التربية .. قرارات ارتجالية لا تفيد


في قرار مفاجىء غير مدروس وغير علمي ولا تربوي ولم يحسب نتائجه ، وتحت ذريعة تدعيم وتمكين طلبة الصفوف ألأولى في المرحلة الأبتدائية ،قرر وزير التربية اضافة 6 حصص دراسية إضافية لطلبة الصفوف الثلاثة الاولى !

ويمكن القول هنا وبناء على الحالة " الصعبة " لأوضاع المدارس والصفوف الأولى في المرحلة الأبتدائية أن متوسط عدد الطلبة في الصف الواحد في غالبية مدارس المملكة بسبب الأكتظاظ يتراوح بين 45-60 طالبا ، بالرغم من مناشدات ألأهالي بضرورة استمرار بناء وتوسيع المدارس لتواكب الأعداد المتزايدة وتستجيب لاستقبال الطلبة الوافدين والمهجّرين من دول عربية مجاورة دون ان تلقى تلك النداءات أي استجابة .

ويمكن التوضيح والقول ايضا ، أن متوسط عدد الحصص اليومية للطلبة في الصفوف الثلاثة الأولى هي 6 حصص ، ، فكيف يطالب الوزير بزيادتها الى 7- او 8 حصص دون حساب نتائجها على الطالب والمعلم والعملية التعليمية برمتها !

وامام هذا يمكننا طرح السؤال التالي : ما هي النتائج التربوية والنفسية و " الاستيعابية لطالب لم يبلغ ال 6 سنوات يمضي منها 7 ساعات على مقاعد الدراسة ويتلقى من 7 -8 حصص في مختلف العلوم في ظل اكتظاظ كبير داخل غرف صفية صغيرة ؟
وهل يستطيع طالب الأول الابتدائي (6 سنوات ) استيعاب علوم مختلفة يضاف لها ما تم اعتماده من حصص اضافية في يوم دراسي طويل !

كل الدراسات تشير الى أن الطالب في الصف الأول لا يستوعب اكثر من خمسة حصص لمادتين او ثلاثة فقط مع استراحات مختلفة في صف دراسي يبلغ 25-30 طالبا في غرفة صفية مكيفة ومناسبة بمساحة 6\4 على ألأقل كما تشير كل الفرضيات العلمية لأجواء الدراسة المناسبة لتلك المرحلة العمرية ، فكيف الحال في وجود 60 طالب في غرفة صفية 5\4 متر وهو يمضي 6 ساعات دراسية ومتوسط 7 حصص يومية ، ألم يراجع او يستشر الوزير علماء التربية والتعليم وعلم النفس والطفولة قبل اصدار القرار ! أم ان القرارات كما العادة اعتباطية لا مرجعية علمية ولا تربوية تلتزم بها .

قرارات الوزير تشير الى تخبط واجتهادات تخالف كل النظريات التعليمية والتربوية ،فأي زيادة في عدد الحصص لطفل السادسة جالسا في غرفة صفية ضيقة 6 ساعات يوميا ومكتظه ستؤدي لا محالة الى تدمير قدرات الطالب وانخفاض دافعيته وبالتالي شعوره بالملل والأحباط والتهرب او الغياب وعدم الرغبة بالدراسة ، ناهيك عن صعوبة ا ضبط تصرف 60 طالبا في الصف بحيث تكون نتائجها مدمرة بما يخالف كل نظريات المدرسة او الصف الملائم تربويا ونفسيا لطلبة الصفوف الأولى ، وكأننا نتجاوز كل معايير الصف او البيئة الآمنة المناسبة لتلقي العلوم لتلك المراحل .

ليس مهما أن تكون الاضافة على حساب نصاب المعلم دون أن يتلقى مكافئة إضافية ، بالرغم أن بقية المهن تتلقى دعما إضافيا حال تكليفها بعمل إضافي ، فذلك أخر ما يفكر به المعلم وإن كان من حقه الطبيعي لا توليه الوزارة اهتمامها ، وليس المهم ما سيمضيه المعلم داخل المدرسة من ساعات إضافية على حساب راحته وجهده ، المهم هنا أن نتائج تلك القرارات وإهمال الوزارة لأزمة الاكتظاظ في الصفوف والتوقف عن التوسع وبناء المزيد من المدارس للاستجابة للأعداد القادمة من دول مجاورة والتي باتت تصل الى ما نسبته 20- 25% من مجموع طلاب المدارس الأردنية يتطلب حل تلك المعضلات ومواجهة الأزمة بمزيد من التوسع والبناء وتخفيف الضغط على الصفوف ومن ثم نتحدث عن تلك القرارات واثارها السيء على دافعية الطلبة .

إعتراف الوزير بداية العام الماضي حول وجود 100 الف طالب في المرحلة الأساسية الأولى لايجيدون القراءة والكتابة لا يمكن أن يحل بتلك الطريقة وتلك القرارات التي ستضاعف من الأزمة في ظل الحالة الصعبة للمدارس ، ويمكن أن تحل عبر العديد من التوجهات والاجراءات التي تواجه تلك الظاهرة لو كان هناك توجها حقيقيا لحل المشكلة والخروج منها ..

يقول البعض أن هدف الحكومة والوزير معاقبة المعلم بسبب إضراب المعلمين للمطالبة بحقوقهم وتحميلهم اعباء إضافيةولا علاقة له بتمكين الطلبة من التعليم وهذا ليس مستبعد ، لأن البنية التحتية وحال المدارس و" مشاعر المعلمين وظروفهم " غير مؤهلة لتنفيذ تلك القرارات ، وأن تلك القرارات تحقق شروط تدمير البنى التعليمية وتخريب التعليم وتدمير نفسية الطالب خاصة منهم الأطفال كما جرى تخريب بقية البُنى الأجتماعية وألاقتصادية في البلاد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات