلتها في خمسينيات القرن المنصرم الحرب الثلاثيه بمساعدة بريطانيا وفرنسا على جمهورية مصر العربيه لتثخنها وتوقف المد القومي المصري الذي كان يرعاه عبدالناصر.. وفي الستينيات دعمت اسرائيل في حربها مع مصر والاردن وسوريا فاحتلت سيناء والجولان والضفة الغربيه.. تلتها حرب تشرين والتي لا زال العرب يتفاخرون بانجازاتهم بها برغم انهم لم يستعيدوا شبراً واحداً بل وصلت القوات الاسرائيليه بدعم جوي امريكي الى اعتاب القاهره وابواب دمشق الأمويه..

لم تنتهي خيوط المؤامره بل دعمت وصول الشيعه الى الحكم في ايران لتفتيت الصف الاسلامي بين سنّه وشيعه,, ودعمت وأججت الحرب بين الجارتين العراق وايران لينهي كلٌ منهما الآخر,, وعندما خرجت العراق قويه بعدما استنفذت عائدات نفط الخليج ,, أتهم العراق بامتلاكه لأسلحة دمار شامل يهدد أمن اسرائيل فأعلنت الحرب على صدام في مطلع التسعينيات بعدما اوهمته بإمكانية ضم الكويت للعراق وجلبت عسكر العالم لتحرير الكويت وضرب العراق في حربين قذرتين أتت على بنية العراق التحتيه لتتركه يصارع الفتنه والاقتتال الى يومنا..

كما انها بعد استراحة المحارب, جمعت الجهاديين من كل حدبٍ وصوب في افغانستان لتحرير البلد المسلم من نير الاحتلال الشيوعي الكافر ودعمتهم بالمال والسلاح,, وبعد خروج الروس قويت شوكة الجهاديين حتى انهم بدأوا يهددوا امريكا ومصالحها, وانقلب السحر على الساحر ولا زلنا نذكر سبتمبر اليفين..وانغمست في الوحل الافغاني وغرقت في الطين العراقي ايضاً حتى حكم الأخير الأفريقي الأصل اوباما حيث استطاع ان يعيد قواته من العراق والغالبيه من افغانستان بعدما عادت اكفان الالوف ملفوفه بالعلم الامريكي ابان حكم المهووس بوش الابن.. لكنهم بعد تجرعهم المرارة أخذوا على انفسهم عهداً بتدمير الشرق الاوسط وتفتيته بعيداً عن مصادر النفط..

واجتاحت بلدان العالم العربي ما سُمي بثورات الربيع العربي بدءاً بتونس وخلع المخلوع .. مروراً بالحرب اليمنيه والتي لا زالت شرارتها متقده.. ومن ثم انهاء حكم الدكتاتور الليبي ومن بعده المصري وعاثوا فساداً وافساداً ولم يستقر الوضع ولن..وها هي سوريا تعيش مرارة الاقتتال والتهجير والتدمير الى يومنا..ولم تستقر لبنان ولم يستقر العراق..الى متى؟؟

ظهرت داعش وكما قالت السيده كلنتون انها ولدت برعايه امريكيه كان يراد ان تظهر في غزه وسيناء.. بدعوى الدوله الاسلاميه وما رافق ظهورها من زخم اعلامي وتشويه للدين الاسلامي بالقتل بالسيف ودحدلة الرؤوس وتهجير المسيحيين من الموصل واخبار السبايا وتجييش العالم اجمع خوفاً من هذا البعبع الاصولي الاسلامي وكذلك الدول المحيطه بما فيها الخليجيه..فهل تنظيم داعش يمتلك خبرات استراتيجيه وتكتيكيه تجعل الجيوش المنظمه تتقهقر امامه؟؟ أم ان هناك سؤال مشروع عن توقيت ظهوره وقدراته الخياليه تجعل من دول العالم اجمع تلتقي لوقف زحفه؟؟ لا أخالني أصدق ان جحافل المتمردين كما يوصفوا وكما شاهدنا من تصرفاتهم في القتل وغيره انهم بالحجم الذي يستدعي تكاتف دول العالم لانهاءه..باعتقادي ان آلة الاعلام الامريكوصهيوني استطاعت ان تأكل بعقولنا نحن العامه لنتخيل قدرات خياليه لمقاتلي داعش تفوق اسلحة الدمار الشامل والنوويه منها!!

من يقوم على تسليح داعش؟؟ ومن يدعم تنظيم داعش بالمال؟؟ ومن يوفر الدعم اللوجستي لجحافل مقاتيلهم؟؟ لا بد ان هناك جهازاً اكثر تنظيماً يقوم على ذلك وباعتقادي هو استمرار لنهج الاستخبارات الامريكيه السابق..فهل نتعظ؟؟



تعليقات القراء

عبدالله البطاينه
كل الاحترام والتقدير والعرفان على هذه الكتابة الرائعة وهذه هي الحقيقة بام عينها يا دكتور نصر بارك الله فيك
11-09-2014 09:38 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات