الارهاب والحروب تهديد دائم للمشروع النووي


بعد مضي ما يقارب العشرة سنوات على بداية المشروع النووي أهدرت خلالها الحكومة مئات الملايين من الدنانير، قال رئيس المشروع خالد طوقان لكتّاب الأعمدة والصحفيين في مدينة الحسين للشباب ، يوم الأربعاء 27 آب / أغسطس 2014. (إن صاحب الولاية في نهاية الأمر في إقرار هذا المشروع او رفضه هو مجلس الأمة بشقيه مجلس الأعيان ومجلس النواب ممثل الشعب(. فماذا لو رفض مجلس الأمة المشروع إذن ؟. سيقول طوقان عندئذ يا ليتني مت قبل هذا أو سيقول يا ليتني كنت ترابا.

اغلب الظن ان مجلس الأمة سيرفض هذا المشروع المذعور، لان فيه خطر كبير ومنافع للناس ،وخطرة اكبر من نفعه ،ورياح التهديد تعصف به من كل جانب ،خاصة من متلازمتي الإقليم (الإرهاب والحرب) ،عداك عن أن ملف المشروع ملف جبان كالنعامة الفتخاء دائم الحل والترحال، فطردوه من العقبة وما إن حط رحالة في الخربة السمراء في المفرق حتى تصدى له الناس ،وهرب إلى قصر عمرة في صحراء الأزرق ، لكن طوقان مملوء رعبا من أهل المنطقة وكانوا شداد غلاظ في مكافحة المشروع القاتل ، وسيتولى منهم فرارا عما قريب، ومن السذاجة الاعتقاد بأن توجه النية لتقديم عشر منح جامعية لدراسة الهندسة النووية لأبناء وبنات بني صخر ستضعف صلابة موقف القبيلة الرافض للمشروع.

أخطار الإقليم مباغتة ودائما خارج التوقعات ،ومنطقة المشروع كانت وستبقى في المدى المنظور في مرمى الحرب والإرهاب ،والأربعمائة مفاعل التي كانوا يتحدثون عنها في اللقاء لإقناع الأردنيين ان المشروع آمن ،تقع جمعها في دول الرفاه والدعة والاطمئنان ،وتبدّلت منذ عقود أحوال شعوبها من بعد خوفهم أمنا ،واستقرت أوضاعها الداخلية والإقليمية استقرارا تاما ،وتخلصت من الدكتاتورية والظلم والجوع، ومن كل التهديدات الداخلية والصراعات الخارجية ،وتفرغت تماما للبحث العلمي وللاختراعات والاكتشافات ،وتقديمها لفائدة البشرية على طبق من ذهب.

المشروع النووي مشروع باطل ، ولن يغامر مجلس الأمة بأمن الوطن ،فهو خير من يدرك حقيقة المتغيرات الإقليمية المفاجأة ،وانعكاساتها على الاستقرار الداخلي ،ما يكفي لإثبات عدم صحة مقولة ان المفاعل النووي سيكون آمنا التي كانوا يتحدثون عنها يوم الأربعاء، فالإقليم - والمملكة بطبيعة الحال – على كف عفريت وفي حالة اشتعال دائم ولم يشهد منذ منتصف القرن الماضي استقرارا قط، ابتدءا من اغتيال المغفور له الملك عبدالله الأول وقلاقل نهاية الخمسينيات، مرورا بتفجير رئاسة الوزراء واستشهاد دولة المرحوم هزاع ألمجالي ،ثم هزيمة حرب حزيران 67 19،ومعركة الكرامة ،وأحداث أيلول ،فحرب تشرين ،وحرب لبنان ،والاغتيالات السورية على الساحة الأردنية في الثمانينيات ،وأحداث الجنوب ،والحرب العراقية الإيرانية، وغزو الكويت، وحرب العراق الثانية ،وانتهاءا بتفجيرات عمان والعقبة ، وارتدادات الربيع ألعريي وتكرار محاولات إدخال أسلحة حربية عن طريق الحدود السورية الجارية الآن ، وتهديدات داعش التي لا يمكن تجاهلها وباتت تقف على الأبواب. والخلاصة ان منقطة المشروع مهددة وضعيفة امنيا ، والمناطق الضعيفة امنيا لا تناسب المفاعلات الذرية ، ومراجعة الدولة للحق ووقف المشروع خير لها من التمادي في باطل الاستمرار فيه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات