جراسا -

وصف القيادي في حركة "حماس"، في قطاع غزة د.صلاح البردويل، حكومة الوفاق الوطني، بـ"الميتة سريريًا"، في قطاع غزة، وذلك بقرار سياسي من الرئيس محمود عباس.

وقال البردويل في حديث خاص مع "فلسطين": إنه لا يوجد شيء ملموس للحكومة في القطاع، وأنها تتحمل المسؤولية، بفعل قرار عباس والذي ألقى بظلاله على الحكومة وكبلها لتكون مشلولة كأنها حكومة الضفة فقط".

وأوضح أن تصريحات "عباس" الأخيرة، وقيادة حركة "فتح" فاجأت الجميع، باعتبارها تجاهلا واضحا لما تم التوافق عليه، مضيفا "عباس نسي أو تناسى قصدا أننا قبل الحرب شرعنا في تنفيذ خطوات إنهاء الانقسام".

وأضاف أن كيل الاتهامات بأن حركة "حماس" تعرقل وجود سلطة واحدة، يتناقض مع فعل الحركة التي بدأت بالتوافق والتوقيع على الاتفاقات بتشكيل الحكومة واتاحة العمل أمامها بكل أريحية.

واستهجن البردويل اعلاء لغة الانقسام والتشكيك والاتهام من حركة فتح لحركته، بعد أن " قطعنا قريبا شوطا في الوحدة عبر الدم في الحرب على غزة، والوفد المشترك المفاوض في العاصمة المصرية القاهرة".

ولفت إلى أن حالات الطوارئ كالتي جرت في غزة إن جرت بشكل مشابه لها في العالم، يتجاوز حتى الخصوم أي خلافات ويتعالون عليها، "إلا أن إثارة النعرات من جديد يعد خذلانا للشعب الفلسطيني وأمرا غريبا".

وبين البردويل أن البعض ربما يلتمس لـ"عباس" عذرا على تصريحاته إن كان لديه أمل أو وعد سياسي معين من الولايات المتحدة الأمريكية، أو (إسرائيل)، وأن ذلك وراد "في عالم السياسة الرخيص".

وأردف قائلاً: " لكن للأسف لم نر من أمريكا تجاهه إلا كل تعنت ورفض لمبادرته، ووعيدا من قبل الاحتلال له"، مضيفا لا نفهم ما الذي يغري عباس للتنصل من الشراكة معنا، ولا توجد أمامه أي مصلحة حقيقية".

وطالب البردويل "عباس" أن يصارح الشعب الفلسطيني علنا إن كان يريد فك الوحدة والتنصل منها، مشيرا إلى أن أحاديث لشخصيات رسمية في دولة الاحتلال أشارت صراحة إلى أن تصريحات "عباس" وفقا لتقارير من جهاز "الشاباك" مقدمة لفك الشراكة مع "حماس".

وقال إن حركته لن تفك ارتباطها بالوحدة، وإنها تنظر إلى الوحدة بالأمر الاستراتيجي غير المرتبط بعباس أو "ترهاته السياسية"، وأن عليه في ذات الوقت أن يبني على خطوات المصالحة لا أن ينسفها.

وأضاف أن حركته لا تعطل عمل حكومة الوفاق، كما يدعي "عباس"، مشددا على أن هذا الاتهام "مزايدة سياسية"، ويسيء لمن يدعيه، مؤكدا أن حماس الميدان مفتوح لأن تقوم حكومة التوافق بكل مهامها.

وانتقد البردويل اختزال "فتح" للوحدة والمصالحة في ملف الحكومة، والتملص من دفع أي استحقاق، مضيفا "هذا منطق أعوج، وليس هكذا تقاد الأمور، اجلسوا لنتباحث في كل شيء وأن نكون شركاء حقيقيين".

ولفت إلى أن "عباس" لم يفكر جديا حتى في إصلاح منظمة التحرير، ويريد أيضا أن تكون حكومة التوافق غير مسؤولة عن مجرد رائحة من حماس، ويتحجج بأن المجتمع الدولي لا يريد أن يدفع الأموال".

ونفى وجود أي حلول واضحة لأزمة رواتب موظفي القطاع، معبرا عن أمله في أن يحل هذا الملف، وأن يكافأ الموظف لا أن يجرد من راتبه بعد أن خدم الوطن والمواطن في أحلك الظروف وأقساها لثمانية أعوام.

وبشأن وفد حركة "فتح" المشكل للحوار مع حركته، قال البردويل إنه لا يوجد أي معلومة حتى اللحظة لوصوله للقطاع، وأن "حماس"، رحبت بهذه الخطوة، وترحب بأي حوار بعيد عن المناكفات وطرح للأمور على الطاولة.

وأشار إلى أن ما قيل من استلام حرس الرئيس لمعبر رفح والحدود مع مصر، أخبار طرحت إعلاميا لا علم لحركته فيها، وأنها في ذات الوقت جاهزة لأي طرح مشابه يتم التباحث والاتفاق عليه مع حركة "فتح".صحيفة فلسطين