الطبيب والمعلم والقاضي


الطب وما ادراك ما الطب , فهذه المهنة هي العنوان الابرز والاهم للانسانية بكل ما تعنيه الانسانية من قيم واخلاق سامية والطبيب هو ولي هذه المهنة وصاحبها والمطلوب منه كثير وعليه التزمات كبيرة اتت من طبيعة هذه المهنة, والطبيب يقف على رأس الهرم الطبي والصحي وفنيا لا يجوز ان تتقدم اية مهنة على هذه المهنة لخصوصيتها , وخصوصية المهنة تجعل من الطبيب كاتم اسرار البشر والمطل على واقعهم الصحي والنفسي والاجتماعي والوراثي ومن ينظر بعمق الى محتوى السيرة المرضية المطلوب من الطبيب ان يأخذها من المريض او اهله في حال عدم قدرته على ذلك تبين ما لهذه المهنة من قدسية تتفوق فيها على كل المهن والطبيب وحده المخول بالكشف على عورات الناس وسترها وبالتالي لا يجوز النظر الى هذه المهنة بسطحية او ببساطة تقتل قدسيتها .

اما المعلم فهو الاب الحاني والقدوة والمثال والذي به ارتبطت رسالة التربية والتعليم بكل ما في هاتين الكلمتين من معنى عميق فالمعلم او مربي الاجيال يمثل مهنة لها قدسيتها ولا يجوز القفز عليها او الاساءة لهاونجاح الامم متوقف على نجاح مهنة التعليم فيها وبالتالي لا يجوز ان يكون المعلم او المعلمة بطبيعة الحال عرضة لتشويه السمعة او الاساءة اليه لان ذلك يمثل اساءة لكل ما هو مقدس وجميل في ذاكرة الامم والشعوب والمعلم صاحب رسالة سامية وله حق علينا جميعا ان نحترمه الى درجة القدسية .

القاضي والحق والقانون , فالقاضي هو حامي حمى العدل وحارس القانون والعدالة واذا صلح القضاء صلحت الامة , فالقاضي يحمل رسالة حماية الناس من الفساد والتغول واكل الحقوق ويقف امامه الكبير والصغير وقفة المساواة واذا صلح القاضي صلح المجتمع واذا فسد القضاء انهارت القيم وغاب العدل لذلك لا بد من حماية القاضي ومنحه الحصانة ليحكم بما يرضي الله والضمير وليس ما يرضي القوي وصاحب السطوة والنفوذ واعتقد ان نزاهة القضاء تمثل مقياس حقيقي لتقدم الامم وسمو حضارتها وقدرتها على الاستمرار .

لذلك كله على الدول والحكومات ان تنظر نظرة خاصة للطبيب والمعلم والقاضي وان يمنحوا حقوقهم وان توفر لهم كل سبل الراحة والحماية والطمأنينة وصولا للرفه ليتمكنوا من اداء الرسالة السامية المنوطة بهم , فاذا اهين الطبيب سقطت الانسانية واذا اهين المعلم سقطت القيم واذا اهين القاضي غاب العدل وبالتالي من واجب الحكومات ان تعمل كل ما بوسعها لتحسين ظروف هذه الفئات , وعبر هذا المقال اتوجه لدولة رئيس الوزراء وحكومته وأٌقول بغض النظر عن كل التشريعات الايحق للطبيب ان يحصل على تأمين بالدرجة الاولى مهما كانت درجته الوظيفية ولخصوصيةمهنته وما يقدمه , وهنا اكرر ايضا لماذا لا يكون هناك سكن وظيفي للطبيب وعائلته في مكان عمله وخاصة في المناطق البعيدة والنائية ولماذا يبقى الطبيب مشغولا باله بقيمة نقطة الحوافز ارتفعت ام تدنت , نعم المطلوب ارساء حالة من الاستقرار الوظيفي للاطباء والمعلمين والقضاة لتستقيم الامور وليكون للانسانية معناها وللقيم دورها وللعدالة مكانتها , هناك قضايا كثيرة تحتاج ليجلس الناس لمناقشتها والوصول لحلول لها وقد تكون الحلول غير مكلفة واعتقد ان الابداع مرتبط براحة النفس والضمير , وبناءا عليه أقول للحكومة اريحوا النفوس والضمائر وقبل فوات الاوان , وأقولها وانا اعتبر من اشد الناس اعتدالا واحتراما للوسطية ولكن على حكومتنا ان تنظر بعين الرعاية لنا وان لا تجعل البعض يتحكم بالطبيب والمعلم والقاضي بل واذهب لابعد من هذا فانا اطالب الدولة ان يكون للطبيب والمعلم ادارات خاصة تتعامل معهم اسوة بالمجلس القضائي اي ان يكون هناك مجلسا للاطباء يكون صاحب ولاية عليهم حتى لا يتحكم بهم موظف يحمل في قلبه حقد على الانسانية وعلى الطبيب , هذا نداء اتوجه به الى الحكومة وواتمنى على الزميل العزيز وزير الصحة والذي له كل الاحترام والتقدير وهو منا ولا يستطيع ان ينسلخ عن جلده ان يدعم توجه تشكيل مجلس اعلى للاطباء يعتنى بهم وبترفيعاتهم ونقلهم وكل امورهم , هذا راي يقبل الصواب كما يقبل الخطأ فان كنت مصيبا فاعينوني وساعدوا على تحقيق المطلوب وان كان ذلك خيالا فوضحوا واقنعوا فلا احد يحتكر الحقيقة واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الامين .



تعليقات القراء

معلمة متقاعدة
ابني طبيب ووالدي كان قاضيا واناكنت معلمةاما من حيث عدم احترام هذه الفئات فهذا خطأواحترامهم واجب ولكن من حيث تحسين احوالهم المعيشية فالبلد مدينةوليس بالامكان افضل مما كان فالثلاثة رواتبهم اعلى من غيرهم ويريدون المزيداما من حيث التعدي عليهم فهذا لا يجوز ابدا حتى ولو كانوا مخطئين فامام الناس ان يشكوا هؤلاء الى الجهات المعنيه لا الاعتداء عليهم بالضرب وعلى الحكومة ان تضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بالاعتداء عليهم
08-09-2014 10:53 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات